قائد الطوفان قائد الطوفان

الحية: ماضون بتعزيز الانتفاضة وندعو لاستئناف الانتخابات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

غزة-الرسالة نت

أكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، الدكتور خليل الحية، على مضي حركة حماس في تعزيز انتفاضة القدس، داعياً الشعب الفلسطيني بمكوناته كافة إلى تسعير المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، مطالباً في سياق آخر باستئناف الانتخابات المحلية.

وقال في حوار نشره الموقع الرسمي لحركة حماس، بمناسبة الذكرى الأولى لانتفاضة القدس، اليوم السبت: "إن حماس لا تخجل من القول بأنها تراكم قوتها"، مشدداً على ضرورة الانخراط في الانتفاضة بكل عنفوان وقوة.

وندد الحية بالتعزية بوفاة الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيرس والمشاركة في جنازته، متسائلاً: إذا كان بيرس رجل سلام فمن هو القاتل في دولة الاحتلال؟!، منوهاً إلى أن الخلاف في الساحة الفلسطينية هو خلاف برامج ومنهج سياسي.

وقال: "شمعون بيرس يده ملطخة وتقطر دماً في الانتفاضة الأولى والانتفاضة الثانية، لذلك عار على أي رجل من رجال الشعب الفلسطيني أن يمدحه"، معبراً عن أسفه أن تنعى بعض الشخصيات الفلسطينية هذا الرجل على أنه حمامة سلام.

وأوضح الحية أن انتفاضة القدس التي يصادف اليوم الذكرى الأولى لانطلاقتها، كان عنوانها وشراراتها من عملية (إيتمار) البطولية الأخلاقية التي جسدت بطولة المقاومة وطهارة سلاحها ونظافته وقتلت المستوطنين الغاصبين وتركت الأطفال آمنين، ومضى يقول: "نحن نفخر أن نقول إن شعلة الانتفاضة في أغلب المرات كان لحماس فضل السبق فيها".

وقال القيادي في حركة حماس: "إذا كان من استخلاص اليوم في انتفاضة القدس نقول إن المقاومة الفلسطينية هي قادرة على حماية منجزات الشعب الفلسطيني وهي القادرة على رد العدوان ولجم الاحتلال"، حاثاً الفلسطينيين في أماكن تواجدهم كافة على تسعير المواجهة مع الاحتلال بأشكال المقاومة كافة.

وعبر د. الحية عن أسفه لمعاداة السلطة الفلسطينية لانتفاضة القدس وسعيها لإجهاضها، بخلاف الحال في انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000 وحظيت بإجماع فلسطيني، وتابع قوله: "الانتفاضة عمل مقاوم وطني بامتياز، وندعو حركة فتح إلى التفاهم على آلياتها".

وأضاف "ندعو الشعب الفلسطيني إلى الانخراط مجددا في الانتفاضة بكل عنفوان وبكل قوة ونحن نقول مجدداً، ولا نمل أن نقول لكل الفصائل وخاصة فتح: تعالوا نتفق على آليات هذه الانتفاضة مجددا لتنطلق بقوة، لا الاتفاق على إجهاض الانتفاضة بوسائل دغدغة العواطف". وأكد مضي حركة حماس في تعزيز انتفاضة القدس، وقال: لن نتوانى عن ذلك مهما كلفنا الأمر".

الانتخابات والمصالحة

وفيما يتعلق بتعطيل السلطة الفلسطينية للانتخابات المحلية، قال: "عندما وافقت الحركة على الانتخابات أربكت حسابات فتح والسلطة، فقاموا بأسوأ ما يمكن القيام به ضد القوائم في الضفة الغربية بينما كانت غزة واحة للعمل الحر".

وتابع " رغم ذلك استخدمنا القانون الذي وضعته السلطة، وذهبنا إلى الانتخابات وبمجرد أن شعرت فتح بأن المعادلة ليست في صالحهم، استخدموا القضاء أسوأ استخدام، ومن ثم ساوموا الحركة على بعض الصفقات حتى تتم العملية الانتخابية، هذا معيب أن تساوم حماس على هذا الطرح، وهذا السلوك من السلطة ومن فتح سلوك مؤسف لأبعد مدى".

وأكد القيادي الحية تمسك حركته بالعملية الانتخابية، ومضى يقول: "نطالب باستئناف الانتخابات المحلية من حيث توقفت، ولا يجوز اللعب بالقضاء، ولا الالتفاف على القانون، ولا الإجراءات الصحيحة".

وعلى صعيد المصالحة مع حركة فتح، قال: "نحن نقول بشكل واضح مللنا اللقاءات الثنائية، ومللنا الاتفاقات والانقلاب عليها، ونحن نقول إنه يوجد اتفاق واضح وقّعت عليه كل الفصائل الفلسطينية، تعالوا نجلس بالكل الوطني الفلسطيني لنضع آليات لتطبيقه بكل وطنية وكل مسؤولية"، مبيناً أنه لا يوجد أي تواصل لترتيب لقاء مع حركة فتح حول المصالحة حتى الآن.

وأضاف "نحن مع المصالحة قلبا وقالبا لكن نحن نريد أن نذهب إلى المصالحة لترتيب بيتنا الفلسطيني حتى نقف في وجه الاحتلال، ومطلبنا اليوم مع ذكرى انتفاضة القدس الأولى بأن نجمع قوانا لترتيب البيت الفلسطيني وإشعال الانتفاضة من جديد كرد طبيعي على هذه الحالة الفلسطينية العامة".

وتطرق الحية إلى جهود حركة حماس لإعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد تأثرها بمتغيرات المنطقة، مبيناً أن الدول الوازنة في الإقليم منشغلة بذاتها، وقال: هذا الانشغال دفع منظومة المنطقة إلى أن تتغير في أولويات الأعداء، فبدلاً من أن يكون الكيان الصهيوني هو العدو للأمة ولأحزابها ولنخبها ولشعوبها، اليوم تُقَدَّم إسرائيل بطريقة ما على أنها من الممكن التعايش معها في الإقليم، وهذا يجعل القضية الفلسطينية في تراجع".

وأضاف " يتحمل التيار الذي رفع شعار المفاوضات والعلاقة مع الاحتلال والدبلوماسية مع الاحتلال وتسويق الاحتلال للمنطقة العربية المسؤولية في الوصول لهذا الواقع، إذ يجب علينا أن نرفع سياسة تجريم التطبيع مع الاحتلال، وليس تسويقه قبل أن نطالب العرب بذلك"، مطالباً الأمة بكل مكوناتها بدعم حركة حماس "سياسيا وعسكريا وفتح الساحات لنا ولبرامجنا".

ووجه رسالة إلى الأمة العربية والإسلامية قائلاً: " إن العدو الصهيوني يجب أن يحارب في دولكم وفي ساحاتكم، وعلى الأمة اليوم استبعاد استحضار أعداء جدد، فالعدو الصهيوني هو العدو الأساسي، وعلينا أن نتصالح مع ذاتنا في كل قطر وكل ساحة، وأن نتوحد نحو هدفين: صيانة مصالح الأمة ومقدراتها والحفاظ عليها، وكيف نوجه قدراتنا ضد الاحتلال الصهيوني، هذا ما يجب علينا أن نفعله، وهذا ما تفعله حماس في لقاءاتها وفي أدبياتها وإعلامها وفي سياستها".

وشدد قائلاً: "حماس ليست في عداوة مع أحد، نحن ليس لنا خصومة لا مع أحزاب عربية وإسلامية ولا مع دول ولا مع أنظمة، نحن لنا عداوة مع العدو الصهيوني، وسنبقى محافظين على سياسة الحركة في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والأنظمة والأحزاب".

مراكمة القوة

وعلق على تصريحات الاحتلال عن قدرات المقاومة الفلسطينية بقوله: " هذه التصريحات تأتي في سياقات متعددة، إذ تأتي في إطار تقديم صورة من التهويل والتخويف من قدرات مقاومة الشعب الفلسطيني بغرض إظهار أنهم الضحية، وأنه يوجد قوة ضخمة عملاقة تواجههم، ومحاولة لتسويق أي عدوان في المرحلة القادمة".

وأضاف " نحن لا نسأم ولا نخجل من القول إننا نراكم قواتنا، فالعدو يراكم قوته بكل أشكالها وتدعم كل قوى العالم ولا يخجل من ذلك، أمريكا أعلنت أنها ستدعمه خلال 10 سنوات بـ 36 مليار دولار، نتمنى من أمتنا العربية والإسلامية أن تدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته بمثل هذا الرقم".

وتابع الحية قوله: "نحن نقول بشكل واضح أمام هذه السياسة إن هذا التلويح بالقوة ومحاولة التخويف لا تخيفنا ولا ترهبنا ولا تجعلنا نتوقف عن إعلان أننا نجهز قوتنا، ونعادي هذا العدو للدفاع عن أنفسنا".

وأشار إلى أن الانتخابات الداخلية لحركة حماس تأتي لانتخاب قيادات جديدة وفق أنظمة الحركة، وأردف قائلاً: "العام القادم هو استحقاق لدورة جديدة، لذلك ستُجري الحركة ضمن أنظمتها ولوائحها انتخاباتها، وبالتالي هذا مفخرة لحماس وللإسلاميين".

وتابع "حماس ليس جديداً أن يغادرها رئيس المكتب السياسي، فقد كان هناك رؤساء للمكتب السياسي قبل مشعل ولم يكن معلن عنهم، لأن سياسة حماس عدم الإعلان عن ذلك إلا بشكل محدود"، مشدداً على مضي حركة حماس في تعميق الروح الشورية وأدوات الديمقراطية.

 

البث المباشر