قالت صحيفة إندبندنت إنه وفي الوقت الذي ينصرف فيه اهتمام العالم إلى القصف المدمر لمدينة حلب فإن تدخلا تركيا بريا يجري حاليا ربما يحدث تغييرا جذريا في الحرب الأهلية بسوريا.
وأوضحت الصحيفة أن ألف جندي من القوات التركية الخاصة بمدرعاتهم ودفاعاتهم الجوية دخلوا عميقا في الأراضي السورية بمرافقة مقاتلي المعارضة السورية ويقومون بإنشاء منطقة آمنة على طول الحدود التركية-السورية.
وأشارت إلى أن القوات التركية ترابط حاليا على مشارف مدينة منبج مع قوات الجيش السوري الحر لطرد القوات الديمقراطية السورية التي سيطرت على المدينة من تنظيم الدولة الإسلامية.
استعادة الرقة
تجيء هذه التطورات في وقت تقترب فيه المعركة النهائية ضد تنظيم الدولة في الرقة، بينما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذا الأسبوع إنه إذا كانت واشنطن ترغب في تنفيذ عملية الرقة مع وحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي (تنظيم كردي) فإن تركيا لن تشارك في هذه العملية، وإذا تم استبعاد التنظيمين فإن تركيا ستشارك مع الولايات المتحدة في استعادة المدينة.
وأضافت الصحيفة أن العامل الآخر في توتر العلاقات مع تركيا هو عدم موافقة واشنطن حتى الآن على تسليم رجل الدين التركي فتح الله غولن الموجود في ولاية بنسلفانيا الأميركية والمتهم بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا 15 يوليو/تموز الماضي.
تحرك تركي مستقل
وذكرت أنه في الوقت الذي تتدهور فيه العلاقات التركية مع أميركا فإنها تتطور مع روسيا إلى درجة أن وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس التركي بـ"الصديق العزيز" خلال زيارة الأخير لبطرسبورغ الشهر الماضي.
ونسبت إندبندنت إلى المحلل في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية بأنقرة ميروي طاهر أوغلو القول إن تركيا الغاضبة من التعاون الأميركي الوثيق مع وحدات حماية الشعب التركية ستتصرف باستقلال عن واشنطن بشكل متزايد في سوريا، مضيفا أن الصورة تتعقد أكثر، والكثير يعتمد على المشاورات المباشرة بين أنقرة وموسكو.
وأوضح التقرير أن التحرك المستقل لتركيا يتضمن محاولة إنشاء "منطقة آمنة" داخل سوريا ظلت أنقرة تدعو إليها منذ وقت طويل بينما تعارضها الولايات المتحدة والدول الغربية بشكل مستمر.