شنت الطائرات الروسية غارات جوية مكثفة على أحياء في مدينة حلب بالتزامن مع هجوم بري واسع من قبل قوات النظام على عدة مواقع للمعارضة، بينها مخيم حندرات شمالي حلب.
وأفاد مراسل الجزيرة عمرو حلبي بأن القصف لم ينقطع عن أحياء حلب ساعة واحدة بعد هذا اليوم الدامي الذي ذهب ضحيته العشرات، مشيرا إلى أن حي السكري استهدف بعشرات القذائف المدفعية والصاروخية والقذائف العنقودية والصواريخ البالستية اليوم الخميس.
وقال إن تسعة قتلى من عائلة واحدة سقطوا في هذا القصف الأخير وجرح عشرات، مؤكدا أن سربا من الطائرات الروسية شن قبل أكثر من ساعة نحو عشرين غارة جوية على حيي بستان القصر والكلاسة الواقعين غربي حلب.
وأضاف أن حرائق هائلة اندلعت في المباني السكنية على إثر هذا القصف، منبها إلى أن فرق الدفاع المدني لا تستطيع التوجه إلى أماكن القصف لأن الطيران الروسي والسوري أيضا لا يزال يحلق في أجواء مدينة حلب ويستهدف الأحياء بكثافة.
وأوضح أن أمن الدفاع المدني لم يصدر حصيلة عن الضحايا لأنه لا أحد يستطيع الخروج ولا أحد يدري ما مصير المناطق التي تسقط عليها القذائف.
يوم دام
وكان قد قتل 49 شخصا على الأقل وجرح العشرات نتيجة الغارات الجوية على حلب وريفها. وأوضح مراسلنا أن من بين الضحايا 14 شخصا قتلوا في قصف على مركز طبي بريف حلب الجنوبي.
وكثفت قوات النظام والطيران الروسي أمس الأربعاء قصفها العنيف على أنحاء متفرقة من سوريا شملت حلب وإدلب ودرعا وحماة وحمص، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين.
وقد طال قصف قوات النظام أحياء قاضي عسكري وكرم الطراب والميسر في المدينة، ودارة عزة في الريف، مما أسفر عن دمار لحق بالممتلكات.
وفي حلب أيضا، استعاد تنظيم الدولة السيطرة على قرى تل عار غربي وتل عار شرقي وكدريش غرب منطقة الراعي بريف حلب الشمالي، وذلك بعد معارك مع الجيش السوري الحر.
وفي ريف إدلب قضى عدد من المدنيين في قصف طال مدينة خان شيخون، في حين جعل الطيران المروحي من انتشال القتلى مهمة محفوفة بالمخاطر، وهو ما يقلل من فرص العثور على ناجين لتصير أنقاض البيوت قبورا مؤقتة لأصحابها.
وقال مراسل الجزيرة إن محيط منطقة الراعي يشهد معارك كر وفر بين الطرفين منذ بدء المرحلة الثالثة لمعركة درع الفرات قبل خمسة أيام.
استهداف المدنيين
وفي حمص، استهدفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة منازل المدنيين في حي الوعر بالمدينة، فيما شددت حصارها على الحي الذي يشكل آخر معاقل المعارضة، في محاولة منها للضغط على الأهالي لتسليمه.
وكان يفترض خروج دفعة من العائلات إلى مدينة إدلب في إطار هدنة توصل إليها الجانبان إلا أنها أجلت بسبب عدم قدرة الأمم المتحدة على حماية من يخرجون من الحي.
وفي درعا، شنت طائرات النظام سلسلة غارات استهدفت بشكل رئيسي بلدتي داعل وإبطع بريف درعا الشمالي.
كما سيطرت قوات النظام السوري على عدة مواقع -بعضها عسكرية- في بلدة الريحان بالغوطة الشرقية في ريف دمشق، وذلك بعد معارك مع المعارضة المسلحة.
وقال مراسل الجزيرة إن بلدتي الشيفونية والريحان تعرضتا لقصف من قوات النظام التي استهدفت أيضا بلدة الديرخبية ومزارع خان الشيح في ريف دمشق الغربي.
الجزيرة نت