نظمت بال ثينك للدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ايبرت الألمانية جلسة حوار حول "القضية الفلسطينية في السياسة الامريكية والبرامج الانتخابية الرئاسية" حيث استضافة السيد ماثيو داس Matthew Duss رئيس المؤسسة الامريكية للسلام في الشرق الأوسط من واشنطن عبر سكايب، وحضور عدد من الكتاب والمحللين السياسيين والمثقفين والاعلاميين الفلسطينيين.
وقال داس "خلال اللقاءات والاجتماعات والمراحل الأولى من الانتخابات بين الحزبين المتنافسين، كانت القضية الفلسطينية حاضرة وبقوة، لإيجاد حل مناسب يرضي الطرفيين الإسرائيلي والفلسطيني ثم لم يلبث الا أن خفيت القضية الفلسطينية في المحاورات بين هيلاري وترامب بسبب الحزب الجمهوري الذي يؤيد اسرائيل حيث يعطي ترامب ولاء وتضامن كبيرين لدولة اسرائيل حيث اعتبر انها لا تحتل فلسطين وتراجع الدعم لحل الدولتين ولم يدعموا الموقف الفلسطيني أبدا بينما الحزب الديمقراطي كان على عكس ذلك حيث يدعم القضية الفلسطينية اضافة الى ان من حق الفلسطينيين التمتع بحقوقهم".
وتابع داس حديثه "ان هناك تغييرات بسيطة في السياسة الخارجية الأمريكية اتجاه القضية الفلسطينية، لكن هذا التغير يجب أن يستثمر من قبل الفلسطينيين بشكل إيجابي، ويجب أن يتواصلوا مع أمريكا ويمارسوا سياسية الضغط عليها".
كما وتطرق بالحديث عن اللوبي اليهودي مدلياً بأنه له انخراط كبير في المجتمع الأمريكي، حيث يشكل تأثيراً قوياً على قرارات الحكومة الأمريكية، بعكس اللوبي الفلسطيني الذي يفتقد ذلك ولا يستطيع أن يؤثر على أي من القرارات الأمريكية الا أن حركة السلام العام تكسب أهمية أكثر في نفس الوقت.
وأشار السيد داس إلى أنه في حال فوز الحزب الديمقراطي بقيادة هيلاري كلينتون، فإنه لن يتغير كثيراً في سياسة أمريكا اتجاه القضية الفلسطينية، حيث أن السياسة الخارجية ستكون مشابهه لسياسية الرئيس الأمريكي باراك أوباما وسيكون اختلاف ايجابي في ذلك وليس جوهري.
أما بالنسبة للسياسة الخارجية تحدث داس أنه من الصعب التنبؤ بأي شيء يمكن أن يفعله ترامب علماً بأنه لا يحترم السياسة الخارجية لأمريكا مثل الناتو (المجتمع الدولي)، مركزا على مصالح أمريكا فوق كل شيء، اما بالنسبة لهيلاري فهي ضمن منظومة المجتمع الدولي حيث تحترم حلفائها وتجيد التعامل بالسياسة الخارجية لأمريكا حيث تسير على نهج اوباما.
وأوضح السيد داس أنه في حال فوز هيلاري كلينتون بالرئاسة ستتدخل وبشكل كبير في حل قضية اللاجئين السوريين وهذه أزمة خطيرة لم تطرح في عهد أوباما، بعكس ترامب الذي سيركز على سياسية أمريكا الداخلية.
ودار خلال الورشة نقاش وحوار عميق بين الكتاب والمثقفين الفلسطينيين وقاموا بطرح العديد من الاسئلة التي تركزت حول استغلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح القضية الفلسطينية، وشكر الحضور مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية التي تسعى لتعزيز الحوار والنقاش حول القضايا التي تعيد الانتباه للقضية الفلسطينية، وتطرح أهم المشاكل التي تواجه الشعب الفلسطيني بطريقة معمقة مستقلة، متمنين أن يتم ابراز القضية الفلسطينية ضمن الاولويات في السياسات الأمريكية.