د. العيسوي :هناك رقابة على المعابر والقطاع خال تماما من المرض
د. الرملاوي :أخذنا كافة الإجراءات للحد من انتشار المرض
غزة- لميس الهمص- الرسالة نت
بات قطاع غزة البقعة الوحيدة بين جاراتها, البعيدة حتى الآن عن خطر الإصابة بأنفلونزا الخنازير، والذي ارجع البعض السبب في ذلك للحصار المطبق على القطاع وإغلاق المعابر، إلا أن فتح معبر رفح وعودة المعتمرين من الأراضي الحجازية يشكل تهديدا بدخول المرض لغزة المحاصرة .
"الرسالة" حاولت معرفة الإجراءات الوقائية التي اتخذتها وزارة الصحة في غزة والضفة الغربية للحد من انتشار المرض وضمان عدم وصوله للقطاع.
مشاهد للمعتمرين
أحد المشاهد جسدها أحد العائدين من العمرة مؤخرا فقال:" كنت أضطر أنا وبعض المعتمرين الغزيين من خلع البطاقة التعريفية بنا الدالة على أننا من غزة خشية من انتقال مرض أنفلونزا الخنازير لكون الكثيرين كانوا يتجهون لتحيتنا وتقبيلنا ، عرفانا منهم بصمودنا وثباتنا في حين كان آخرون لا يكترثون بذلك ".
أما المعتمر سعيد ناجي فقد ذكر أن غالبية المعتمرين كانوا يلبسون كمامات وزعت عليهم في المطارات من الحكومة السعودية مع العديد من الإرشادات التي أخبرونا بضرورة الالتزام بها
وكانت الحكومة السعودية نصحت كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة والنساء الحوامل بتأجيل العمرة لهذا العام خوفا عليهم من المرض.
وتعد أعراض إنفلونزا الخنازير هي ذاتها أعراض الإنفلونزا المعروفة، حيث تظهر أعراض الرشح العادية مع ارتفاع في درجة الحرارة، ورعشة يصحبها سعال وألم في الحلق مع آلام في جميع أنحاء الجسم وصداع وضعف أو وهن عام، ويصاب بعض الأشخاص بإسهال وقيء (تم رصدهما ببعض الحالات).
وتعتبر هذه الأعراض عامة حيث يمكن أن تكون بسبب أي من الأمراض الأخرى، لذا لا يستطيع المصاب أو الطبيب تشخيص الإصابة بأنفلونزا الخنازير استنادا إلى شكوى المريض فقط، بل يجب إجراء الفحوصات والتحاليل المخبرية التي يتم عن طريقها تأكيد الإصابة بالمرض أم أنها أعراض لأي من حالات أخرى.
كما ينتقل هذا الفيروس المعدي جدا بواسطة الرذاذ المنتشر في الهواء عند التنفس أو السعال أو العطس.
إجراءات المعبر
وحول الإجراءات الوقائية التي تتخذها وزارة الصحة بغزة على المعابر لضمان عدم وصول المرض للقطاع ذكر د. فؤاد العيسوي مدير عام الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة بغزة أنهم يتخذون كافة الإجراءات المتبعة دوليا فيتم رقابة كافة العائدين للقطاع وتسجيل بيانات أي مريض بأحد الأمراض المعدية للقطاع ومعرفة الأعراض التي يعاني منها وحتى الآن لم تسجل أي حالة إصابة داخل القطاع في حين سجلت حالتي اشتباه على معبر رفح إلا أن التحاليل أظهرت سلامتهما.
وبين أن المعبر زود بكاميرا حرارية ككافة المطارات الدولية تكشف عن المصابين بارتفاع في درجة الحرارة لفصل الحالات السليمة عن المشكوك فيها ، مؤكدا على توفر الأدوية الخاصة بالمرض داخل القطاع.
وقال العيسوي: "خلال العودة من الجانب المصري، يقف كل شخص أمام الكاميرا الحرارية والتلفزيون الحراري كما يتم استقباله بواسطة طبيب في عيادة المعبر، ويتم سؤاله وفحصه سريريا وأخذ المعلومات اللازمة لمعاودة الاتصال به في حال طرأت عليه أعراض أو اشتباه لديه أو لدى من حوله".
وعن الجهاز المستخدم للفحص على المعبر قال: " الإنسان الذي يعاني من ارتفاع الحرارة يتم كشفه دون سؤال وهو متوجه باتجاه الكاميرا أو التلفزيون الحراري، حيث يكون لون الصورة أخضر غامق، أكثر من الإنسان العادي، وهنا تبدأ مساءلة الشخص وفحصه سريريا أو مخبريا للتأكد والاطمئنان".
وطمأن العيسوي المواطنين بخلو القطاع من فيروس أنفلونزا الخنازير، مشيرا إلى أن الوزارة أعدت خطة متكاملة لمواجهة الفيروس في حال إيصاله إلى قطاع غزة وذلك عبر توفير عيادتين طبيتين في كل من معبري رفح وبيت حانون.
وكانت وزارة الصحة أكدت سلامة كافة المعتمرين الوافدين من الديار الحجازية من أي أعراض تشير إلى الإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير، مشيرة إلى اتباعها كافة إجراءات السلامة على معبر رفح.
إجراءات وقائية
وتعد الضفة الغربية من احدى المناطق التي انتشر فيها مرض أنفلونزا الخنازير إلا أن إجراءات صحة رام الله حدت من المرض رغم حدوث حالة وفاة .
فذكر أسعد الرملاوي مدير عام الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة برام الله أن عدد المصابين بمرض أنفلونزا الخنازير في الضفة الغربية وصل ل137 شخصا منهم ست حالات فقط نقلت للمشافى توفيت حالة واحده بينما تماثلت الحالات الباقية للشفاء.
وأوضح أن السياسة التي تتخذها وزارة الصحة في الضفة الغربية هي الحد من انتشار المرض بقليل من الوقاية ، منوها إلى أن إغلاق المدرسة في مدينة نابلس التي أصيب بها سبعة طلاب هي إحدى وسائل الحد من انتشار المرض.
وأشار الرملاوي إلى إجراءات وقائية تقوم الوزارة بنقلها لأهالي المصابين في كيفية التعامل مع الحالة دون انتقال العدوى للمختلطين فيه ، مبينا أن المصاب يوضع في عزل داخل منزله ويتم إعطاء إرشادات للمخالطين له بكيفية استخدام الكمامات والتخلص منها ومواعيد الأدوية وكيفية إعطائها للمصاب، مؤكدا على عدم إصابة أية حاله من ذوي المرضى بسبب تلك الإرشادات الوقائية التي نجحوا في تطبيقها.
وقال الرملاوي: "هناك أدوية متوفرة لخمسين ألف مريض ، كما رصد 8 ملايين دولار للتعامل مع المرض وجلب مليون لقاح مع نهاية العام".
ويتابع: نعمل على جلب 20 ألف جرعة لتزويدها للحجاج قبل موسم الحج وهناك تطمينات من الشركة الموزعة بإمكانية إرسالها.
وحول التنسيق مع الدول المجاورة حول المرض بين أن المرض عالمي لذلك هناك تنسيق كبير بين الدول ووضعت خطة إقليمية للتعامل معه.
وبين الرملاوي أن المرض غير خطير وقد تماثل كل من أصيب به للشفاء لكن هناك بعض الحالات تتأثر به أكثر من غيرها كأصحاب الأمراض المزمنة والمرأة الحامل وكبار السن لذلك عليهم الحذر في التعامل مع الناس، مشيرا إلى توقعات إقليمية بزيادة عدد المصابين مع قدوم فصل الشتاء.
وقال إن الأشخاص الذين يستهدفهم هذا اللقاح هم الحجاج والطواقم الطبية والحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة والأطفال.
سبل الوقاية
وتذكر وزارة الصحة إن أفضل وسيلة للوقاية من مرض أنفلونزا الخنازير تكون بالتقيد بقواعد النظافة الشخصية الأساسية لأنها تمنع انتقال عدوى الفيروس التي تصيب بشكل خاص الجهاز التنفسي في الجسم, وإن طريقة منع الإصابة بالمرض شبيهة تماماً بطريقة الوقاية من الأنفلونزا الموسمية العادية.
وفي حال إقامة الإنسان في منطقة موبوءة، أو كان يعاني من أنفلونزا الخنازير فمن الأفضل له عدم تقبيل الآخرين حرصا على عدم انتقال المرض التنفسي إلى الآخرين".
كما أشارت الوزارة إلى أهمية غسل اليدين بالماء والصابون بعد كل مرة يعطس أو يسعل فيها المرء، منوهة إلى أن مواد التنظيف الكحولية التي تستخدم لتطهير اليدين تلعب دوراً فعالاً في خفض الإصابة بالفيروسات، موضحة أنّ أكثر المناطق عرضة للإصابة بالمرض هي العينين والأنف أو الفم.
وحثت على عدم الاقتراب من المصابين بالمرض لأن العدوى تنتقل من شخص إلى آخر عن طريق السعال أو العطاس، وطلب من الأشخاص الذين يعانون من أعراض المرض البقاء في المنزل وعدم الذهاب إلى المدرسة أو العمل والاتصال بالطبيب للعلاج.
وأشارت إلى ضرورة تغطية وجه الإنسان دائماً عندما يسعل ، كونها تعد الطريقة الملائمة لخفض حالات انتقال الالتهابات المصاحبة للمرض من شخص إلى آخر.
وكانت وزارة الصحة برام الله اتخذت قراراً بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم بإغلاق المدرسة الإسلامية للذكور في منطقة الضاحية بنابلس، بعد إصابة 7 حالات بين طلابها بالفيروس.
وقال مدير صحة مديرية نابلس د. خالد قادري:"إن هناك اجتماعاً طارئاً دعا إليه المحافظ ستشارك فيه الصحة والتربية والتعليم والمؤسسات الصحية في المحافظة".
وأضاف أنه تم صرف التلاميذ لبيوتهم منذ ساعات الصباح، وأنه تم تشكيل فرق لمتابعة ودراسة الوضع.
وحسب مدير صحة نابلس فإنه تم تبليغ الأهالي والتلاميذ الذين تم تشخيصهم، قائلاً:"سنعمل على صعيد مديرية نابلس بوضع طوارئ، إذا وجدنا الأمور زادت عن حدها".
كما وأعلنت وزارتا التربية والتعليم العالي والصحة رام الله ، تشكيل لجنة طوارئ مشتركة، للتعامل مع أي طارئ بشأن الوقاية من أنفلونزا الخنازير "H1N1"، مع بدء العام الدراسي الجديد .