غزة- الرسالة نت
دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما إسرائيل الأربعاء للمساعدة في تخفيف القيود على وصول المعونات الإنسانية إلى غزة عقب مداهمة قافلة معونات أسفرت عن سقوط قتلى وتعهد أوباما بتقديم معونة بقيمة 400 مليون دولار للفلسطينيين.
واستضاف أوباما الرئيس الفلسطيني محمود عباس في البيت الأبيض الأربعاء ووصف الوضع في قطاع غزة المحاصر بأنه "لا يمكن أن يستمر" ودعا إسرائيل إلى العمل مع جميع الأطراف من أجل إيجاد حل.
ولكن أوباما الذي تبنى نهجاً حذراً لم ينضم إلى الإدانة الدولية الواسعة لإسرائيل بسبب مهاجمة قافلة المعونة ولم يدعم مطلب عباس برفع الحصار عن غزة.
وقال أوباما للصحفيين بينما كان عباس يقف بجانبه في المكتب البيضاوي "الوضع الراهن الذي نواجهه غير مستقر منذ زمن بعيد".
كما دعا إسرائيل والفلسطينيين إلى بذل مزيد من الجهد من أجل المضي قدماً في المفاوضات غير المباشرة التي تتوسط فيها الولايات المتحدة وذلك في إطار سعيه لاحتواء تداعيات مهاجمة قافلة المعونة.
وتأتي زيارة عباس وسط رد فعل دولي غاضب من إسرائيل حليف واشنطن الوثيق بعد اعتلاء قواتها سفينة المساعدات التركية مافي مرمرة التي كانت متجهة إلى قطاع غزة الذي تحكمه حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في مايو/أيار الماضي ومقتل تسعة نشطين مؤيدين للفلسطينيين عليها.
وحث عباس أوباما الذي كان أكثر ترويا في رده على الهجوم على الأسطول من المجتمع الدولي الأوسع على اتخاذ موقف أكثر تشددا مع إسرائيل.
وقال عباس "نرى أن هناك حاجة لرفع الحصار الإسرائيلي عن الشعب الفلسطيني".
وأبدى أوباما تعاطفه مع محنة الفلسطينية في القطاع ولكنه أصر على أن أي حل ينبغي أن يلبي احتياجات إسرائيل الأمنية.
وتقول إسرائيل أن الحصار المفروض منذ أكثر من ثلاثة أعوام يلزم في منع تهريب الأسلحة إلى حماس.ويصف الفلسطينيون الحصار بأنه عقاب جماعي.
وقال أوباما "ينبغي أن تكون هناك وسائل للتركيز فقط على شحنات السلاح بدلا من التركيز بشكل عام على وقف كل شيء..ومن ثم البدء بالتدريج بالسماح بمرور الأشياء إلى غزة"، مضيفاً أن إدارته بدأت مناقشات صارمة مع إسرائيل في هذه القضية.
ولا يوجد مؤشر على حدوث انفراجة جراء محادثات عباس مع أوباما ولكن الرئيس الأميركي لم يرسل نظيره الفلسطيني إلى بلاده خاوي الوفاض.
فقد أعلن أوباما عن معونة تنمية اقتصادية جديدة للضفة الغربية وقطاع غزة بقيمة 400 مليون دولار.
وأي دفعة مالياً لغزة لا بد أن تكون مقيدة بشروط تبقيها بعيدة عن أيدي حماس المدرجة على قائمة الإرهاب الأميركية.
وفي السنوات الأخيرة كان أغلب المساعدات الأميركية للفلسطينيين ترسل إلى الضفة الغربية التي تسيطر عليها حركة فتح بزعامة عباس أو ينقل إلى غزة عبر منظمات دولية.
وتعهدت واشنطن بتقديم 900 مليون دولار للفلسطينيين في مؤتمر للجهات المانحة في 2009.
وفي إشارة إلى رغبة الولايات المتحدة لتعزيز موقف عباس أمام شعبه سمح للصحفيين بدخول المكتب البيضاوي لمقابلة الزعيمين معا, وكانت التغطية الصحفية ممنوعة خلال زيارة متوترة في نوفمبر/تشرين الثاني لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو ما وصفته وسائل إعلام إسرائيلية على نطاق واسع بأنه ازدراء.
وأبدى أوباما تأييده لإجراء تحقيق "موثوق منه" لحادث القافلة قائلا أن من المهم "إخراج الحقائق إلى العلن".
ولكنه لم يتطرق للدعوات بإجراء تحقيق دولي مستقل, وأصرت إسرائيل على إجراء تحقيق بنفسها على أن يلعب خبراء أو مراقبون أجانب دورا.
وعلى الرغم من التوترات المتصاعدة في المنطقة تأمل إدارة أوباما أن تبقي على المحادثات غير المباشرة التي ترعاها الولايات المتحدة والتي لم تحقق تقدما يذكر منذ أن بدأت في أوائل مايو/ايار.
ويأمل أوباما في دفع الطرفين نحو الدخول في محادثات مباشرة.
وزادت دبلوماسية أوباما في الشرق الأوسط - التي تمثل عنصراً محورياً في تقربه إلى العالم الإسلامي - تعقدا بعد مهاجمة إسرائيل لقافلة المساعدات المتجهة إلى غزة.
وعقد الاجتماع بين عباس وأوباها بعد أسبوع من إلغاء نتنياهو محادثات في واشنطن وعودته مسرعاً إلى الدولة اليهودية للتعامل مع الأزمة التي سببها الهجوم على القافلة.
ووصفت زيارة نتنياهو بأنها محاولة لرأب الصدع لتجاوز الخلافات المتعلقة ببناء المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة.
وليس هناك متسع أمام أوباما للمناورة في الوقت الذي تقترب فيه انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر/تشرين الثاني ولا بد أن يضع في اعتباره أن إسرائيل تحظى بشعبية بين المشرعين والناخبين الأميركيين.
ووصل عباس إلى الولايات المتحدة قادما من تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي والتي أدانت الممارسات الإسرائيلية وخفضت علاقاتها معها, ووصف عباس الهجوم بأنه "مذبحة".
وقالت إسرائيل ان قوات الكوماندوس التابعة لها كانت تدافع عن نفسها عندما تعرضت للهجوم لدى اعتلائها السفينة مرمرة
المصدر: وكالة ميلاد