رغم أن البعض كان يعتبره أفضل جهاز ذكي أنتج حتى الآن إلا أن شركة سامسونج للإلكترونيات أعلنت الثلاثاء أنها أوقفت إنتاج الهاتف الذكي جالاكسي نوت 7 وذلك بعد أقل من 24 ساعة من وقف المبيعات العالمية للجهاز، وقالت سامسونج في بيان لها أنها قررت وقف إنتاج ومبيعات Galaxy Note 7 من أجل سلامة عملائها أولًا وقبل كل شيء.
كما نعلم جميعًا فإن السبب الأساسي لإيقاف هاتف جالاكسي نوت 7 هو حوادث انفجار واحتراق الهاتف في أيدي المستخدمين وفي أكثر من مكان حول العالم بسبب مشاكل في بطارية الجهاز وكاد يتسبب في إحدى المرات في إحراق طائرة تابعة لشركة ساوث ويست مما تسبب في إخلاء الطائرة التي كان على متنها 75 شخصاً في مطار لويزفيل بولاية كنتاكي الأمريكية.
أطلقت سامسونج هاتف جالاكسي نوت 7 في شهر أغسطس الماضي في محاولة من الشركة لكسب مزيد من الحصة في السوق قبل أن تكشف شركة آبل عن هاتف آيفون 7 ، بمواصفات عالية أهمها شاشة بقياس 5.7 بوصة بدقة QHD وذاكرة وصول عشوائي 4 جيجابايت ومساحة تخزينية 64 جيجابايت ومعالج من نوع Snapdragon 820 رباعي النواة فضلاً عن بطارية 3500 ميللي أمبير/ ساعة.
ورغم أن المواصفات الخادعة لا تعتبر مقياساً في اعتبار هاتف ما هو الأفضل إلا أن محبي سامسونج اعتبروا أن الهاتف هو الأفضل على الإطلاق، تميز الهاتف بتصميم مريح وتحسين في القلم والكاميرا والأداء بشكل عام واعتبر الجهاز نسخة مكبرة من هاتف جالاكسي إس 7 الذي نجح في تحقيق مبيعات جيدة منذ إطلاقه.
بداية ظهور مشاكل اشتعال الجهاز: بعد إطلاق الجهاز وبدء بيعه تلقت سامسونج 92 تقريراً تفيد باشتعال بطارية الهاتف مما يؤدي لانفجار الجهاز واحتراقه بشكل كامل، في الولايات المتحدة صدر 26 تقريرا تفيد بوقوع 55 حريقا بسبب الجهاز فضلاً عن أضرار في الممتلكات، وقد تسبب الهاتف في انفجار سيارة رجل من فلوريدا مما حدا بأكبر ثلاث شركات طيران في العالم من حيث حركة المسافرين وهي الخطوط الجوية الأمريكية وخطوط دلتا الجوية والخطوط الجوية المتحدة لإلغاء سفر أي راكب يحمل هاتف جالاكسي نوت 7.
إيقاف بيع الجهاز وبداية برنامج الاستبدال: في بداية شهر سبتمبر حذرت اللجنة الأمريكية لسلامة المنتجات الاستهلاكية (CPSC) المستخدمين من استمرار استعمال هاتف جالاكسي نوت 7 وهو ما حدا بسامسونج لاستدعاء ملايين الأجهزة المباعة من السوق الأمريكي.
قامت الشركة باستدعاء 2.5 مليون وحدة من الهاتف في الولايات المتحدة فضلاً عن مليون وحدة أخرى من 10 أسواق عالمية، وقامت في سبتمبر باستبدال نصف مليون وحدة قالت إنها آمنة حيث أضافت علامة خضراء للبطارية بدلاً من العلامة البيضاء الموجودة في معظم أجهزتها.
انهيار في القيمة السوقية لسامسونج: في سبتمبر الماضي بدأت القيمة السوقية للشركة في الانخفاض فبحسب لي سيونج محلل البنك الصناعي الكوري انخفضت القيمة 14.3 مليار دولار بسبب الهاتف فضلاً عن خسائر قدرت بخمسة مليارات دولار، وقد أدى ذلك لانخفاض في قيمة أسهم سامسونج التي كانت قد عانت من تراجع كبير في السنوات الثلاث الماضية بسبب فشل الكثير من المنتجات التي أطلقتها، ورغم أن الشركة كانت قد بدأت في الاستفاقة من إخفاقات السنوات الماضية عن طريق هاتف جالاكسي إس 7 الذي حقق مبيعات جيدة وخلق زخماً هائلاً للشركة إلا أن الفشل الذريع لجالاكسي نوت 7 أطاح بالنجاح الذي حققته الشركة في الأشهر الماضية وأعاد للأذهان فشل السنوات الماضية.
عودة مشكلة الاشتعال في الأجهزة المستبدلة: في التاسع من أكتوبر الحالي بدأت تظهر مشاكل الاشتعال في الهواتف المستبدلة والتي من المفترض أن تكون آمنة، حيث تم تأجيل رحلة طيران جنوب غرب الولايات المتحدة بسبب انبعاث دخان من هواتف أحد الركاب، ورغم أن سامسونج أعلنت أن المشكلة في تقلبات درجة الحرارة وليس في الهاتف إلا أن الشركة تلقت ضربة موجعة من شركات المحمول T-Mobile وفيرزون اللتين قررتا إيقاف بيع الجهاز في انتظار نتائج التحقيقات حول اشتعال الهاتف.