قائمة الموقع

تحرجوا من الاعتراف بمرضها النفسي فحاولت قتل ابن شقيقها

2016-08-23T07:46:34+03:00
صورة أرشيفية
غزة–مها شهوان

جمال "فاتن" الخارجي يخالف نفسيتها التي جعلتها تصارع الحياة مذ كانت في العشرين من عمرها، حينما اختلفت نظرات من حولها وراحت ألسنتهم تردد "مريضة نفسي"، دون البحث عن علاج يؤهلها للعودة إلى اتزانها عند مواجهتها أحد.

كانت الأربعينية "فاتن"  - اسم مستعار-شابة مفعمة بالحياة، أنهت دراستها الثانوية والتحقت بمعهد الفنون الجميلة، وبعد عامين تقدم لخطبتها شاب يكبرها بأعوام قليلة وبوضع اجتماعي جعلها تقبله شريكا لحياتها، لكن بعد مرور ستة شهور على خطبتها، بدأت حماتها تفتعل المشاكل وتضغط على ابنها لترك خطيبته حتى حدث ذلك بحجة أنها "مجنونة".

حالة الصدمة التي عاشتها الشابة آنذاك جعلتها تضجر ممن حولها، فقد كانت تصب لجام غضبها بذويها، الأمر الذي كان يدفعهم إلى حبسها داخل غرفتها خشية الهرب للشارع وإيذاء الجيران.

نوبات العصبية التي كانت تصاحب "فاتن" عند حبسها، جعلت الجيران يشعرون بمرضها، فعند خروجها للشارع كانت نظراتهم تطاردها فيدفعون أطفالهم بمناداتها "فاتن المجنونة"، مما كان يدفعها إلى الصياح والهجوم عليهم حتى أصابت أحدهم بنزيف كاد أن يفقده حياته، عندما أمسكته وراحت تطرق رأسه في الحائط.

ذوو الأربعينية ميسورو الحال، إلا أنهم كانوا يرفضون وصفها "بالمريضة النفسية" وعدم حاجتها إلى العلاج، الأمر الذي كان يزيد سوء وضعها، فهي كانت تعاني دون أن يشعر بها أحد كما تحدثت لمعالجتها النفسية حينما حولت بعد سنوات طويلة إلى المستشفى لدعمها نفسيا.

وروت فاتن" أنها حرمت شقيقتها الصغيرة الزواج كونها كانت تطرد الخاطبين، لدرجة أنها حرقت نفسها لتعلن رفضها قبول فكرة ارتباط أختها، بالإضافة إلى دخولها حالة اكتئاب عند علمها أن إحدى قريباتها تزوجت، فتردد على مسامع والدتها " لسن أجمل مني (..) أريد الزواج وإنجاب طفل".

وطيلة فترة مرضها تعاني من وسواس النظافة، فتقضي جل وقتها وهي تغسل يديها عدا عن أنها تشك في الطعام الذي يقدم لها، فتردد "حاطين سم بدكم تقتلوني"، ورغم انتقاداتها الحادة وتصرفاتها غير المقبولة إلا أن أشقاءها وزوجاتهم يتحملون تصرفاتها، لاسيما بعد وفاة والديها.

 

بعد مضي أكثر من خمسة عشر عاما، قرر أشقاؤها عرضها على الطب النفسي حينما سكبت الماء البارد على طفل شقيقها الذي لم يتجاوز العام في فصل الشتاء بحجة أن رائحته كريهة، وقبلها حاولت إيذاء أطفال شقيقتها.

داخل مستشفى الأمراض النفسية، دوما توهم النزيلات أنها تنتظر خطيبها الذي وعدها بالزواج، وأحيانا تقول إن لديها أطفالا وجاءت للمستشفى لعلاج شقيقتها وستغادر في القريب العاجل، عدا عن تقمصها شخصيات عدة فتارة توحى لمن حولها أنها سورية أو مصرية من خلال تلاعبها باللهجة.

انفصام الشخصية

وتعقب الاختصاصية الاجتماعية أمل أبو دية على هذه الحالة بالقول:" إن المريضة تعاني "الشيزوفرينا" – انفصام الشخصية-فهي تتقمص شخصيات مختلفة للفت أنظار من حولها، موضحة أن كثيرا من المريضات يحاولن شد الانتباه إليهن من خلال القيام بسلوكيات غريبة.

وأوضحت أبو دية، أن كثيرا من الأهالي حينما يتقدم شاب للزواج من بناتهم لا يكترثون للسؤال عنه، لكن بعد الخطوبة تحدث المشاكل مما يصيب الابنة بانتكاسة نفسية تؤثر عليها مستقبلا، داعية الأهالي إلى اختيار الشريك المناسب تفاديا لأي مشاكل نفسية أو اجتماعية.

وذكرت الاختصاصية الاجتماعية، أن وجود مريض نفسي داخل الأسرة ليس عيبا، لكن المشكلة الكبرى حينما يتم التغاضي عن الاعتراف بضرورة علاجه كون ذلك يفاقم الأزمة، داعية الأهالي إلى الاسراع في معالجة أبنائهم المرضى وملاحظتهم في حال وجد خلل في شخصيتهم خاصة عن تعرضهم لأي حدث يصيبهم بالحزن.

اخبار ذات صلة