قائد الطوفان قائد الطوفان

مخاوف تسود سكان المناطق القريبة منه وتطمينات رسمية لهم

مشروع جديد لمعالجة المجاري للحد من مشكلة "وادي غزة"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

غزة-مها شهوان

تنتاب سكان المناطق المحيطة بوادي غزة مخاوف عديدة من تنفيذ مشروع "إعادة تكرار المجاري"، وذلك خشية الروائح الكريهة والحشرات التي ستواصل طريقها إلى بيوتهم، رغم تطمينات الجهات القائمة على المشروع.

الشاب سهيل أبو اسعيد الذي يسكن منطقة البريج يقول "للرسالة": "في فصل الشتاء يعيق الوادي حركتنا (..) وفي حال كانت حالة طارئة لا يمكن إخراجها من المنطقة بسبب فضيان الوادي".

ويتوقع كبقية السكان، أن مشروع تكرار المجاري المقام على مساحة تتعدى العشرين دونما قد تؤثر على المنطقة الشرقية، وستكون المعاناة صعبة بسبب الروائح والأوبئة التي ستنتشر بفعل الحشرات.

ووفق قول "أبو اسعيد"، فإن عددا من السكان القريبين من منطقة الوادي يعتزمون الرحيل في حال بدء تنفيذ المشروع، فسيضطرون لبيع بيوتهم وشراء أخرى في مناطق بعيدة عن الوادي.

الحد من الروائح

ويعرف عن "وادي غزة" أنه مستنقعاً للتلوث، وهو نهاية مجرى مائي طويل يبلغ طوله (77 كم) وينبع من جبال النقب والمرتفعات الغربية لجبال الخليل ويمتد انتهاء إلى البحر الأبيض المتوسط ويبلغ طول الوادي داخل القطاع (9 كم).

ورغم أن "وادي غزة" أعلنته السلطة الفلسطينية بأنه محمية طبيعية عام 1994، إلا أنه تحول إلى مكب للنفايات، ومصرف لـ 16 ألف متر مكعب من المياه العادمة غير المعالجة يومياً، واستوطنته أنواع مختلفة من الحشرات والقوارض والأفاعي.

وخلال فصل الصيف، ومع ارتفاع درجات الحرارة، يتحول الوادي إلى مصدر لأمراض تصيب سكان المنطقة القريبة منه، فمجرد فتح نوافذ المنازل، من أجل دخول الهواء، يهجم البعوض والحشرات، وتنبعث الروائح الكريهة من تجمع المياه العادمة وحرائق النفايات، التي تدفع السكان إلى سرعة إغلاق النوافذ مرة أخرى.

وفي سياق الحديث عن مشروع "تكرار مجاري الوادي" وامتعاض السكان، يقول محمود عيسى رئيس بلدية البريج "للرسالة": "هذا المشروع عن طريق مصلحة مياه الساحل بالتعاون مع المؤسسات الدولية، حيث سيتم بناء أحواض تعمل على تكرار مياه المجاري لتكون صالحة لري المزروعات وأيضا البقية تتحول إلى مواد عضوية بعد عملية التكرير لتصبح سمادا".

وأوضح عيسى، أن الأحواض ستكون مغطاة وسيتم تشغيلها بآلات حديثة، مشيراً إلى أنه تم شراء أرض مساحتها أكثر من عشرين دونما، وإعطاء التعويضات لأصحابها عن طريق الجهات المختصة، مشيراً إلى أن المشروع سيكون بمواصفات عالية وتقنيات حديثة، وذلك للحد من الروائح الكريهة والحشرات الضارة.

ووصف آلية العمل بأنها ستكون من خلال تجمع مياه المجاري في الأحواض، والعمل على إعادة تدويرها للاستفادة منها، وما يتبقى سيتم التخلص منه بطرق حديثة. وشدد عيسى، على أن بلديته مع المواطن ولن تسمح بتعرضه للمخاطر الصحية والبيئية، لافتاً إلى أن البدء بتنفيذ المشروع سيحتاج عامين على الأقل.

والجدير بالذكر أن سلطات الاحتلال أقامت في أوائل السبعينيات من القرن الماضي السدود، وحجزت المياه عن الوادي، فأصبح شبه جاف طوال العام، إلا من المياه العادمة التي يتم تصريفها إليه بشكل يومي".

البث المباشر