داخل احدى الاستراحات على شاطئ بحر غزة، كانت تتجول الشابة آية أبو مدين -22 عاما- برفقة "ألبن" ليست صديقتها بل كلبتها التي اشترتها بـ 250 شيكلا لتكون لها رفيقة تحادثها بما تمر به في حياتها اليومية، دون الاكتراث لنظرات الاستغراب التي تتلقاها ممن حولها.
منذ طفولتها تهوى آية اللعب مع الكلاب الأليفة، خاصة وأن ذويها لم يعترضوا على ذلك، لذا وجدت في الكلاب وفاء أكثر كما قالت، وتشعر بالاستياء حينما يزورها أحد في البيت ويشعرها بالاشمئزاز من الكلاب أو بالخوف منهم.
تقول وهي تراقب كلبتها "ألبن" ذات الفراء الابيض المموج باللون البنفسجي:" أشعر بالضيق حينما يطلب مني أحدهم أن يتصور مع "ألبن" فهي ليست للتصوير أو الاستعراض(..) أخشى على نفسيتها كثيرا خاصة لو حاول الصغار التعدي عليها حينما تلعب بالقرب مني".
وتابعت: "اهتم بطعامها ونظافتها الشخصية دوما (..) كما أصحبها لشاب مختص لتهذيب شعرها وتعليمها كيفية الاعتماد على نفسها عند قضاء الحاجة".
تبني القطط
ليست وحدها " آية" من تهتم بتربية الحيوانات الأليفة، ففي محل "the pet shop" في حي الرمال بغزة، كانت تنتقي مها البلتاجي - 19 عاما- قطة جديدة، بدلا من القديمة التي ماتت قبل شهور قليلة وتركت فراغا كبيرا لديها، حد قولها.
وتروي "للرسالة" أنها تحب القطط منذ صغرها، فهي رغم ما تسببه لها من جروح إلا أنها تعتبرها شيئا هاما في حياتها، ولا تستطيع الاستيقاظ من نومها دون أن تأتي قطتها تنبهها بذيلها الناعم.
وتقول:" كثيرا ما أتعرض للانتقاد من أقاربي، لاسيما جدتي التي تحذرني من القطط بأنها تسبب أمراضا وقد احرم من الانجاب بسبب لعبي معها (..) لا أكترث لهم لأني أحرص على نظافتها باستمرار".
اهتمام "مها" لا يقتصر على تربية القطط فقط، بل لديها سلحفاة صغيرة، وتعلق على ذلك" كثيرا ما أشعر بالضيق فأفضفض لقطتي أو السلحفاة ما أريد البوح به، بدلا من الحديث مع أحد وتحدث المشكلات".
وفي الآونة الأخيرة أصبح هناك إقبال من الشباب على اقتناء حيوانات أليفة بهدف التسلية، خاصة وأنهم وجدوا ضالتهم في متجر the pet shop"" لصاحبه الشاب عبدالله شعشاعه - 24 سنة-وهو خريج محاسبة، لم يجد فرصة عمل تناسب تخصصه فبحث عن هوايته في تربية الحيوانات الأليفة وطورها.
يقول شعشاعة:" بدلا من المعاناة التي كنت اعيشها وصديقي في الحصول على حيوان أليف من خارج قطاع غزة، قررنا فتح متجر لبيع الحيوانات الأليفة بدلا من البطالة للاستفادة ماديا ومساعدة الآخرين في الحصول على الحيوان الذين يفضلون تربيته".
ويروي أنه بدأ في بيع القطط وحينما زاد الاقبال عليها أصبح يجلب الكلاب والأسماك والأرانب البرية والسلحفاة، وأحيانا الثعابين التي لا تؤذي بتوصية من الداخل المحتل وبأسعار تتراوح ما بين 250 إلى 350 شيكلا.
ويحكي شعشاعة أن بعض زبائنه يحضرون قططا صغيرة انجبتها قطتهم وذلك ليتبناها أحد من الزبائن ويهتم بها لعدم مقدرتهم على رعاية عدد من القطط، مشيرا إلى أن هناك اقبالا لا بأس به من قبل الشباب والفتيات على اقتناء حيوان أليف داخل البيت.
ولفت إلى أن بعض الأشخاص ينظرون إلى عمله بأنه "فارغ" ولا قيمة له، لكن سرعان ما تبدلت نظراتهم إلى اعجاب وذلك لاهتمامه بما يملك من حيوانات داخل متجره، موضحا أنه يدل زبائنه على كيفية التعامل مع "الحيوان الأليف" والاهتمام به من ناحية النظافة الشخصية، فهو من حين لآخر يعقد ورشات تثقيفية حول هذا الامر للصغار والكبار.
ولا يكتفي شعشاعة ببيع الحيوانات الأليفة، بل يحضر أطعمة خاصة لها، عدا عن التطعيمات التي يقدمها من حين لآخر حيث ينبه زبائنه بموعد التطعيم.
ورغم الظروف الصعبة التي يمر بها شباب قطاع غزة في ظل قلة فرص العمل، وازدياد نسبة البطالة، إلا أنهم يحرصون على تنمية هواياتهم واتخاذها حرفة لهم.