طالبت روسيا بما سمتها حلولا وسطا من أجل التوصل لاتفاق بشأن سوريا، وبينما أعلنت عن لقاء جديد بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف بجنيف، اتهم وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر موسكو بتأجيج العنف في الأراضي السورية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) ديمتري بيسكوف اليوم إنه لم يتم التوصل لاتفاق نهائي بعدُ مع الولايات المتحدة بشأن سوريا، وأضاف أن الأمر يتطلب ما دعاها حلولا وسطا بشأن قضايا عديدة.
وأضاف بيسكوف أن موسكو وواشنطن تبحثان وثيقة حول سوريا، وقال إنه لم يتم الانتهاء منها، و"لا يزال هناك عدد قليل من القضايا التي لم نجد لها حلا وسطا بعد".
وتعليقا على ما نشرته واشنطن بوست عن تقديم الرئيس الأميركي باراك أوباما لنظيره الروسي فلاديمير بوتين اقتراحا أخيرا في الشأن السوري، قال المتحدث الروسي إنه يجري الحديث عن وثيقة معينة ولكن لم يتم بعد وضع اللمسات الأخيرة عليها.
وفي موسكو أيضا قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم إنه تم الاتفاق على عقد لقاء بين وزيري الخارجية الروسي والأميركي اليوم وغدا في جنيف في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا. وقال مراسل الجزيرة عياش دراجي إن الأنباء عن لقاء كيري ولافروف تأتي وسط تصريحات متواترة عن صعوبة التوصل إلى اتفاق.
وكانت الخارجية الروسية قالت في بيان إن كيري ولافروف تحدثا أمس هاتفيا لمدة 45 دقيقة، وبحثا "تفاصيل الاتفاق على تعاون روسي أميركي للتصدي للمجموعات الإرهابية في سوريا، وتمديد المساعدة الإنسانية، وإطلاق العملية السياسية".
ولم تفض اللقاءات الأميركية الأخيرة -بما فيها لقاء الرئيسين باراك أوباما وفلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في خانجو الصينية- إلى اتفاق على كيفية وقف القتال واستئناف المفاوضات لإنهاء الأزمة السورية، وعبر أوباما عن شكوك قوية تجاه سياسة موسكو في سوريا.
تأجيج الحرب
من جهته أبدى وزير الدفاع الأميركي اليوم الشكوك نفسها تجاه السياسة الروسية في سوريا رغم أنه أكد استعداد بلاده للتعاون مع روسيا من أجل إنهاء الحرب في سوريا.
وقال كارتر في تصريحات لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) إن بلاده مستعدة للتعاون مع الروس إذا تحقق مسبقا وقف فعلي للأعمال العسكرية، مضيفا أن ذلك يمكن أن يؤدي في النهاية إلى مزيد من التعاون.
واتهم الوزير الأميركي روسيا بأن ما فعلته في سوريا حتى الآن هو أنها أججت الحرب الأهلية والعنف، مشيرا إلى أنها تذرعت حين تدخلت عسكريا في سوريا نهاية سبتمبر/أيلول الماضي بمحاربة الإرهاب ومحاولة إنهاء الحرب الأهلية عبر عملية انتقال سياسي.
كما اتهم كارتر موسكو بأنها لم تساعد في الاقتراب من حل سياسي يقضي باستقالة الرئيس السوري بشار الأسد وتشكيل حكومة جديدة تضم المعارضة المعتدلة. وأكد أنه لا يمكن أن يحدث انتقال سياسي في سوريا ما لم يتوقف العنف هناك، وقال إن بلاده تريد أن يستقيل الأسد "في أقرب وقت ممكن".
الجزيرة نت