بدأ الجيش العراقي يتقدم نحو قرى بجنوب الموصل دون تعرضه لمقاومة من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، في الوقت الذي وصلت في قوات البشمركة إلى مفرق الحمدانية الذي يبعد عن مدينة الموصل شمالي العراق سبعة كيلومترات.
وقال مراسل الجزيرة أحمد الزاويتي إن القوات الكردية تقدمت نحو مجموعة قرى محور الخازر بعد أن تمكنت من السيطرة على سبع قرى هي: اصخرة، وشيخ، وبدنة الكبرى، وبدنة الصغرى، وشاقولي، وخرابة سلطان، وأسقف.
وأوضح المراسل أن المرحلة الأولى من المعركة تنتهي بوصول القوات الكردية إلى محور الخازر، وتنتهي مهمة هذه القوات بالسيطرة على القرى المحيطة بهذا المحور، حيث ينطلق بعدها الجيش العراقي نحو بلدات برطلة وبعشيقة والحمدانية.
وأشار المراسل إلى أن تقدم قوات البشمركة رافقه قصف من طيران التحالف لمواقع تمركز مقاتلي تنظيم الدولة، الذين سارعوا إلى إشعال الإطارات والنفط الخام للتمويه على أماكن وجودهم وانسحاباتهم.
وقالت مصادر أمنية كردية إن قوات البمشركة تمكنت من تدمير خمس سيارات ملغمة يقودها انتحاريون حاولوا إعاقة تقدمها لاستعادة قرى في محور الخازر شرق الموصل، أما في الجنوب فقالت القوات العراقية إنها فجرت سيارتين ملغمتين يقودهما انتحاريان.
مظلة التحالف
من جهته، أشار الكاتب والمحلل السياسي أحمد الأبيض من العاصمة العراقية بغداد إلى أن الأطراف المشاركة في معركة الموصل تعمل جميعا تحت مظلة التحالف الدولي، وهناك مسارات متفق عليه للمعارك ومن يخرج عنها "ربما يتم استهدافه".
أما الخبير العسكري فايز الدويري فقال متحدثا للجزيرة من العاصمة الأردنية عمان، إن المعارك تدور وفق المراحل المخطط لها، وصولا إلى المرحلة الحاسمة التي ستكون في القاطع الجنوبي من مدينة الموصل.
وبشأن وجود قوات من مليشيات الحشد الشعبي ضمن قطاعات الجيش العراقي، أوضح مراسل الجزيرة أن الاتفاق بين بغداد وأربيل يقضي بعدم السماح لهذه المليشيات بالتقدم نحو الموصل من ناحية الشرق، وعدم رفع أي رايات باستثناء العلم العرقي.
وأشار إلى أنه لن يسمح في النهاية لأي قوات غير الجيش العراقي والشرطة بدخول مركز مدينة الموصل، في حين ستتوقف كافة القوى الأخرى على تخومها.
وذكرت وكالة أنباء "أعماق" التابعة لتنظيم الدولة أن مقاتلات تابعة لقوات التحالف الدولي دمرت جسر الحرية الواقع على نهر دجلة والذي يربط الأحياء الشرقية للموصل بالأحياء الغربية.
الدور التركي
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر في الجيش التركي اليوم الاثنين قولها إن نصف المقاتلين العراقيين الذين دربتهم تركيا في معسكر بعشيقة شمالي العراق البالغ عددهم ثلاثة آلاف، يشاركون في عملية طرد تنظيم الدولة من الموصل.
من جهته، قال قائد حرس محافظة نينوى ومحافظها السابق أثيل النجيفي إن ألفي مقاتل سني ممن دربتهم القوات التركية يشاركون في معركة استعادة الموصل من جبهة بعشيقة، وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول أن حرس نينوى -الذي يتشكل من متطوعين سنة من سكان المحافظة- يتحرك مع البشمركة في العملية.
كما أفادت الوكالة بأن عددا كبيرا من الجنود الأميركيين انتشروا في جبل زردك في جبهة الخازر، التي تقع على بعد أربعين كيلومترا شرقي الموصل، في وقت تقوم المدفعية الأميركية بقصف مكثف لمناطق سهل نينوى (شمال وغرب الموصل).
وفي وقت سابق من فجر اليوم، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي انطلاق عملية تحرير الموصل من تنظيم الدولة، وذلك في كلمة متلفزة بثتها قناة "العراقية".