مع انتهاء صلاة عيد الأضحى المبارك، بدأ الفلسطينيون في قطاع غزة بالتوجه إلى منازلهم لذبح الأضاحي، اقتداءً بسنة الرسول (ص) وسيدنا إبراهيم الخليل.
وبدت شوارع غزة منذ ساعات الصباح الأولى باللون الأحمر الناجم عن دماء الأضاحي، التي يذبحها الغزيون عادة في منازلهم أو بالشوارع.
ويتزامن حلول عيد الأضحى لهذا العام، مع ظروف اقتصادية وإنسانية قاسية يعيشها نحو 1.8 مليون فلسطينيي في قطاع غزة، بسبب الحصار (الإسرائيلي)، وما خلفته الحرب الأخيرة من تشريد لعشرات آلاف الفلسطينيين بعد تدمير منازلهم.
ودفعت الأوضاع الاقتصادية المتردية وعدم تلقي الموظفين في غزة رواتب كاملة منذ شهور، إلى شراء الأضاحي بالمشاركة أو التقسيط، فكانت "أسواق الحلال" تعج بالمواطنين الراغبين في شراء الأضحية، لكن كثافة حركة المواطنين في الأسواق خلال الأيام، الماضية كانت بخلاف الحد الأدنى الذي تمناه تجار المواشي في القطاع.
أبو محمد عفانة أحد تجار العجول والمواشي بغزة، قال: "إنهم تكبدوا خسائر مالية كبيرة؛ بسبب ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين، وعدم إقبالهم على شراء أضحية العيد".
وأضاف عفانة لـ"الرسالة نت": "رغم أن المواشي متوفرة وأسعارها منخفضة عن العام الماضي، إلا أن الحركة الشرائية كانت غير متوقعة وصدمت الجميع؛ بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها سكان القطاع بفعل الحصار، وعدم انتظام رواتب الموظفين".
وأوضح أن غالبية المواطنين يأتوا لسوق الماشية للسؤال عن أسعارها فقط وليس للشراء؛ فمنهم من يغادر بعد معرفة الأسعار ومنهم من يشترك مع مواطنين آخرين لشراء عجل، أو يشتريها بالتقسيط.
أما عبد الله أبو عجوة إحدى مزارع الأبقار بغزة، يؤكد أن إقبال الناس على الأضاحي لهذا العام منخفض نسبيًا بسبب أزمة النصف الراتب التي حلت بالموظفين وبالتالي أصبح الموظف غير قادر على توفير سعر الأضحية.
وحول عدد الأضاحي وتوافرها وكفايتها للسوق بغزة أوضح أبو عجوة أن هناك نقص في عدد الخراف بسبب الأوضاع التي تمر بها مصر وإغلاق الأنفاق، مشيرًا أن موسم العيد لهذا العام لم يدخل أي خروف من مصر.
وأضاف صاحب المزرعة لـ"الرسالة نت" أن هناك كفاية في عدد العجول التي أتت من الخارج عبر معبر "كرم أبو سالم" من دول أوروبا ما دفع بعض المواطنين للاشتراك في الأضحية.
ويرجع التجار حالة الركود وضعف حركة الشراء إلى المدة الزمنية القصيرة بين العيدين، والتي يكون فيها المتسوقون قد اكتفوا بملابس عيد الفطر، وكذلك تفضيل معظم الناس توفير أموال الملابس وتقديمها على الأضحية، فضلاً عن الظروف الاقتصادية الصعبة ونسبة البطالة المرتفعة.
وشهدت سوق الماشية انخفاضاً كبيراً في الأسعار مقارنة بالعام الماضي، ويبلغ سعر كيلو العجل "هولندي" 17.5 شيقلاً، و"السمنتال" 18.5 شيقلاً، و"الفرنسي" 19 شيقلاً، و"البلجيكي" 19 شيقلاً، و"المعراف" و"الشيراري" 19 شيقلاً للكيلو، و"اليموزين" 19 شيقلاً، أما سعر كيلو الخراف فهي ما بين 4.5 دنانير إلى 5.5 دنانير.
بدوره، قال تحسين السقا، مدير عام التسويق في وزارة الزراعة بقطاع غزة، إن أسواق المواشي شهدت ركوداً نسبياً في حجم المبيعات، رغم انخفاض أسعارها وتوفرها، وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة.
وأضاف السقا لـ" الرسالة نت" : "بلغ عدد الأبقار المتوفرة في أسواق غزة 31 ألف رأس، بينهم 28 ألف بقرة تم استيرادها من الجانب الإسرائيلي و3 آلاف رأس من إنتاج مزارع القطاع، إضافة إلى توفر 40 ألف رأس من الأغنام والماعز".
وأشار إلى أن أسعار الأبقار تراوحت حسب بلد المنشأ، ما بين 19 إلى 17 شيقل (5 إلى 4.5 دولار) للكيلو غرام الواحد، بينما بلغت أسعار الأغنام حسب بلد الاستيراد، من 22 إلى 30 شيقل ( 6 إلى 8 دولار) للكيلو الواحد، متوقعا أن يستهلك سكان غزة من (12-13) آلاف رأس من الأبقار، و30 ألف من الأغنام والماعز.
وعيد الأضحى هو أحد العيدين عند المسلمين -إضافة لعيد الفطر-، ويوافق يوم 10 ذو الحجة بعد انتهاء وقفة يوم عرفة، الموقف الذي يقف فيه الحجاج المسلمون لتأدية أهم مناسك الحج، وينتهي يوم 13 ذو الحجة.