يجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إسطنبول محادثات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان اليوم الاثنين في ثالث لقاء بين الرجلين خلال شهرين منذ انتهاء أزمة إسقاط تركيا طائرة روسية قبل نحو عام.
ومن المتوقع أن يناقش الجانبان على هامش مؤتمر الطاقة العالمي الملف السوري، خاصة الوضع في حلب، كما يبحثان التعاون في مجالات الطاقة وتطور مسار إنشاء روسيا للمحطة النووية التركية الأولى في مدينة مرسين.
وقال مراسل الجزيرة في إسطنبول عامر لافي إن بوتين سيشارك بكلمة في مؤتمر الطاقة قبل أن يجري محادثات مع أردوغان قرابة الساعة الرابعة عصرا بالتوقيت المحلي، مشيرا إلى أنه لا يتوقع للجانبين جسر الهوة بينهما بشأن الوضع في سوريا، ولكن أنقرة ستحاول التوصل إلى اتفاق مع موسكو بخصوص إدخال مساعدات إنسانية إلى حلب.
كما تشمل المباحثات -بحسب ما نقل مراسل الجزيرة عن مصادر تركية- التنسيق العسكري والاستخباراتي بين البلدين لتجنب وقوع أخطاء مثل حادث إسقاط الطائرة الروسية، خاصة أن للطرفين قوات في سوريا، إضافة للمفاعل النووي في مرسين والخط التركي الذي سينقل الغاز الروسي إلى أوروبا.
ورغم التقارب الأخير بينهما لا تزال هناك خلافات بين موسكو وأنقرة في الملف السوري، فروسيا حليفة نظام الرئيس بشار الأسد، في حين تدعم تركيا المعارضة التي تسعى إلى الإطاحة بنظام الأسد، لكن يبدو أن الطرفين وضعا هذا الموضوع جانبا للتركيز على مجالات التعاون، خاصة الطاقة.
ويدلل على هذه البرغماتية طموح تركيا وروسيا إلى تعزيز مبادلاتهما الاقتصادية لرفعها إلى مئة مليار دولار سنويا.
ومن المقرر أن تتناول المحادثات مشروعات اقتصادية مثل محطة الطاقة النووية "أكويو" التي تنشئها روسيا لتركيا، بالإضافة إلى مشروع خط أنابيب الغاز "توركيش ستريم" الذي يهدف إلى تزويد تركيا بالغاز الروسي عبر البحر الأسود، حيث من المنتظر توقيع اتفاقية بين البلدين في إسطنبول لإطلاق المشروع.
يذكر أن العلاقات الروسية التركية شهدت جمودا لعدة شهور عقب إسقاط تركيا مقاتلة روسية في منطقة الحدود مع سوريا في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
ولم يبدأ التقارب والتطبيع بين البلدين مجددا إلا في يونيو/حزيران الماضي، وأعقب ذلك لقاء بين بوتين وأردوغان في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية في أغسطس/آب الماضي، كما أجرى الزعيمان محادثات على هامش قمة العشرين الأخيرة في الصين بشأن الاستئناف الكامل للعلاقات الثنائية وتعزيز التعاون.