قائمة الموقع

​كتائب القسام تلوح بمفاجآت "الصندوق الأسود"

2016-10-20T06:07:39+03:00
صورة ارشيفية
​غزة-شيماء مرزوق

فتحت بوابة معبر رفح البري تحمل معها الفرح ونشوة الانتصار لقطاع غزة قبل خمسة أعوام، وعلى غير العادة فالبوابة التي ارتبط اسمها بالمعاناة والاذلال لفلسطيني القطاع المحاصر، تزينت بالورود والأعلام الفلسطينية، لا صوت يعلو فيها فوق الزغاريد الممزوجة بدموع من اكتوت قلوبهم لسنوات بلهيب الاشتياق.

يوم الثامن عشر من أكتوبر لم يشبه أيًا من أيام فلسطين حينما أعلن القطاع الصغير أنه محرر الأسرى وقاهر الأعداء، وأن مقاومته بات عودها عصي على الكسر، فنجحت في انجاز صفقة تبادل تاريخية، أبهرت الجميع ليس فقط في الإنجازات التي حققتها وإنما بقدرتها على الاحتفاظ بالجندي "الإسرائيلي" لمدة خمسة سنوات في بقعة صغيرة ومحاصرة، واستطاعت أن تخدع الاحتلال المدجج بكل وسائل التكنولوجيا لحظة إخراجها الجندي الأسير من مكان احتجازه حتى وصوله للجانب المصري من معبر رفح بذكاء مبهر.

وبهذه المناسبة، أكد الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة أن فلسطين على موعد مع ذات الفرح والانتصار، بعدما غنمته المقاومة من جنود أسرى خلال العدوان الأخير على قطاع غزة صيف العام 2014، خاصة أن وفاء الأحرار 2 باتت أمل أولئك المعذبين في زنازين الاحتلال.

وقال في كلمة له يوم الثلاثاء الماضي: "إن المقاومة قد وعدت الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بالحرية والتحرير وأوفت بوعدها في وفاء الأحرار، واليوم نؤكد لهم مجدداً بأن الثمن سيدفعه العدو شاء أم أبى وسيأتي مرغمًا وستعم الفرحة ربوع فلسطين كافة".

وألمحت كتائب القسام مرارًا إلى أنها تمتلك مفاجآت عديدة، وأن الصندوق الأسود سيجلب البشرى للشعب الفلسطيني، كما جددت وعدها بقرب النصر للأسرى في سجون الاحتلال.

حديث أبو عبيدة حمل العديد من الرسائل المهمة أبرزها أن المقاومة في موقع قوة وقادرة على فرض شروطها على الاحتلال لتنفيذ صفقة جديدة، وأنها تمتلك الكثير من المفاجآت والمقصود هنا مفاجآت حول عدد الجنود الأسرى لديها، لذا فهي تتحدث بثقة عالية أن الاحتلال لن يكون أمامه خيار سوى الرضوخ لصفقة أسرى جديدة على غرار وفاء الأحرار.

وألمح أبو عبيدة إلى كون المقاومة اللاعب الأهم والرئيس في ملف الأسرى وتحديداً حركة حماس، وأن استعادة الاحتلال لجنوده لن تمر إلا من خلال المقاومة.

قواعد الاشتباك

واعتبر المحلل السياسي حمزة أبو شنب، أن خطاب "أبو عبيدة"، يحمل بين السطور رسالة تهديد للاحتلال بأن الثمن سيكون أكبر في المرات القادمة. واعتبر أبو شنب في منشور عبر صفحته على "فيسبوك" أن الخطاب في الذكرى الخامسة لصفقة وفاء الأحرار، رسالة مبطنة بأن المقاومة ستغير قواعد الاشتباك في المرحلة القادمة بما يخدم الأسرى.

ويرى أن شكر كتائب القسام للحلفاء لم يأتِ عبثاً وحمل في طياته رسالة شكر لكل من يدعم المقاومة بالمال والسلاح وتجريم للتطبيع مع الاحتلال. والجزء الأبرز في الخطاب -بحسب أبو شنب- أن المقاومة تؤكد رفضها كافة الأفكار المقدمة سابقاً من بعض الوسطاء للبدء بمفاوضات صفقة جديدة، وأن الشروط لم تتغير.

وتعتبر صفقة "وفاء الأحرار" التي تمت بين المقاومة والكيان الإسرائيلي واحدة من أبرز عمليات تبادل الأسرى على مدار تاريخ الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي. وأفرج الاحتلال مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عن 1027 أسيرًا فلسطينيًا من أصحاب المؤبدات والمحكوميات العالية جرى إطلاق سراحهم على دفعتين بعد مفاوضات شاقة استمرت نحو 5 أعوام.

وتم الإعلان عن التوصل لاتفاق عملية التبادل في 11 من أكتوبر عام 2011 بوساطة مصرية، فيما جرت عملية التبادل في 18 من الشهر ذاته؛ وشكلت ضربة قوية للاحتلال الإسرائيلي الذي أجبر على الرضوخ لمطالب المقاومة بعد خمس سنوات من احتجاز الجندي، وفشله في الوصول إليه بكل الوسائل والطرق التي استخدمها ومن ضمنها حرب العام 2008.

اخبار ذات صلة