يشهد قطاع غزة، موسمًا ماسيا للزيت والزيتون، لم يمر على القطاع منذ سنوات طويلة، وهو ما أدى إلى انخفاض ملحوظ على الأسعار.
المزارعون والمواطنون أبدوا ارتياحاً كبيراً للكميات المتواجدة في الأسواق، والتي تحقق الاكتفاء الذاتي وتجعل الزيت والزيتون في متناول معظم الأسر الفلسطينية.
وتجدر الإشارة إلى أن موسم الزيتون يبدأ مع بداية شهر أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، فيما تكون ذروته في منتصف ذات الشهر.
** سعادة المزارعين
من جهته، أعرب المزارع أبو فادي المصدر، عن سعادته البالغة لموسم الزيتون الجاري، مؤكداً أنه يحمل بشائر كثيرة للمزارعين وللمواطنين أيضاً، لافتاً إلى أن إنتاج هذا العام سيكون أكثر وفرة من العام الماضي. وقال المصدر: "إن الأجواء المناخية والطقس جاءا في صالح أشجار الزيتون هذا العام، وهو ما تسبب في وفرة المحصول، بالإضافة إلى ظاهرة المعاومة الخاصة بأشجار الزيتون والتي يزيد فيها الإنتاج عامًا ويقل العام الذي يليه".
وأضاف: "هذا العام الإنتاج كبير جدا، وترك أثره على الأسواق، حيث إنه من المتوقع أن تنخفض أسعار الزيتون بشكل ملحوظ ويمكن أن يصل سعر "تنكة" الزيت لأقل من 100 دينار"، لافتاً إلى أنه في العام الماضي كان سعر تنكة الزيت من 100-120 ديناراً.
** كميات الإنتاج
بدورها، قالت وزارة الزرعة: "إن إنتاج الزيت وصل 3500 طن، وهي كمية قريبة من تحقيق اكتفاء ذاتي، إذ يقدر احتياج القطاع من الزيت سنوياً 3800 طن".
وينضج الزيتون السري قبل الأنواع الأخرى والذي يعتبر أفضل النوعيات في العالم، ومن ثم الشملالي ويليه K18.
ويعمل في قطاع غزة 27 معصرة زيتون، اثنتين في شمال غزة ونفس العدد في رفح، وثمانية في مدينة غزة، ومثلهن في الوسطى، وسبعة في خانيونس، وفق إحصائيات وزارة الزراعة.
وذكر المهندس محمد أبو عودة مدير البستنة الشجرية في الوزارة، أن الموسم الحالي كثيف الإنتاج وسيكفي احتياجات سكان قطاع غزة، وقال: إن قطاع غزة يشهد اكتفاء ذاتياً من الزيتون، حيث إن إنتاج هذا العام (28-30) ألف طن، وإجمالي المساحة المزروعة بالزيتون هي 38 ألف دونم منهم حوالي 27 ألف دونم مثمر و11 ألف دونم غير مثمر.
وأوضح أن قرابة سبعة آلاف طن من الزيتون يذهب للتخليل، في حين تستقبل معاصر غزة 23 ألف طن تقريباً. وبيّن أبو عودة أن نصيب الفرد الواحد في القطاع من الإنتاج، 15 كيلو، 3 كيلو للتخليل، و12 كيلو للزيت.
وأشار إلى أن القدرة التشغيلية على مستوى معاصر الزيتون حوالي (60) طنًا في الساعة، لافتاً إلى أن المزارعين ينتظرون هطول الأمطار على محصولهم للبدء بجني ثمارهم وطرحها في الأسواق وتحويلها إلى معاصر الزيت.
وتحدث الحاج أبو رامي السدرة، صاحب إحدى معاصر الزيت عن مراحل إنتاج الزيت، قائلاً: "توضع الثمار في صناديق كبيرة للوزن ثم تنقل بعد ذلك إلى جهاز إزالة الأوراق الخضراء والأتربة عن الثمرة، بعد ذلك تدخل مرحلة الغسيل لترحل بطريقة لولبية إلى جاروشة الطحن ثم إلى أحواض ماء ساخنة تعمل على تجانس الثمار بعد الطحن".
وأفاد أبو رامي أن الخليط يدخل مرحلة الطرد المركزي، حيت يتحرك التوربين بسرعة فائقة تصل إلى نحو 3500 لفة في الدقيقة الواحدة عندها يفرز الزيت عن الماء، "الجفت"، بعد ذلك يدخل الزيت إلى مرحلة الطرد المركزي مجدداً بسرعة مضاعفة لإزالة الشوائب قبل تعبئة الزيت ويكون جاهزاً.
وتجدر الإشارة إلى أن إنتاج العام المنصرم من زيت الزيتون بلغ 1800 طن فقط بسبب ظاهرة تبادل الحمل، وأخرى متعلقة بمتغيرات الطقس خاصة الموجات الحارة، التي عملت على إسقاط ثمرة الزيتون عند الحبك، وهو ما رفع من أسعار التنكة من (20-30) ديناراً.