قائمة الموقع

​صبري: ضغوط دولية على "اليونسكو" للتراجع عن قرار إسلامية الأقصى

2016-10-20T06:29:25+03:00
رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري
غزة- محمد عطا الله

ثّمن رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، قرار منظمة الثقافة والعلوم "اليونسكو" التابعة للأمم المتحدة، النهائي، بأن المسجد الأقصى هو تراث إسلامي خالص، محذراً من وجود ضغوط دولية على المنظمة للتراجع عن قرارها بحق الأقصى، مطالباً في الوقت ذاته الدول العربية والإسلامية بتحمل مسؤولياتها تجاه حماية المسجد المبارك.

واعتبر صبري في حديث خاص بـ"الرسالة"، قرار "اليونسكو" وقوف إلى جانب حق الفلسطينيين الشرعي في المسجد الأقصى، مشيرا إلى أنه يعزز موقفهم في الدفاع عن مدينتهم المقدسة.

"اليونسكو" وقفت لجانب حقنا الشرعي في المسجد الأقصى

وصادقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، يوم الخميس الماضي على مشروع قرار "نهائي" ينفي وجود ارتباط ديني بين المسجد الأقصى واليهود، ويعتبره مكانًا مقدسًا للمسلمين فقط. وصوتت 24 دولة لصالح القرار، وامتنعت 26 دولة عن التصويت، فيما عارض القرار 6 دول، وتغيبت دولتان.

تمرد على القرار

وتوقع صبري أن تتمرد حكومة الاحتلال "الاسرائيلي" على القرار، وتكثف من اعتدائها واقتحاماتها للمسجد الأقصى، قائلاً: " نتوقع من الاحتلال التمرد ورفض القرار كالمعتاد لأنه سبق وأن رفض العديد من القرارات الدولية التي تقف لجانب الفلسطينيين".

وأكد أن قرار اليونسكو يلقي بالكرة في ساحة الدول العربية والاسلامية التي عليها التحرك وتوجه البوصلة نحو المسجد الأقصى؛ للجم اعتداءات الاحتلال المتكررة بحق المسجد المبارك، وتابع أن هذه الاعتداءات لن تكسب اليهود أي حق في المسجد الأقصى، مشددا على ضرورة تفعيل واستثمار هذا القرار على المستوى الدولي والعربي والاسلامي.

​الاحتلال سيتمرد على القرار بتكثيف اعتداءاته على القدس

وأضاف "علينا أن نفعّل هذا القرار ونتابعه، ولا نكتفي به فقط، وعلى الدول العربية أن تنطلق من هذا القرار عبر تحركها الدبلوماسي والسياسي والتجاري والاقتصادي لمقاطعة الاحتلال"، مؤكداً أن حماية المسجد الأقصى مسؤولية الجميع، وليس أهل القدس فقط، داعياً الدول العربية الإسلامية لتحمل مسؤولياتها في الدفاع عنه، مضيفاً أن "المسجد أمانة في أعناقهم وسيحاكم الله كل من قّصر في حمايته".

وكانت منظمة "اليونسكو" اتخذت قرارًا مشابهًا في نيسان/أبريل الماضي بتأييد من دول غربية، وعلى رأسها فرنسا، وأدى ذلك إلى حدوث أزمة بين "إسرائيل" وفرنسا، وإلى محادثة متوترة بين رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، تعهد خلالها الأخير بعدم تكرار التأييد لقضايا من هذا القبيل.

ادعاءات كاذبة

وشدد صبري على ضرورة محاربة الاحتلال على الصعيد السياسي والدولي، وتنفيذ قرارات مؤتمرات القمة العربية بشأن القدس في دعم المؤسسات التعليمية والصحية والإسكانية، مشيراً إلى أن القرار أحرج "إسرائيل" ونسف ادعاءاتها "الكاذبة" حول أحقيتها بالهيكل المزعوم وتاريخها العبري في المسجد، قائلاً: "هو دليل ما كنا نقوله أن هذه أوهام احتلالية كانت تطلقها كبالونات لتشجيع اليهود في الخارج للمجيئ لفلسطين".

ولفت إلى أن حكومة الاحتلال أوهمت يهود الخارج بتعابير براقة لتشجيع يهود أوروبا وأمريكا خصوصاً على القدوم لفلسطين، بذريعة أن "من يدفن في مدينة القدس سيكون أول من يستقبل المسيح المنتظر، ويبيعونهم القبور في المدينة المقدسة بثمن يصل لـ 10 آلاف دولار للقبر الواحد ضمن هذه الخزعبلات".

وعن دور السلطة الفلسطينية في حماية المسجد الأقصى، أكد رئيس الهيئة الاسلامية أن السلطة عاجزة عن تقديم أي شيء للدفاع عن المسجد، بعد أن كبّلت نفسها باتفاقية أوسلو التي نصّت على تأجيل قضية القدس ووضعتها في آخر الملفات.

الكرة في ساحة الدول العربية والاسلامية وعليهم توجيه بوصلتهم نحو القدس

ونوه صبري إلى وجود ضغوط دولية على منظمة اليونسكو للتراجع عن قرارها بحق الأقصى، لاسيما وأنه جرى التصويت مجدداً على القرار بموجب طلب من المكسيك، التي استغلت بندا يسمح بإعادة التصويت على قرار لهذه الهيئة خلال فترة معينة منذ صدوره، وطلبت تغيير تصويتها من تأييد القرار إلى الامتناع عن التصويت.

وفي ختام حديثه شكر خطيب الأقصى، جميع الدول الأعضاء التي صوتت لصالح فلسطين ووقفت بجانبها، داعياً إياها لاستمرار تحركاتها؛ لحماية هذا القرار.

اخبار ذات صلة