أجمعت الفصائل الوطنية الفلسطينية على أن عملية القدس التي نفذها الشهيد "مصباح أبو صبيح" صباح اليوم الأحد، أثبتت أن انتفاضة القدس لا تزال مستمرة.
وشددت الفصائل خلال لقاء سياسي نظمته حركة حماس ببلدة بني سهيلا شرقي محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة بحضور وجهاء ومخاتير وشخصيات بارزة، الأحد، على ضرورة توفير كل الاحتضان الشعبي للانتفاضة, خاصة في أعقاب عملية القدس.
القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري قال في كلمته: "إن انتفاضة القدس مستمرة ومطمئنون عليها, وتحافظ على حيويتها بين الصعود والهبوط, وهو نمط جديد لم نعرفه من قبل".
وفي ملف الانتخابات، ذكر أبو زهري وجود معلومات مؤكدة لدى حركته حصلت عليها في حينه, أن قرار اجراء الانتخابات جاء استجابة من محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية لمطالب أوروبية.
وأشار إلى أن "قرار الغاء الانتخابات جاء بفعل ضغط إقليمي وأوروبي, ولا يوجد شيء اسمه قرار فلسطيني وطني مستقل".
وشدّد أبو زهري على أن قرار محكمة العدل العليا خطير جداً, ويراد به استمرار سياسة التهميش ضد قطاع غزة, وزيادة من حالة الانقسام.
ودعا إلى ضرورة وجود اجماع وطني للتشاور حول تفرد حركة فتح والسلطة الوطنية بالقرار الفلسطيني.
وبشأن ملف المصالحة، أشار أبو زهري إلى أنه لا جديد في هذا الملف، موضحاً أنه لا يتوفر لدى حركة فتح أدنى مسؤولية أو إرادة لإنجاز المصالحة.
من جهته، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش إن انتفاضة القدس أثبتت أن الحلول المطروحة في الضفة الغربية المحتلة "غير مقبولة".
وأضاف: "لا يمكن لنا كفلسطينيين أن نستعيد حقوقنا ونحن مشتتين, بل يجب أن نكون يداً في مواجهة أعدائنا".
وفي سياق آخر، أوضح البطش أن الساحة الفلسطينية لا يمكن عزلها عن الواقع العربي, وأن ما يحدث في الوطن العربي أدى إلى تراجع القضية الفلسطينية, "وبالتالي لم تعد الاهتمام الأول للمواطن العربي بعد الدماء التي تسيل في تلك البلدان"، وفق قوله.
بدوره، طالب الأمين العام لحركة الأحرار الفلسطينية خالد أبو هلال, الفصائل الفلسطينية بتفعيل المقاومة بكل الوسائل والسبل, من أجل ضمان سير الانتفاضة واستمراريتها.
وعلّق أبو هلال على مشاركة رئيس السلطة محمود عباس في جنازة شمعون بيريز بالقول: "لدينا سلطة عمياء لا زالت تقول بإمكانية التعايش مع اسرائيل وامكانية الحل السياسي, تستمر في التجديف عكس التيار الفلسطيني, تفتح كل أبواب التنسيق الأمني مع الاحتلال".
وقال "في ظل وجود السلطة, لن يكون هناك أي تحقيق حقيقي لبرنامج المصالحة الفلسطينية على أرض الواقع."
من جانبه، أكد هاني الثوابتة عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية, أن دماء الشهيد صبيح تثبت أن انتفاضة القدس مازالت مستمرة.
وأوضح الثوابتة أن تجاوز الانتفاضة عامها الأول, تقطع الطريق أمام كل المراهنين الذين يصفونها تارة بالهبة الشعبية, وتارة أخرى بزوبعة الفنجان.
وبيّن أن العودة للبندقية الفلسطينية هو الخيار الوحيد لمقاومة المحتل واخراجه من أرضنا, مشيراً إلى أن تجربة أوسلو لم تحقق أي انجاز مطلقاً.
وأضاف: "مهما حاول العدو والدول الغربية أن يلتف على حقوق شعبنا, فإن الشباب الفلسطيني يخرج ليحرجهم, ويؤكد لهم أن جذوة الانتفاضة لم تنطفأ".
وأكد على ضرورة وجود شعار وهدف واضح للانتفاضة، من خلال توفر ركيزة تنظيمية وقيادة موحدة تنظم أعمال الانتفاضة وتوفر لها سبل الاستمرار.
واعتبر زيارة محمود عباس, بمثابة الخطيئة الكبرى التي شكلت صدمة للكثيرين من ابناء شعبنا.
وقال: "نحن لا نناقش أو ننتقد اشخاص بل نناقش المنهج الذي يدفع قائد فلسطيني التعزية بحق مجرم ارتكب مجموعة جرائم بحق الشعب الفلسطيني".