يواصل حجاج بيت الله الحرام أداء مناسك الحج بالمبيت في منى ورمي الجمرات في آخر أيام التشريق.
وشهد جسر الجمرات أمس حشودا كبيرة للرمي، وقد غادر المتعجلون صعيد منى قبل غروب الشمس، قبل التوجه إلى بيت الله العتيق بمكة المكرمة لأداء طواف الوداع، وهو آخر مناسك الحج.
ورفعت الأجهزة الأمنية والصحية درجة الاستعداد لتفادي أي حالات تدافع، والعمل على توجيه الحشود ومنع افتراش الطرق الرئيسية.
وقال مراسل الجزيرة عبد الله الزبيدي إن أعدادا كبيرة من الحجاج مرت عبر جسر الجمرات رغم ارتفاع درجة الحرارة ظهرا.
وأضاف أن الوضع مطمئن من الناحيتين الصحية والأمنية، وأشار إلى أنه لم تُسجل خلال موسم الحج هذا العام وفيات بأعداد كبيرة أو حالات اختناق جراء الزحام كما حصل في بعض المواسم السابقة. وقال إن ذلك كان بفضل الخطط التي وضعتها السلطات السعودية من حيث تفويج الحجاج وتهيئة البنية التحتية.
ولاحظ المراسل أن عدد الحجاج هذا العام كان أقل مقارنة بالموسم السابق، مشيرا إلى أن آخر إحصاء رسمي بيّن أن عدد الحجاج حوالي 1.8 مليون مسلم.
ويبقى من لم يتعجل من الحجاج إلى اليوم الخميس ثالث أيام التشريق وآخر أيام الحج، حيث يرمون الجمرات الثلاث، الصغرى والوسطى وجمرة العقبة الكبرى كما رموها في اليومين السابقين، ويتوجهون بعدها إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع.
وقد أكد رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل أن المملكة لن تسمح باستغلال الأراضي المقدسة لأي شعارات سياسية أو دعائية، مضيفا أن سبب نجاح موسم الحج هذا العام هو الحزم الذي انتهجته المملكة.
واعتبر عبد القادر الجبرتي نائب رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة أن موسم الحج هذا العام يعتبر "استثنائيا" على مستوى جميع القطاعات، "وهو ما شعر به الجميع"، وتمثل ذلك في السلاسة التي تم بها تصعيد الحجاج إلى مشعر منى ثم إلى عرفات ورجوعا إلى مزدلفة، ثم رمي الجمرات في منى.
وكشف الجبرتي -في مقابلة مع الجزيرة- عن خطة جديدة لتطوير المشاعر واستثمار التقنيات الحديثة في النقل والإسكان لاستضافة أكبر عدد من الحجاج، وقال إن المملكة تعتزم رفع عدد الحجاج في الأعوام القادمة ليصل إلى "ستة ملايين حاج، وهو ما يندرج ضمن رؤية المملكة 2030".