قائد الطوفان قائد الطوفان

نار الفقر تكوي والدها

مريضة بالسرطان..هل من دمعة حزينة على الصغيرة "سومة "

غزة – الرسالة نت

يرقع "أبو رائد" أرضية منزله الإسمنتية الممتلئة بالحفر بقطع كرتونية، علها تقي أطفاله من القوارض التي تتسرب الى الغرف من باطن الأرض.

في منزل ضيق مستأجر تعلوه ألواح الصفيح المثقوبة، يقطن الخمسيني "أبو رائد" مع زوجته وأبنائه التسعة ، وينامون جنبا الى جنب في غرفتين ضيقتين.

انضم "أبو رائد" الى طابور البطالة بعدما أغلقت قوات الاحتلال الباب أمام العمال الذين كانوا يبحثون عن لقمة عيشهم داخل الأراضي المحتلة عام 48، ودخل في صراع مع الفقر أوصله لذلك المنزل مقابل إيجار شهري يقدر بثلاثمائة شيقل.

يقول رب الأسرة: "رغم ضيق المكان وعدم مناسبته للعيش، إلا أننا مضطرون للبقاء فيه، على اعتبار أنه الأقل ثمنا من بين البيوت المستأجرة".

ويخوض أبو رائد صراعا مع الزمن كي يتمكن من توفير قيمة الإيجار قبل نهاية الشهر ، ويضيف: "إذا تأخرت عن دفع المبلغ، فلا يتوانى صاحب المنزل عن قطع الكهرباء".

ولاحظت "الرسالة" أن المنزل يفتقر لثلاجة وغسالة، ولا يحتوي المطبخ سوى على بعض أوان قديمة، فيما تحتفظ الأسرة بملابسها في عبوات كرتونية.

ووقع خبر إصابة الطفلة الصغيرة "سومة" بمرض السرطان كالصاعقة على العائلة التي دخلت في دوامة جديدة لمجابهة الفقر والمرض معا.

ويشير أبو رائد الى أنه انتقل بطفلته ثلاث مرات للعلاج داخل مستشفيات الداخل، ولا زالت حالتها الصحية قيد المتابعة.

ويشتكي الوالد من عدم تمكنه توفير المصاريف الخاصة بالسفر والإقامة في الأراضي المحتلة، ويقول " في آخر مراجعة استلفت الأموال من احد جيراننا كي أتمكن من السفر، والحمل أصبح ثقيلا علينا".

وبحسب أبو رائد فانه عندما يغادر مع ابنته للعلاج يقع بين نارين أولهما كيفية تدبير مصاريف السفر، وأخرى في تركه لأبنائه في المنزل دون معيل.

وتثقل الديون كاهل أبو رائد الذي لا يقوى على توفير احتياجات أبنائه، لاسيما طفلته المريضة.

وتجلس الطفلة المريضة "سومة" وعلامات الهزال بدت على جسدها النحيل، وتبكي أحيانا من الألم وتصمت أحيانا أخرى، ونظراتها تجول في المكان الضيق الذي تعيش فيه.

وتتطلع الطفلة المريضة الى أهل الخير لمساعدتها ، وهي تقول " بموت كل يوم ".

وتحاول الأم مساندة زوجها في أعباء الحياة التي رمت بحملها عليهم، بنسج الملابس يدويا في حال طلب منها أحد ذلك، مقابل مبلغ زهيد علها تستطيع من خلاله توفير بعض احتياجات أبنائها الضرورية.

وتهرب الأم من أسئلة ومطالب أبنائها المتكررة، وهي تقول " بتمزع من الداخل، لمن ولادي يطلبوا وما أقدر ألبي حاجتهم".ويغرق المنزل بالمياه كل شتاء، ويكتوي ساكنوه بحر الصيف الذي يلهب ألواح الصفيح.

وتعتمد الأسرة في غذائها على المساعدات المقدمة من وكالة الغوث، فيما تقول الأم " بنمشي أيامنا بالخبز والدقة والزعتر".

واضطر الابن الأكبر لترك مقاعد الدراسة مبكرا، والانضمام لسوق العمل المتقطع، كي يتمكن من توفير بعض احتياجات الأسرة.

غادرت "الرسالة" المنزل وبقيت نظرات الصغيرة المريضة سومة ترقب حركتها، والأمل يغزو عيونها بأن هناك من سيقف بجانبها ويعينها في مرضها.

 

 

البث المباشر