وصفت صحيفة هآرتس العبرية، قرار اليونسكو الذي نفى وجود أي صلة بين المسجد الأقصى المبارك واليهود بأنه "طابو بالمنطقة لصالح المسلمين"، موضحة أن هذا بالنسبة لنتنياهو فشل لا يقل دراماتيكية عن احتلال جيش أجنبي للقدس.
وقالت الصحيفة: "إن حرب الأيام الستة شكلت علامة طريق ليس فقط في تاريخ "إسرائيل" بل في التاريخ اليهودي، فمنذ العام 1967، تم السيطرة على قلب القدس "البلدة القديمة".
وأضافت "ليس من المتوقع أن يتنازل المسلمين عن المدينة فقط لأنها احتلت بقوة عسكرية، ولا التوقع أيضا أن توافق المسيحية على ملكية خالدة لليهود على المدينة. فإسرائيل تتصرف وكأن الحديث يدور عن "صفقة عقارية" تاريخية أخرى".
وتابعت هآرتس أن "إسرائيل تدرك خطورة القرار لأن السيطرة على الممتلكات لا يكفي، وإسرائيل بحاجة لاعتراف دولي بسيطرتها على القدس، ولكن من جهة أخرى تتجاهل أن القدس ليست ملكاً ككل الممتلكات. فمن أين تستمد، إذن، وقاحة المطالبة بملكية خالدة؟!".
وبينت أنه يمكن تفهم رغبة إسرائيل بالسيطرة على القدس، و"لكن المطالبة بالملكية عليها هي فظاظة روح تاريخية تستقبل في العالم كغرور"، وفق قولها، مضيفة " على نتانياهو بدلا من اتهام الآخرين بالضربة الدبلوماسية التي تلقاها "الشعب اليهودي" يجدر به أن يسأل نفسه كيف حصل أن "إسرائيل"، بالفظاظة التي تسيطر فيها في المدينة المقدسة وفي مطالبتها بملكية خالدة، ساهمت في خلق السياق الذي بات فيه الميل الاسلامي لنفي التاريخ ما قبل الاسلامي يستقبل بعطف لدى أصدقائنا في الغرب"، وفق تعبيرها.
واعتبرت أنه ثمة صلة بين الرفض السياسي "لإسرائيل"، وموقفها التمييزي تجاه سكان المدينة العرب واستكمال بناء القدس التحت أرضية من تحت الحائط والحي الإسلامي، وبين ملاحظة التحذير الذي سجل في طابو التاريخ، "قرار اليونسكو".