قائمة الموقع

حصار غزة يتصدع و"سلطة فتح" تبحث عن قارب نجاة

2010-06-10T14:18:00+03:00

الرسالة نت - رامي خريس                    

أضحى حصار غزة يسبب صداعاً مزمناً للولايات المتحدة التي على ما يبدو لديها المزيد من البرامج على أجندة إدارتها الحالية ولا تريد أن تعيقها التداعيات المستمرة لمحاولات كسر الحصار التي يقوم بها نشطاء دوليون عن الشروع في تنفيذ برامجها ، وكما الولايات المتحدة فإن حكومة الاحتلال، حسب اغلب التحليلات، أصبحت غير معنية بتشديد قبضتها على غزة وترى أن الأفضل لها أن تفك قيود غزة فالسلسلة التي تقيد بها القطاع والمربوطة بمعصمها تزيد من ضغطها كلما شدت غزة نفسها بعيداً نحو الحرية .

فغزة التي دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق اريئيل شارون لسحب قواته منها وهدم المستوطنات الإسرائيلية على أرضها ، في سبيل التخلص من أعباء احتلالها، يبدو أنها ستدفع حكومة بنيامين نتنياهو للتخلص من تبعات حصارها مع البحث عن وسيلة لإتمام صفقة تبادل الأسرى التي ربطتها (إسرائيل) بموضوع الحصار أو ربطت الحصار بإتمامها وفق ما كانت تريد.

مفارقة

والمفارقة العجيبة أن من يريد إبقاء الحصار ويرى مصلحته فيه هو فلسطيني الهوية، فسلطة فتح ورئيسها محمود عباس يدركون أن إنهاء الحصار كلياً عن غزة يشكل انتصاراً لحركة حماس ويعطيها المجال والفرصة لأن تتحرك أكثر وتأخذ دورها في إدارة قطاع غزة في ظروف جيدة ، وهو ما قد يؤدي إلى فقدان سلطة فتح وسيلة ضغط كبيرة على حماس وحكومتها في غزة بل وقد يكشف هذا سوءة عباس في الضفة الغربية لاسيما بعدما يرى الفلسطينيون أن الصمود لا بد أن يحصد النتيجة في النهاية.

وبحسب هذه المعطيات فإن التحليلات تشير إلى أن عباس طار إلى واشنطن ليطرح على الإدارة الأمريكية مخاوفه من إنهاء الحصار أو إفراغه من مضمونه إذا جرى تخفيفه إلى حد كبير ، وبحسب بعض الأخبار فإنه طالبها بأن تكون أي عملية لتخفيف الحصار أو إنهاؤه بتنسيق مع سلطته بحيث يكون لها دور في الترتيبات الجديدة لإدارة معبر رفح أو أي عملية لتحرك الأفراد أو البضائع.

وللتعاطي الايجابي معه يحاول عباس أن يقول للولايات المتحدة أن أي عملية تؤدي إلى تقوية حماس بما فيها فك الحصار فإن هذا سيضعف سلطته في الضفة وقد لا تقوى على التعاون الأمني وحماية امن الاحتلال.

وبعيداً عن طرح عباس هذا فإن هناك خيار آخر قد يسلكه يتمثل في سلوك طريق المصالحة قبل إنهاء الحصار، وقد يحاول أيضاً إقناع الإدارة الأمريكية بأن تخفف شروطها التي تفرضها عليه لإتمام موضوع المصالحة.

وكل ما سبق من تحركات غير مستبعد وروده لكن مع ذلك قد تترك (إسرائيل) غزة وأهلها بدون أن تنظر إلى الخلف كما فعلت أثناء انسحابها من الجنوب اللبناني في عهد باراك وتركت (جيش لحد) يواجه مصيره.

(إسرائيل) التي بدأت تشعر أن حصار القطاع أصبح مكلفاً وعبئا قد تفك ارتباطها به كلياً كما فعلت أثناء انسحابها من غزة في عهد شارون بدون أي ترتيبات مع سلطة فتح.

حرج القاهرة

أما القاهرة فيبدو أنها هي الأخرى في موقف لا يقل حرجاً عن موقف عباس فقد تضطر إلى فتح معبر رفح بشكل دائم –وليس للحالات الإنسانية فقط- وذلك بضغط دولي كما أقفلته قبل ذلك بطلب أمريكي على ما يبدو ولكنها لا تزال تقول أنها ترى في الطرف الآخر على المعبر أي الحكومة الفلسطينية غير شرعية كما صرح المتحدث باسم وزارة خارجيتها حسام زكي والدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب الذي قال ان الجانب الآخر من المعبر ليس تحت سيطرة السلطة الرسمية وادعى أن هناك مشكلة أمنية حقيقية بالنسبة للقاهرة فيما يتعلق بمعبر رفح، وأنه لا يجب أبدا لوم مصر بشأن الربط بين معبر رفح والحصار الإسرائيلي على قطاع غزة وقال إنه يرى أنه لا مانع أبدا في أن يكون المعبر تحت الرقابة الدولية، موضحا أنه يمكن للأوروبيين أن يتقدموا بمبادرة ولعب دور مهم في هذا المجال.

وأشار إلى أن القاهرة ليست طرفاً في اتفاقية المعابر والتي وقعها الاتحاد الأوروبي مع السلطة الوطنية، وأطراف أخرى.

إذن السلطات المصرية ومع حرجها بدأت تتنصل من (بروتوكول تشغيل المعبر) الذي وقعه محمد دحلان مع الإسرائيليين وقد تستمر بفتحه بل ويمكنها ان تخفف من إجراءات أمنها لتسمح بالحركة لقطاع اكبر من الفلسطينيين عبره مع وجود مراقبة أوروبية ،وبذلك تخفف من الحرج الذي وضعت نفسها فيه وتبقى سلطة عباس وحدها في ورطة.

اخبار ذات صلة