الرسالة نت - رائد أبو جراد

بعد انكشاف بعض معالم الضباب عن الجريمة الصهيونية البشعة التي ارتكبت بحق المتضامين على أسطول الحرية في عرض المياه الدولية، يجد الناظر لتلك المجزرة جريمة مركبة ومحرمة لما فيها من قتل عمد واعتداء وحشي على الحرمات والأعراض والأرواح داخل تلك السفن من نساء وأطفال وشيوخ وإعلاميين وبرلمانين القادمة لكسر حصار المفروض على غزة منذ ما يزيد عن أربعة أعوام.

"الرسالة نت" بدورها حاولت معرفة رأي وحكم الشريعة في تلك الأحداث التي لقيت تنديداً عالمياً واسعاً، مع الدكتور ماهر الحولي عميد كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية ..

جريمة محرمة

 يؤكد د. الحولي في بداية حديثه "للرسالة" أن  الجريمة التي ارتكبتها "إسرائيل" تعد اعتداء من الناحية الشرعية على القيم الإنسانية والآداب الأخلاقية، لأنها اعتدت على سيادة الغير، وهذا ما حرمته كافة الشرائع السماوية.

وقال الحولي :"جريمة الاحتلال مركبة ارتكب فيها جرائم عدة تمثلت في الاعتداء على الأنفس والأموال والنساء والأطفال وكبار السن والسيادة والقيم والآداب وعلى معنى التواصل الإنساني المقرر في القرآن ، وهذا يتنافي مع الشريعة الإسلامية، فالرسول الكريم كان يوصي أصحابه أثناء خروجهم للغزوات والسرايا (لا تقتلوا طفلاً ولا امرأة ولا تقطعوا شجرة ولا ترهبوا شيخاً في صومعته...).

وأضاف " جريمة الكيان الصهيوني تصنف من جرائم الإفساد في البحر، مستشهداً بقوله تعالى:"وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله". سورة المزمل آية20"،

جرائم متتالية

وأوضح عميد كلية الشريعة والقانون بالجامعة، أن المتتبع لتاريخ اليهود يجد أعمالهم عبارة عن حلقات متصلة في سلسلة تتمثل في الغدر والخيانة والاعتداء على الأنبياء بل وقتل عدد منهم، لافتاً إلى أن التاريخ المعاصر أيضاً شاهد على المجازر والجرائم التي ارتكبوها  كمجازر صبرا وشاتيلا وقانا والحرب على غزة وأخيرا مجزرة الاعتداء على سفن الحرية، مؤكداًُ  أن هذه الأفعال تمثل جريمة جديدة من الجرائم المستحدثة لدى العدو الصهيوني.

التاريخ يتكرر

وفيما يتعلق بالحصار الإسرائيلي الظالم المفروض على غزة قال الحولي:"التاريخ لا يتكرر لكن الأحداث نفسها تتكرر ويمكن أن يستفاد من العبر والعظات التي تحدث،  فالحصار يمثل نوع من أنواع التربية للمؤمنين ليعلمهم الثبات والصبر والتحمل وعدم التخلي عن الدين والثبات على المواقف والمروءة والشجاعة والشهامة، مضيفاً:"ما يحدث الآن في غزة من ثبات شعبنا  وتشبثه بخيارات المقاومة ولد معاني القيم والأخلاق  لدى العالم الحر مما جعلها تحرك أحراره تضامناً مع الفلسطينيين لفك الحصار عنهم.

وتابع :" نحن في ابتلاء واختبار من الله تعالي لقوله تعالي:" ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين". (سورة البقرة)، منوهاً إلى ان الوسائل الخمسة  التي ذكرت في الآية تحققت ولم يتبق منها على شعبنا سوى الصبر والتحمل لان نصر الله قريب بعد وقوع هذه الابتلاءات الكبيرة .

ومضي يقول " الشريعة دائما تعرضت لمثل هذه الأمور وبينت أن شهيد البحر بأجر شهيدين والذي يقتل على يد اليهود بأجر شهيدين فهنيئا لمن ارتقي شهيدا على ظهر سفن الحرية وقد نال الأجرين معا وقد تضاعف لهم الثواب لأنهم استشهدوا في البحر وسالت دمائهم الزكية وقتلوا على يد جنود الاحتلال الغادرين في عرض البحر.

واختتم أستاذ الشريعة والقانون حديثه " للرسالة" مؤكداً أن القانون الدولي الإنساني والمؤسسات الحقوقية كافةً اتفقت مع مبادئ الشريعة التي تكفل حقوق الإنسان التنقل كيفما يشاء.