طالبت لجنة دعم الصحفيين، اليوم الثلاثاء، بتجسيد تضامن عالمي حقيقي مع الصحفي الفلسطيني من خلال أشكال مختلفة لوقف الاعتداءات عليه، مشيرة إلى اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي 79 صحفياً وإصابة 130 آخرين خلال انتفاضة القدس.
وأثنت اللجنة في بيان بمناسبة يوم التضامن مع الصحفي الفلسطيني، الذي يُصادف السادس والعشرين من أيلول/ سبتمبر من كل عام، على جهود الإعلاميين والصحفيين الفلسطينيين، ودورهم في أداء رسالاتهم رغم المخاطر والمعيقات واستمرار الاعتداءات عليهم.
وأكدت أن اعتداءات قوات الاحتلال "الإسرائيلي" بحق الصحفيين والمصورين الفلسطينيين وكافة وسائل الإعلام المختلفة تصاعدت بشكل خطير ومقلق منذ اندلاع "انتفاضة القدس والتي قاربت على مرور عام على انطلاق شرارتها، مبينة أن شهر أكتوبر من العام الماضي بلغ ذروته من الانتهاكات بحق الصحفيين أثناء قيامهم بتغطية أحداث الانتفاضة.
ورصدت لجنة دعم الصحفيين خلال اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني، أكثر من (489) انتهاكًا إسرائيليًا بحق الصحفيين منذ اندلاع انتفاضة القدس حتى شهر أغسطس 2016 الحالي، شمل (174) انتهاكاً في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2015، و(315) انتهاكاً منذ بداية العام الحالي 2016.
وبينت أن الانتهاكات تمثلت في الاعتقال والاحتجاز وتمديد الاعتقال، والاعتداء المباشر بغرض إيقاع أكبر ضرر بهم، كإطلاق الرصاص الحي والمعدني والضرب والاعتقال، إضافة إلى عشرات الانتهاكات جرّاء الاستهداف بالغاز والقنابل الصوتية، ومنع الطواقم من العمل، والتغطية الإخبارية بحقهم وغيرها.
وسجلت اللجنة (79) حالة اعتقال واحتجاز خلال انتفاضة القدس، و(32) حالة تمديد اعتقال للصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال، من بينهم صحفيون معتقلون كان لهم التمديد عدة مرات.
وحول عدد الإصابات في صفوف الإعلاميين والصحفيين، ذكرت اللجنة أنه منذ بداية شهر أكتوبر2015 وحتى شهر أغسطس2016، تعرض (130) صحفياً من بينهم (16) صحافية وإعلامية، للاعتداء والإصابة تنوعت ما بين الاعتداء المباشر بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وعيار ناري من نوع " التوتو"، وقنابل الصوت والضرب بالهراوات، إضافة إلى الإصابة بحالات اختناق وتسمم جراء إلقاء الغاز السام وغاز الفلفل على الصحفيين خلال تأديتهم واجبهم المهني.
ومنذ بداية انتفاضة القدس، ذكرت اللجنة أن قوات الاحتلال أغلقت (4) إذاعات فلسطينية، كان آخرها في شهر أغسطس 2016 إغلاق محطة “السنابل” إضافة إلى إغلاق اذاعات (منبر الحرية، دريم، إذاعة الخليل) ومصادرة وتدمير معظم محتوياتها. كما وجهت سلطات الاحتلال تهديدات بإغلاق وايقاف بث 5 مؤسسات أخرى.
ودعت لجنة دعم الصحفيين، وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة إلى دعم الصحفي الفلسطيني وتسليط الضوء على الصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال، مضيفة أنه "لا يزال يقبع 26 صحفياً في السجون الإسرائيلية".
وطالبت المؤسسات الدولية التي تعني بحقوق الصحفيين بضرورة التحرك للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه تجاه الصحفيين الفلسطينيين لاسيما وأن كافة المواثيق والاعراق الدولية سمحت لهم بحرية التنقل والتغطية ونقل الاخبار بحرية دون أي ضغوط، داعية المؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى ضرورة محاسبة الاحتلال على جرائمه السابقة والحالية، موضحة أن انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي هي الأخطر وأكثرها عددا.
كما ناشدت وسائل الإعلام الدولية والمحلية بتكريس العمل الصحفي وتسليط الضوء على الإرهاب المستمر من الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني؛ لفضح ممارساته وجرائمه، محذرة من مغبة تصاعد جرائم الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين الذين يعملون بكل مهنية ومسئولية تشهد كافة المؤسسات الدولية عليها.
وقالت: "نثمن الجهود التي يقوم بها الصحفيون ووسائل الإعلام عامة في مواكبة الأحداث ونقل حقيقة ما يجري على الأرض"، داعية كافة الزملاء إلى بذل المزيد من الجهود لإظهار جرائم المحتل، معربة عن استنكارها لكافة المضايقات التي تمارسها الأجهزة الأمنية الفلسطينية بحق الصحفيين ومؤسساتهم الإعلامية، مطالبة بتوفير الحريات للجسم الصحفي.
ودعت لجنة دعم الصحفيين لإعادة الاعتبار للجسم الصحفي الفلسطيني من خلال تفعيل نقابة الصحفيين وفق انتخابات حرة ونقابية وديمقراطية ويشارك فيها المجموع الصحفي كله.