نابلس – الرسالة نت
ناشد النائب المقدسي المحرر "محمد أبو طير " أصحاب الضمائر الحية التي تمتلك الصوت الحر والهمة العالية أن تعمل على استنهاض كافة قواها ،وأن تكثف من اتصالاتها بجمعيات حقوق الإنسان المحلية والدولية والمحاكم الدولية والمؤسسات الحقوقية من أجل وقف العربدة الإسرائيلية عند حدها ،مشيرا أن الانتهاكات الصهيونية فاقت مستوى الاحتمال والتي كان آخرها صدور قرار من وزير الداخلية الإسرائيلي بإبعاد النواب المقدسيين الثلاثة "محمد أبو طير ومحمد طوطح وأحمد عطون والوزير السابق أ.خالد أبو عرفة .
وصرح أبو طير في حوار أجرته معه الحملة الدولية للإفراج عن النواب المختطفين أن إرادته الصلبة وقفت حائلا من أن يعتريه اليأس إزاء العربدة الإسرائيلية التي لم يشهد لها مثيلا ،والتي طالته على مدار سنوات طويلة من السجن خلف قضبان الاحتلال قاربت الثلاثين عاما ،أضف إلى صدور قرار بإبعاده عن مدينته الأصلية وحرمانه من ذويه وأهله ،ومن قبله صدور قرار بهدم منزله ،إلى جانب الضرائب الباهظة التي بلغت ما يقارب 350 ألف شيكل ،مما يضيق من حلقة الإحكام حول سكان المدينة الأصليين ويسرع من عجلة التهجير التي يدوسون بها السكان .
وطالب أبو طير كافة المؤسسات الحقوقية والدولية ووسائل الإعلام أن تتصدى لسياسة التهجير والتفريغ التي يتعرض لها المقدسيين ،مؤكدا على ضرورة أن تعطى قضية الإبعاد حجمها الحقيقي وأن يتم التعاطي معها بما يوازي خطورتها ،مضيفا أن التحرك الحالي لا يكفي وليس بالحجم المطلوب ،خاصة وأن المهلة التي سمح له فيها في البقاء شارفت على الانتهاء ولم يتبق منها سوى تسعة أيام ،ولا يوجد جهود ترقى إلى الحجم المطلوب.
وحول الهدف من الخطة الإسرائيلية التي تستهدف النواب المقدسيين أرجع أبو طير الأمر إلى أن الاحتلال لم يتوقع فوز نواب كتلة التغيير والإصلاح في محافظة القدس ،والذي يعتبر له دلالة واضحة على هوية القدس ،وحضور العمل الإسلامي فيها ،مضيفا بقوله :"أسقط في أيدي الاحتلال عندما نجحنا وتساءل وقتها كيف خرج هؤلاء –أي النواب الإسلاميون – من بين الركام "،مؤكدا بقوله "لا حصانة لنا في كتلة التغيير والإصلاح ،فهم يريدون منا أن نكون شهاد زور على مرحلة من مراحل القضية الفلسطينية ،وحين نجحنا شكل هذا النجاح ضيق عند الاحتلال مما دفعهم إلى وضع معايير ظالمة في تغييبنا قسرا بداية بالزج في السجون ومن ثم الإبعاد "،مشيرا أن قرار الإبعاد الذي طال النواب الإسلاميين فقط دون غيرهم إنما يدل على أن الاحتلال يريد إسكات أي صوت قوي ونبض حي يريد مصلحة القضية الفلسطينية .
ويستطرد أبو طير متذكرا لحظات الإفراج عنه حين منعوه من أخذ هويته ،وحرموه وأهله من فرحة اللقاء ،واستقباله بعد فراق طويل ،مشيرا إلى الاستدعاء المتكرر له منذ الإفراج عنه وحجزه لفترات طويلة ،فضلا عن تعرضه ذات مرة لمحاولات ضربه من قبل المستوطنين إلا أن الشرطة تدخلت ،ومنعتهم من الاقتراب أو التعرض له .
"لم أندم ولو للحظة واحدة على حياتي التي أمضيتها خلف سجون الاحتلال ،ولم أييأس أبدا من رحمة الله رغم الإبعاد ،فأنا تجارتي مع الله ،وهذا أكبر مكسب للإنسان " بهذه الكلمات المحتسبة الصابرة ختم أبو طير حديثه موجها رسالة إلى العالم العربي والإسلامي وأصحاب الضمائر الحرة الذين أتوا لكسر الحصار عن غزة دعاهم فيها إلى نصرة القضية الفلسطينية ،ورفع الظلم عن أهل القدس الذين يشعرون بأنهم أغراب في مدينتهم من جراء الممارسات المستمرة التعسفية من قبل قوات الاحتلال.