قائمة الموقع

وجوه شهداء الانتفاضة تضيء شمعتها الأولى

2016-10-03T06:08:52+03:00
غزة-أمل حبيب

في أقصى الشرق من ذاك الوطن المشتعل أغلقوا سوق القدس القديمة بعد تنفيذ الشهيد مهند حلبي عملية طعن أسفرت عن مقتل مستوطنين واصابة آخرين، وبين ثنايا الحياة في جبل المكبر

خرج بهاء عليان منتفضًا كما ثورة الجبل التي تسكنه والمقدسي علاء أبو جمل.

عام على قبضات أيادي الثوار للحجر والسكين، لن تغيب خلاله وجوه شهداء الانتفاضة التي ارتبطت شعلتها الأولى بهم.

تكبيرات منفذي عمليات الطعن والدهس وإطلاق النار نسمعها جيدًا لأنها لم تغب رغم مرور العام الأول على الانتفاضة، فتارة نستحضرها في عملية الباص لبهاء عليان وبلال غانم وعملية الدهس لعلاء أبو جمل، وإطلاق مهند العقبي النار في بئر السبع وغيرها الكثير.

 شذى ودماء!

ذاك العطر فاح شذاه حينما رابطت المقدسيات في تلك الشوارع بعد تحويلها لمزار للمستوطنين ونشر اليافطات الاستفزازية والهتافات العنصرية بحماية شرطة الاحتلال، وامتزج بخور العطارين في البلدة القديمة بالقدس بدم شروق دويات 18 عامًا بعدما أطلق مستوطن النار عليها بدم بارد لرفضها خلع الحجاب.

وليس بعيدًا من دم دويات الذي امتد ليصل الشهيد محمد أبو خلف على عتبات الباب التاريخي للقدس القديمة "باب العامود"، حيث حفر مشهد إعدامه بخمسين رصاصة أو يزيد في الذاكرة الفلسطينية بعد أن أصاب جنديين بجراح طفيفة حين حاول طعنهما.

"سلم نفسك يا محمد" خرقت أذنيه كما طلقات الرصاص التي وجهت صوبه من كل الجهات، كررها ضابط الاحتلال الإسرائيلي للشهيد محمد الفقيه ابن الخليل، الا أنه لم يرفع اصبعه عن زناد بندقية قديمة كانت ونيسه الوحيد خلال جولات مطاردته بعد عملية "عتنائيل" في الأول من يوليو الحالي.

الفقيه الذي لن تنساه انتفاضة القدس بعد أن كان رجلًا من طراز فريد بمواجهته وحيدًا لقوة خاصة من جيش الاحتلال بأسلحتها الثقيلة ومدرعاتها، فارتقى محمد شهيدًا حين سقط الركام فوق رأسه فجرًا في السابع والعشرين من يوليو الماضي.

ابن السبع!

الى جنوب الوطن وبشرة الشهيد مهند العقبي السمراء والتي لها امتدادها في الضفة وغزة، حيث اشتدت جذوره الفلسطينية وقويت على الجدار الذي أقامه الاحتلال بين بدو النقب وبين سكان فلسطين بعد عملية إطلاق النار في محطة الحافلات ببئر السبع أكتوبر من العام الماضي.

مهند الذي استخدم سكينا ورشاشا استولى عليه من أحد الجنود، أدت عمليته لمصرع جندي في لواء النخبة (جولاني) وإصابة 34 مستوطنا بالرصاص وبحالات هلع، بالإضافة لمقتل أفريقي برصاص شرطة الاحتلال بعد أن ظنت أنه المنفذ.

"مهند" ذاك الاسم الذي سجلته ذاكرة الفلسطيني وارتبط بالنخوة والغضب خلال انتفاضة القدس استطاع أن يحدث شرخًا واضحًا في جدار التهويد الذي ما فتئت (دولة الاحتلال) تبنيه منذ ما يزيد عن ستة عقود في الشطر الجنوبي من الوطن.

بوجوه شهداء الانتفاضة من القدس والضفة والنقب وعملياتهم النوعية وسيل دمائهم، تشعل الانتفاضة ذكرى ميلادها الأول على أمل أن تستمر حتى التحرير.

اخبار ذات صلة