قائمة الموقع

ترامب وكلينتون يقدمان القرابين (لإسرائيل) استجلابًا لدعمها

2016-10-01T06:42:20+03:00
صورة تعبيرية
الرسالة نت-لميس الهمص

 

يمثل الملف الفلسطيني سلعة رائجة للمزايدة في الانتخابات الأمريكية، يحاول من خلالها المرشحون الأوفر حظاً في الانتخابات _ هيلاري كلينتون، ودونالد ترامب_ تقديم القرابين للاحتلال الإسرائيلي، وإظهار الولاء لليهود في سبيل الحصول على دعم اللوبي الصهيوني الإعلامي والمالي المؤثر في انتخابات البيت الأبيض.

القاسم المشترك بين كلينتون وترامب خلال حملتهما الانتخابية كان التأكيد المستمر على الالتزام بعلاقة قوية ودائمة ومتبادلة مع (إسرائيل)، خاصة وأنهما يتفقان أن تحالف الولايات المتحدة مع الاحتلال من بين التحالفات الأهم والأكثر إستراتيجية في العالم. وألمح المرشحان إلى تدهور العلاقات بين البلدين في عهد الرئيس أوباما، وتعهدًا بإعادة تأكيدها.

وكان المرشح الرئاسي للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب، قد تعهد خلال لقاء مع رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو، بأن تعترف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل. ووفقاً لما أفاد به موقع "الاندبندنت" البريطاني، فإن ترامب أكد على أنه سيعمل على تغيير حاسم في سياسة الولايات المتحدة الخارجية، وتعهد خلال الاجتماع مع نتنياهو في نيويورك الأحد الماضي بأن تعترف واشنطن بالقدس كاملة عاصمة لإسرائيل، دون تقسيمها إلى شرقية وغربية.

وعلى الرغم من أن (إسرائيل) تصر على الزعم بأن القدس عاصمتها، إلا أن مقرات معظم السفارات الأجنبية بما فيها سفارة الولايات المتحدة موجودة في تل أبيب، حيث يرفض المجتمع الدولي هذه المزاعم، ويؤكد على أن تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يجب أن تكون على أساس حل الدولتين الذي يتضمن تقسيم القدس إلى قسمين شرقي للفلسطينيين وغربي يتم إلحاقه بإسرائيل.

في السياق، يرى المحلل السياسي الدكتور عثمان عثمان أن مرشحي أمريكا اعتادوا أن تكون قضايا الشرق الأوسط وخاصة القضية الفلسطينية محل منافسة على دعم الاحتلال لكسب الصوت والمال والإعلام اليهودي.

وبحسب عثمان، فإن المنافسة بين المرشحين شديدة، ومع اقتراب موعد الانتخابات، فالولاء للاحتلال سيزداد لأن كل ما يهم المرشحين الفوز وكسب نفوذ اللوبي الصهيوني المالي الإعلامي، مشيرًا إلى أن أكثر من 50% من أموال حملة كلينتون تبرعات من اليهود في المقابل فإنها ستتقدم خطوات باتجاههم في ظل غياب نفوذ عربي قوي وضاغط.

من جانبه، يعتبر المحلل السياسي الدكتور سمير عوض أن المواقف الأمريكية للمرشحين "مزايدة، ولا يوجد إلزام لهم لتقديم أي شيء توعدًا به في الدعاية الانتخابية"، مبيناً أن فلسطين بالنسبة للسياسة الأمريكية وسيلة لجذب المصوتين ورؤوس الأموال من اليهود.

ويعتقد عوض أن ترامب يلعب دور اقتناص الفرص من خلال دعوته إلى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة وتعزيز الاستيطان.

إلا أن عثمان خالف عوض متوقعاً أن تكون وعود ترامب في حملته الانتخابية محل تنفيذ، وليست مجرد دعاية لكسب الأصوات، خاصة وأنه خالف القانون الدولي والعرف الأمريكي السائد في تصريحاته، ولم يكن ذلك محل استهجان عربي وإسلامي.

وأوضح أن تصريحاته تعكس نية وإرادة لديه، مشيرًا إلى أن نقل السفارة وارد لأن العرب وحتى السلطة لا يمكنهم التخلي عن أمريكا ودورها "لذلك ممكن أن تحدث الخطوة بكل صمت".

يشار إلى أن كلينتون تدعم التحالف القوي مع (إسرائيل)، وقالت إنها ستدعو رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى البيت الأبيض، خلال الشهر الأول من رئاستها حال فوزها. كما أكدت كلينتون دعمها (لإسرائيل) في مواجهة حركة "حماس"، حيث أرسلت رسالة إلى الملياردير اليهودي الأمريكي، حاييم صابان، ذكرت فيها أن إسرائيل لم تلقن "حماس" درسا كافيا، خلال الحرب الأخيرة على غزة، ولم يتعامل الرئيس أوباما كما يجب مع حليفنا الديمقراطي، وتساهل مع من سمتهم “الفاشيين”، وفق وصفها.

وأكدت أنها ستمنح، في حال تولت الرئاسة، الدولة اليهودية كل الدعم العسكري، والدبلوماسي، والاقتصادي اللازم من أجل القضاء على “حماس”. فيما شدد ترامب على دعمه الكبير لإسرائيل كشريك عسكري واقتصادي. 

ويعد أمن إسرائيل عنصرًا ثابتًا في أجندة السياسة الأمريكية لا يختلف باختلاف الحكومات المتعاقبة، سواء الديمقراطية أو الجمهورية، حيث استمر الدعم الأمريكي لإسرائيل منذ نشأتها وحتى اللحظة.

ويشير عثمان إلى أن المصالح الأمريكية والقومية ثابتة، إنما وسائلها متغيرة، فالرئيس ليس حرًا طليقًا، بل يكون مقيدًا بالكونجرس وبالحزب وبضغط اللوبي، مشيرًا إلى أن تفاؤل العرب بأوباما ذهب أدراج الرياح.

ولفت إلى أن تغير سياسة أمريكا يحتاج إلى قوة منافسة، ومصالح لتتغير، وهي غير متوفرة لدى العرب الذين يعتبرون وجود أمريكا مطلبًا في سوريا والعراق والخليج.

ويوافقه الرأي الدكتور عوض والذي أوضح أن السياسة الأمريكية ثابتة فيما يخص إسرائيل وفلسطين، ولكنها تتغير في القضايا القوية كالاتفاق النووي مع إيران، وهو ما يدلل على أن الرئيس له صلاحيات حقيقة لكنه يخشى من الوقوع في المحظور مع (إسرائيل).

اخبار ذات صلة