اقتحامات جماعية بدراجات نارية ومائية، أبطالها نُخبة كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية، هدفهم نقل المعركة إلى داخل الأراضي المحتلة عام 48 والوصول إلى التجمعات السكانية "الإسرائيلية" بسرعة.
ما سبق، سيناريو رسمته مصادر في جيش الاحتلال الإسرائيلي لأي مواجهة مقبلة مع المقاومة في قطاع غزة، حيث بدأت تعدّ الخطط لمواجهة هذا الوضع، وباشرت بتدريبات عسكريةٍ مكثفة في مستوطنات غلاف غزة تحاكي تلك الاقتحامات.
ووفقاً للمحلل العسكري "الإسرائيلي"، أمير بوحبوت، فإن تقديرات جيش الاحتلال تفيد أن حركة حماس ستغير إستراتيجيتها في الحرب القادمة مع (إسرائيل)، موضحًا أن الحركة ستنقل المعركة إلى داخل الحدود المحتلة، وذلك عبر استخدام الدراجات النارية والجيت سكي (الموتور سيكل المائي)، والتي يمكن استغلالها للتسلل عبر البحر إلى داخل الكيان.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن حماس ستنقل المعركة إلى داخل (إسرائيل) عبر اقتحام جماعات من قوات النخبة التابعة للجناح العسكري للحركة، على متن الدراجات النارية عن طريق الأنفاق الهجومية، وذلك بهدف الوصول إلى التجمعات السكانية "الإسرائيلية" بسرعة.
وانطلاقاً من تلك المخاوف، قرر جيش الاحتلال تدريب قواته التي تتولى مسؤولية تأمين المستوطنات والبلدات (الإسرائيلية) القريبة من قطاع غزة على مواجهة هكذا سيناريوهات، في مناورة واسعة بدأ تطبيق جولات منها وسيتم متابعتها بشكل منتظم.
وتدرس دولة الاحتلال إمكانية أن يحاول عناصر من حماس التسلل إلى داخل الأراضي المحتلة عام 48 من خلال البحر، مستخدمة الجيت سكي. وقال المحلل الإسرائيلي: إن "التدريبات الفريدة من نوعها ستحاول وضع القوات في مواجهة أحد الدروس المستفادة من عملية (الجرف الصامد)، التي تم خلالها اكتشاف نفق هجومي يخترق "أراضي (إسرائيل)"، وفي نهايته دراجات نارية مستعدة للتسلل إلى أعماق البلاد"، وفق قوله.
وتابع: "في أوقات الطوارئ، ستؤمن كتائب الاحتياط التابعة للقيادة الأمامية، والتي قاتلت في الماضي ضمن كتائب سلاح المشاة، البلدات والمدن في منطقة غلاف غزة لمنع التسلل "للأراضي الإسرائيلية"، والهجمات، بينما ستُجري قوات الجيش مناورة برية في عمق الأراضي الفلسطينية"، وفق تعبيره.
وفقاً للمخطط فإن كتائب الاحتياط تشكل فعليًا دائرة تأمين أولية، وفي نفس الوقت سيتم استخدام قوات تدخل من وحدات النخبة بالجيش الإسرائيلي على الأرض يجرى الدفع بها في الميدان وقت الحاجة.
تطور ونوعية
المختص في الشأن الإسرائيلي، ناجي البطة، اعتبر أن تصريحات الاحتلال وخشيته المتكررة من انتقال المعركة إلى داخل الكيان العبري تدل على قلقه الكبير من تطور حجم قدرات فصائل المقاومة بشكل عام، وكتائب القسام بشكلٍ خاص.
وقال البطة في حديث لـ"الرسالة نت": إن الاحتلال يشعر بأن العمليات العسكرية الناجحة التي اخترقت خلالها المقاومة الكيان العبري خلال معركة "العصف المأكول"، ستشجع على القيام بمزيد من العمليات النوعية والأوسع في أي مواجهات مقبلة.
ورأى أن المقاومة ستحرص على تكرار مثل هذه العمليات من أجل إرباك الجبهة الداخلية للاحتلال، وكذلك إرباك خطوط الإمداد للجيش "الإسرائيلي" إن فكّر في الدخول إلى قطاع غزة وتنفيذ عمليات برية.
وأضاف: "هذه التقديرات والمخاوف الإسرائيلية تعد بمثابة شهادة من العدو بنوعية المقاومة وتطويرها وتحديثها، وتفعيل خطط جدية لم تكن موجودة في السابق من جهة، كما أنها من جهة أخرى تعتبر تبريراً للعدو في مواصلة عملياته وعدوانه وتسخينه للحدود وجبهات التماس بين الكيان وقطاع غزة".
وأشار البطة إلى أن البدء في تدريبات عسكرية على أرض الواقع تحاكي عمليات تسلل جماعي، يعكس مدى جدية المخاوف الإسرائيلية من قيام المقاومة الفلسطينية بذلك، معتبرًا في ذات الوقت أن العدو يعتبر أن تسخين الحدود جزء من ثقافته وسياسته العسكرية والأمنية والسياسية، على اعتبار أن كل ما يجري عسكرياً وأمنياً يجنده الساسة لصناديق الاقتراع ونيل ثقة المستوطن الصهيوني.
وتابع: "تصريحات الاحتلال وتدريباته يجب ألا تربكنا أو تستفزنا، والمقاومة الفلسطينية يجب أن تخطط فقط لما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني في قطاع غزة دون الالتفات إلى أي أمور أخرى".
الجدار الاسمنتي
وتأتي هذه الأنباء تزامناً مع استكمال الاحتلال الإسرائيلي إجراءاته لبناء أضخم سور اسمنتي حول قطاع غزة في سبيل مكافحة الأنفاق، في الوقت الذي تقول فيه مصادر عسكرية "إسرائيلية": إن قادة في الجيش عارضوا إقامة الجدار لقناعتهم بأنه لن يكون مجدياً، ودعموا في المقابل الحلول العسكرية التي تعتمد على القيام بعمليات ميدانية لمواجهة تلك الأنفاق".
وبحسب مصادر عبرية، فإن الضباط يرون أن التكلفة العالية لمشروع الجدار بنحو مليار شيكل لن تكون سبيلاً لتوفير خط دفاع كافٍ في مواجهة أنفاق حماس، وذلك بعد نقاش معمق بشأن المشروع أوصى على إثره كبار ضباط الجيش بتنفيذ عمليات ميدانية مركزة للكشف عن الأنفاق وتدميرها.
ويتكون الجدار من اسمنت سميك يحفر في عمق الأرض وفي الأعلى، وسيتم تزويده بمجسات لإرسال إشارات حول حدوث عمليات حفر أنفاق قريبة من المنطقة.
وأشار الموقع في تقريره إلى إن الحكومة الإسرائيلية قررت الاستمرار في المشروع الجديد الذي يتضمن عطاءه للشركات المتنافسة عليه والمقدر عددها بنحو 20 شركة، على شرط سري.