دخلت وحدات تركية بلدة الراعي السورية الحدودية تمهيدا لبدء هجوم شامل يقوم به الجيش السوري الحر من أجل استعادة المدينة من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك بينما يستمر هذا الجيش في التقدم بدعم تركي غربي جرابلس.
وأفادت مصادر في المعارضة السورية المسلحة للجزيرة أن عشرات من عناصر القوات الخاصة التركية مدعومين بآليات ثقيلة، دخلوا إلى بلدة الراعي على الحدود السورية التركية استعدادا لعملية برية واسعة لمقاتلي الجيش السوري الحر، في إطار العملية الواسعة التي بدأت في جرابلس لإخراج التنظيم من المناطق التي يسيطر عليها على طول الشريط الحدودي مع تركيا.
ونقل مراسلنا في ريف حلب الشرقي عن مصادر في المعارضة المسلحة أن عناصر المعارضة يستعدون لشن هجوم متزامن من مناطق غرب جرابلس التي تقع شرق بلدة الراعي، لإحكام السيطرة على ما تبقى من الشريط الحدودي مع تركيا.
وتمثل بلدة الراعي آخر منطقة سورية يسيطر عليها تنظيم الدولة على الحدود مع تركيا.
وكانت تعزيزات عسكرية تركية جديدة مؤلفة من دبابات ومركبات مصفحة وصلت إلى المواقع الحدودية مع سوريا في مدينة كيليس.
وذكرت مصادر أمنية أن التعزيزات تشمل عشر دبابات، و18 مركبة عسكرية مصفحة من النوع المطور حديثا، وأن وصولها يأتي استعدادا لأي تطورات عسكرية على الحدود، مع تواصل الاشتباكات بين الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا، وبين تنظيم الدولة.
في الأثناء قال مراسل الجزيرة في ريف حلب الشرقي إن مقاتلي الجيش الحر سيطروا على عدة قرى غرب جرابلس بعد معارك مع تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن عددا من مقاتلي التنظيم سقطوا في هذه المعارك التي جرت بدعم جوي ومدفعي تركي.
وكانت رئاسة الأركان التركية أعلنت -أمس الجمعة- أن مقاتلات ووحدات من سلاح المدفعية التابعة لها ضربت 12 "هدفاً إرهابياً" في مناطق مختلفة من مدينة جرابلس بريف حلب شمالي سوريا، وأن مقاتلات تركية دمرت ثلاثة أبنية لتنظيم الدولة الإرهابي في "غندورة"، ومنطقة "عرب عزة" بريف جرابلس.
وأضافت أن "الجيش السوري الحر" طهر غندورة من الإرهابيين، في عملية نفذها بمساندة من قوات التحالف الدولي (بقيادة الولايات المتحدة) ضد تنظيم الدولة.
كما أعلنت السلطات التركية -الجمعة- عن استئناف بناء جدار إسمنتي على الحدود مع سوريا في قضاء "قارقامش" بولاية غازي عنتاب جنوبي البلاد، "بهدف مكافحة الإرهاب ومنع عمليات التسلل إلى أراضيها من الجانب السوري"، مشيرة إلى أن ذلك يأتي بعد تطهير المنطقة من الألغام التي زرعها تنظيم الدولة.
وفي سياق آخر أعلنت هيئة الإغاثة التركية إدخال عدة شاحنات تحمل مساعدات غذائية لأهالي مدينة جرابلس، التي تمكن مقاتلو الجيش السوري الحر من السيطرة عليها قبل عَشرة أيام ضمن عملية درع الفرات العسكرية التي أطلقتها تركيا بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، من أجل دعم المعارضة السورية في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد.