قائمة الموقع

المصور "الزعنون" يتخذ من "حبل غسيل" المخيمات معرضًا لأعماله

2016-09-26T05:45:50+03:00
صورة أرشيفية
الرسالة نت–مها شهوان

 

لأول مرة يخرج مصور غزي عن المألوف لعرض أعماله الفنية، حيث دق المصور الشاب عز الدين الزعنون – 24 عامًا- المسمار الأول لمعرضه على جدار مسجد كاتب ولاية، والثاني على جدار كنيسة القديس "بيرفيروس" وسط غزة القديمة، ضمن مبادرته "الفن ليس تجارة"، لإيصال رسالة مفادها "الأديان تحب الجمال".

لم يتوقف معرض الشاب الزعنون، على جدران المسجد والكنيسة، بل راح يطوف في باص صغير أنحاء القطاع ويتخذ من جدران أزقته وحاراته القديمة معرضًا لأعماله لتشجيع البسطاء من الناس على دعم الفنون واكتشاف مواهب صغارهم.

داخل مخيم الشاطئ بمدينة غزة، أزاحت السيدة "أم أحمد" غسيلها لتفسح المكان لأعمال المصور، وسط ترحاب كبير من قبل سكان المنطقة، فقد تجمهر الأطفال حول "الزعنون" وهو يعلق أعماله التي التقط معظمها من المخيمات، فكانوا يسألونه عن الأطفال والنساء والشيوخ داخل إطار صوره فيجيبهم دون تردد، فطيلة الوقت كانوا يساعدونه إما بتعليق أعماله أو بتنظيم المكان ليفسحوا للجميع مشاهدتها دون زحام.

زقاق المخيم والصور

في الحارة القديمة بحي الزيتون، كان الأطفال يقفزون فرحين بمعرض المصور "الزعنون"، "الرسالة نت" استرقت بعض الدقائق منه للحديث عن تجربته، فقال: "لم أرغب بعمل معرض في الأماكن المغلقة ويحضره فئة معينة (..) أردت أن أكون بين البسطاء للحديث عن أهمية الفن وجماله".

ويتابع:" أستغل وجودي بين المواطنين العاديين والأطفال وأعلمهم استخدام الكاميرا بواسطة كاميرتي الخاصة، ليكتشفوا مواهبهم ويعملوا على تنميتها".

الذهاب لتلك المناطق المهمشة وعمل معرضًا للصور، ربما لن يكون مقبولًا من الجميع، وعن ذلك يعلق:" سمعت بعض التعليقات المحبطة، لكن فرحة غالبية سكان تلك الأحياء ودهشتهم من الصور المعلقة التي تعكس واقعهم دفعتني إلى المواصلة كي أتجول في بقية المناطق المهمشة".

ويحكي الزعنون أنه ينوي الذهاب للمناطق المدمرة في حي الشجاعية ومخيم جباليا لعرض صوره، وذلك ليؤكد أن الفن هو الرسالة الأقوى لإيصال رسالة للعدو الاسرائيلي بأننا نحب الحياة ونصنع الفرح بإمكانيات بسيطة.

ومن الصور التي تميز معرضه كانت لشابة ترتدي فستان زفافها الأبيض تخرج من زقاق مخيم جباليا، تلك الصورة التي استوقفت الجميع، لجمالها فهي تحمل ملامح ابنة المخيم التي تخرج منه لتزف إلى عريسها.

وعما يميز معرضه من الصور، يشير الزعنون إلى أن جمالها يخفي قصصًا مؤلمة وموجعة، كصورة لطفل في سيارة مع عائلته يرحلون عن بيتهم الذي هدمه الاحتلال، وأخرى لعائلات تخرج من بيوتها خشية القصف، موضحًا أنه رغم عناصر الجمال والإبداع في الصور إلا أنها تخبئ خلفها ألم يعتصر قلوب البسطاء من الناس من تهجير وفقر.

وفيما يتعلق بالصور المعروضة وعمرها الزمني، أوضح أنه التقطتها منذ بداية احترافه التصوير ما بين 2007 حتى 2016، فقد كان يحول قضايا الحصار والبطالة والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني إلى صور إنسانية لتصل إلى العالم الغربي بطريقة أفضل.

ويهتم المصور الشاب، بالتقاط الصور التي تحمل في خباياها أوجاعًا إنسانية من فقر وبطالة، وكذلك حبًا للحياة مما جعله يحصد عددًا من الجوائز الدولية، ويقيم معارض في الخارج بأوروبا وأمريكا لكن دون حضوره لعدم تمكنه من السفر لإغلاق المعابر وفق قوله.

"يا الله لو يضل الباص يمشي حتى أصل إلى بلدتي يافا والتقط صور لبيت جدي هناك، وأميل على حيفا وعكا وأصل القدس وأراض الـ 48"، هذا كان حلم الزعنون حينما أنهى حديثه "للرسالة نت".

والجدير ذكره أن "الفن ليس تجارة"، هو اسم المبادرة الفنية التي اقترحها المصور الشاب، ونفذتها مؤسسة "تامر" للتعليم المجتمعي في أزقة المخيمات، والأماكن المهمشة في القطاع، فقد انطلقت من وسط مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة.

 

 

اخبار ذات صلة