الرسالة نت- ياسمين ساق الله
رأى محللون سياسيون فلسطينيون، أن المرحلة القادمة ستشهد ولادة لصيغة إسرائيلية أمريكية تجاه قطاع غزة لاسيما بعد حادثة اسطول الحرية , منوهين في أحاديث منفصلة "للرسالة" أن أية صيغة جديدة تجاه القطاع لن تؤدي لإنهاء الحصار كاملا بل جزئيا.
وكانت الإدارة الأمريكية اعتبرت ان الحصار الإسرائيلي على القطاع لا يمكن الدفاع عنه وتعتزم الإلحاح على اعتماد مقاربة مغايرة تضمن من جهة أمن الكيان الصهيوني وتتيح من نقل مزيد من المؤونة إلى غزة, حسب قول صحيفة نيويورك تايمز.
صيغ جديدة
بدوره، يرى المحلل السياسي خليل شاهين، أن تداعيات حادثة أسطول الحرية جعلت الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة الصهيونية في موقف محرج دوليا وعربية لاسيما مع مثول قضية غزة أمام مجلس الأمن , قائلا:" أمريكا اليوم وفي ظل تواصل تداعيات الأسطول إما أن تستخدم الفيتو وتبقى على موقف حصار غزة أو تسعى لايجاد صيغة جديدة تجاه.
ويشاركه الرأي المحلل السياسي حسن عبد الله من رام الله، بأن حادثة الأسطول أحرجت "إسرائيل" وأمريكا" عربيا ودوليا , متابعا:" التوتر الشديد في العلاقة بين الاحتلال وتركيا جعلت الأول يفكر جدياً بالبحث عن صيغ جديدة للتعامل مع القطاع في المرحلة المقبلة بالتعاون مع أمريكا ".
في حين يؤكد المحلل السياسي د. ناجي شراب، أن حادثة السفن أحدثت حالة من القلق لأنظمة الحكم العربية والدولية, قائلا:"هناك تخوف أمريكي و"إسرائيلي" لاستمرار قدوم القوافل لغزة فلاحتواء الأزمة لابد من التفكير بمقاربة بمعنى ايجاد وسيلة من الوسائل لاحتواء حالة الحصار ".
ويضيف شاهين :" خلال المرحلة القادمة ستعمل أمريكا على مسارين الأول تجنب إدانة الكيان على جريمته الأخيرة، ومن ثم السعي لإيجاد مقاربة تحفظ ماء وجه من خلال توفير معادلة يتم على أساسها حفظ ما يسمي بأمن "إسرائيل" دون رفع حصار غزة", متابعا:" هذا يعني استمرار الموقف الأمريكي الأخير الذي يطالب بادخال مزيد من التسهيلات على حركة الافراد والبضائع من والى القطاع".
وفي هذا السياق يقول عبد الله :" أمريكا لها دوائرها ومؤسساتها بالمنطقة مما يجعلها مجبرة على دراسة التطورات والتداعيات التى أعقبت اسطول الحرية كونها تدرك ان تواصل الحصار يعنى استمرار تعرية السياسة الأمريكية المتحيزة "لإسرائيل", متوقعا حدوث تغير على المستوى الدولي بالنسبة لحصار على غزة في المرحلة المقبلة.
ولكن شراب يؤكد أن الويلات المتحدة الأمريكية والاحتلال تحاولان في المرحلة المقبلة البحث عن صيغة لنزع المبررات والذرائع لقدوم قوافل لغزة , قائلا:"إن مضمون اي صيغة جديدة تجاه غزة سيكون عنواها حصار ولا حصار ".
ونسبت ذات الصحيفة الى المسئول الكبير المذكور قوله ": ان غزة قد أصبحت في العالم العربي رمزا لمعاملة "إسرائيل" تجاه الفلسطينيين وعلينا ان نغير ذلك , بل يجب علينا إزالة الدافع وراء تنظيم رحلات القوافل البحرية الدولية والإسرائيليون أيضا يدركون ان الوضع القائم لا يمكن تحمله.
توقعات بتخفيف الحصار
وتوقع المحلل السياسي شاهين أن الصيغة الأمريكية الصهيونية القادمة في الأيام القادمة ستؤدي لتخفيف حصارغزة وليس انهائه بالكامل , موضحا أن آليات الصيغة الجديدة ستتمثل بتحديد كمية ونوعية ادخال البضائع ومواد البناء والوقود والأدوية .
ويتفق عبدالله مع المحلل شاهين قائلا:" أعتقد أن آليات أي صيغة ستطرحها أمريكيا و"إسرائيل" في الأيام القادمة تتمثل بتسهيل حركة المواطنين من والى القطاع والسماح بادخال بعض المواد الأساسية التي يمنع الاحتلال دخولها لغزة منذ الحصار ", مضيفا:" القطاع سيشهد خلال الأيام القادمة تخفيفا جزئيا للحصار وليس انهائه بالكامل ".
كما وتوقع شراب أن يتم اعادة فتح معبر رفح البري بشكل منتظم ,وتقديم مزيد من التسهيلات في المعابر التجارية المؤدية لغزة لإدخال مواد أسياسية كالحديد والأسمنت لاحتواء الحصار, قائلا:" ما تم ذكره يدخل في خانة الآليات الجديدة للتعامل مع القطاع والحصار الذي لا يمكن إنهائه بالكامل في المرحلة القادمة بل تخفيفه ".
وفي السياق ذاته أوضح مسئولون في أدارة الرئيس الأمريكي " بارك اوباما" ان مقتل الأشخاص التسعة من ركاب قافلة السفن قد أعطى ضرورة عاجلة جديدة لتغيير السياسة.
وحول التغييرات التي ستطرأ على المنطقة على مجزرة السفن، يقول المحلل السياسي شاهين:" لن نشهد تغير جوهري في السياسة الأمريكية تجاه غزة لأنها ستضغط على الدول الأخرى للتعامل مع القطاع باعتباره منطقة مساعدات انسانية وليس جزء من الأراضي الفلسطينية ", مبينا أن أي صيغة جديدة تجاه غزة ستكون لن تغير في جوهر الحصار بل بشكله.
في حين المحلل عبد الله يقول :"أمريكا و"إسرائيل" مضطرين لإيجاد رؤية للمتغيرات الدولية التى حدثت بالفترة الاخيرة كونهما لا يستطعون ادارة ظهرهما حول ما يجري بالعالم وتحديدا في قطاع غزة ",مؤكدا على أن سياسة الحصار الإسرائيلي تجاه غزة ستشهد تغيرا ملحوظا في الأيام القادمة.
بينما المحلل السياسي ينوه شراب أن" اسرائيل" في المرحلة المقبلة تفكر في القيام بانسحاب اخر عن غزة لتعلن عدم مسؤوليتها عن القطاع , متابعا:" لتصبح غزة لا علاقة لها بالكيان فهذه ربما تكون شكل من اشكال الصيغ التى تحاول أمريكا والاحتلال ايجادها في المرحلة المقبلة وأن كانت صعبة التطبيق ".
وكان أسطول الحرية الذي يضم 700 ناشط وناشطة من مختلف بلدان العالم وعشرة الاف طن من المساعدات قد تعرض لعملية اعتداء وهجوم اسرائيلية وحشية في المياه الدولية في عرض البحر مما ادى لاستشهاد ما يقارب 19 متضامن واصابة عدد كبير بجروح مختلفة .