قالت مصادر إعلامية عبرية، إن طواقم الإنقاذ الإسرائيلية عثرت فجر اليوم الثلاثاء، على جثة ثالثة، يعتقد أنها تعود لأحد العمال الذين كانوا يعملون في المبنى متعدد الطوابق في "رمات هحيال" شمال (تل أبيب)، والذي انهار أمس (الاثنين).
وذكرت القناة العبرية الثانية على موقعها الإلكتروني، أن طواقم الإنقاذ تواصل البحث عن أربعة عمال آخرين لا يزالون تحت الأنقاض، وأن هناك مخاوف على حياتهم مع مرور 24 ساعة على انهيار المبنى ومحاصرتهم تحت أنقاض الطابق الأسفل.
وكان عامليْن فلسطينيّيْن، قد لقيا مصرعهما في حين أُصيب 17 آخرون، ظهر أمس الاثنين، عقب انهيار موقف للسيارات في مدينة تل أبيب (وسط فلسطين المحتلة عام 1948).
وذكرت شرطة الاحتلال الإسرائيلي في بيان لها، أن الطواقم الطبية عثرت على 13 عاملاً فلسطينياً كانوا فوق الأرض، في حين تم إنقاذ أربعة آخرين من تحت الرّكام، كما أكدت انتشال جثّتين من تحت الأنقاض.
وأوضحت أن المبنى هو عبارة عن موقف للسيارات، مكوّن من أربعة طوابق، ولم يتم التحقّق بعد من الأسباب التي أدّت إلى الانهيار، في ظل تخوّف كبير من انهيار مبانٍ أخرى قريبة من موقع الحدث.
وأفادت المصادر الفلسطينية أن بين العمال الذين تواجدوا في الموقع عدد من سكان منطقة رام الله.
وبيّنت وزارة العمل الفلسطينية أن معلومات غير رسمية وصلت إليها تشير إلى إصابة عاملين فلسطينيين، مشيرة على أنها تتعقب التفاصيل وتحمل حكومة الاحتلال مسؤولية ازدياد حوادث العمل في ورش البناء.
وأسفر انهيار المبني عن إصابة أكثر من 24 عامل بجروح بين متوسطة وطفيفة، وتم نقلهم إلى مستشفيات إسرائيلية؛ غالبيتهم من العمال العرب الفلسطينيين.
ويتكون المبنى المنهار من أربعة طوابق، وكان معدًا ليكون موقفًا عموميًا للمركبات، ومن المقرر أن يفتتح خلال أسبوعين.
وزار رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، موقع انهيار المبنى قبيل منتصف الليل، لافتًا إلى إن طواقم الإنقاذ حددت مكان المفقودين.
بدورها، أوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية الصادرة اليوم الثلاثاء، أنه سبب الانهيار لا يزال مجهولًا.
وقامت شرطة الاحتلال أمس بالتحقيق مع عدد من المسؤولين في شركات البناء العاملة في الموقع، وعلى رأسها شركة "دانيا سيبوس" المسؤولة عن إنشاء موقف السيارات، غير مستبعدة فرضية الانهيار بسبب الإهمال، وقد قررت حظر النشر حول التحقيق في القضية.
وينضم هذا الحادث إلى سلسلة من الإخفاقات الأمنية وإجراءات السلامة في مواقع البناء التابعة للشركة.
وكان شهر أيار/ مايو الماضي، قد شهد في هذه البناية انهيار إحدى الدعامات الإسمنتية وأصيب عاملان، لكنه سمح بمواصلة العمل فيها لأن دائرة الأمان في وزارة الاقتصاد في حكومة الاحتلال لم ترسل مراقبًا لفحص البناية بعد الحادث.
ونفت وزارة الاقتصاد الإسرائيلية في تصريح لها، علم دائرة الأمان التابعة لها بحادثة انهيار أحد دعامات المبنى المنهار.
وزعم مدير موقع البناء، في تصريح للقناة الثانية العبرية، أنه تم الشعور بهزة في المكان، مشيرًا إلى أن مثل هذه الهزات تعتبر طبيعية في مكان تعمل فيه آليات ثقيلة.
وقال عبد السيد، من بلدة حورة (كان يعمل على جرافة لفرش التراب على سطح البناية المنهارة، وأصيب في الحادث)، إنه يعتقد بأن البناية انهارت بسبب الثقل.
ومن الجدير بالذكر أن شركة "أفريقيا- إسرائيل" كانت قد فازت بمناقصة إنشاء الموقف المنهار بالقرب من مستشفى اسوتا، وتم تسليم المسؤولية عن تنفيذ العمل لشركة "دانيا سيبوس"، والتي عملت على بناء الموقف في جوف الأرض على ارتفاع أربع طبقات، وعلى مساحة 17 ألف متر مربع.
ووفق مصادر عمالية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، قتل 30 عامل بناء منذ بداية العام الحالي غالبيتهم من العمال الفلسطينيين.
قدس برس