قائمة الموقع

مراقبون يشككون برواية المخابرات حول "خلية نابلس"

2016-10-27T05:55:53+03:00
فايز أيوب الشيخ

كشف جهاز المخابرات التابع لرئيس السلطة محمود عباس، أن مخابرات نابلس ألقت القبض على خلية أمنية تتبع حركة فتح مكونة من أربعة أشخاص، ثلاثة ينتمون للأجهزة الأمنية، ورابع ناشط فتحاوي، كانوا يخططون لاغتيال مسؤولين وقادة من حركة فتح.

وقال جهاز المخابرات في تصريح صحفي، نشر على الفيس بوك: "إن من بين المتورطين عميد في جهاز الأمن الوطني، ومواطن مدني وجميعهم من مدينة نابلس"، مشيراً إلى أنه تم القبض عليهم قبل نحو شهرين.

وأضاف البيان، أن المتهمين كانوا يخططون لاغتيال عدد من الشخصيات والقيادات الوطنية والسياسية الفلسطينية في مدينة نابلس، أبرزهم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير غسان الشكعة، والنائب في المجلس التشريعي عن حركة فتح جمال الطيراوي، وأمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول.

صراعات داخلية

ولم يشأ الشكعة باعتباره أحد المستهدفين في قائمة الاغتيالات، أن يدلي بأية معلومة تؤكد ما جاء في بيان مخابرات السلطة، واكتفى في حديثه لـ"الرسالة" بالتعبير عن استيائه من حالة الفلتان الأمني والفوضى الحاصلة في الضفة الغربية. وأضاف "علينا انتظار التحقيقات التي تجري على أعلى المستويات لمعرفة كافة التفاصيل".

وكان مسلحون مجهولون أطلقوا النار في الأول من تموز/يوليو على منزل الشكعة من دون إصابة أحد من أفراد المنزل رغم أن الشكعة كان داخله، ما تسبب بتحطم زجاج المنزل بصورة كبيرة وإلحاق أضرار كبيرة به.

ويرى اللواء متقاعد يوسف الشرقاوي، أن الكشف عن خلية يحتاج بهذا الحجم إلى جهة مستقلة أو محايدة شجاعة تكون مهمتها إثبات صحة هذه الرواية من عدمها، متوقعاً أن يكون الإعلان عن هذه الخلية نابعاً من حب الظهور لدى هذا الجهاز الأمني على حساب الأجهزة الأخرى، في إشارة إلى جهاز المخابرات.

وأضاف الشرقاوي في حديثه لـ"الرسالة"، أن هناك من هم داخل الأجهزة الأمنية يختلقون الحكايات وينسجون البطولات لتحقيق مآرب خاصة، مشيراً إلى أن روايات الأجهزة الأمنية ليست مقدسة حتى يتم التسليم بها.

ويأتي تشكيك الشرقاوي في رواية جهاز المخابرات من باب أن ذلك يدخل في إطار الصراعات الداخلية بين أجهزة السلطة من جهة وبين تيارات فتح المتحاربة من جهة أخرى، لافتاً إلى أن "هكذا صراعات تغلب عليها البروبغندا والاحتمالات فيها مفتوحة، لأن الكل فقد مصداقيته والكل يريد أن يقدم روايته التي يريدها".

وقال الشرقاوي "يجب احترام عقول البشر وعدم تصدير أي رواية إلا بعد التحقيق(..) أعتقد أنها عمل إعلامي طالما تفتقد إلى التحقيق والإعلان عن التفاصيل"، مضيفاً "أي سلطة لا تحترم الشعب يجب عليها المغادرة، فمقياس السلطة احترام الشعب".

وهاجم الشرقاوي القضاء التابع للسلطة في الضفة قائلاً "ليس لدينا قضاء مستقل يمكن الركون لأحكامه"، محذراً في الوقت ذاته "إذا لم يكن هناك قضاء مستقل فالساحة مفتوحة للمتنفذين لفعل أي شيء والخروج بأية روايات تبيح لهم صنيعهم".

فلتان يتمدد

من ناحيته أخرى، توقع الكاتب والمحلل السياسي عبد الستار قاسم،  أن تنفلت الأمور الأمنية في الضفة الغربية لما هو أبعد من الحاصل الآن، مشيراً إلى أن "المتنفذين في السلطة  وأجهزتها كُثر والناس لهم ثارات كثيرة عليهم".

وأرجع قاسم لـ"الرسالة" الغضب الكبير للشارع الفلسطيني على المتنفذين في السلطة إلى كم الجرائم التي اقترفوها بحق المواطنين، منوهاً إلى أنه شخصياً كان أحد الذين تم الاعتداء والتحريض عليهم من قبل هؤلاء المتنفذين.

يذكر أن قاسم تعرض لمحاولات اغتيال سابقة أُطلق خلالها النار عليه، وأُحرقت سيارته، إلى جانب اعتداءات عديدة تعرض لها طيلة السنوات الماضية، وذلك في ضوء مواقفه المعارِضة للسلطة وأجهزتها الأمنية بالضفة.

وشدد قاسم على أن السلطة غير جادة في ملاحقة المنفلتين أمنياً، بل هي التي صنعتهم وناصرتهم في المدن والقرى من أجل الإساءة للمواطنين، مرجحاً أن يكون اعتقال الخلية جاء فقط لاستهدافها من هم داخل السلطة، في حين أنه لو كان المستهدفون من خارجها لكان الوضع مختلفاً.

ورجح قاسم أن يكون الإعلان عن اعتقال الخلية يدخل ضمن الصراعات الداخلية في السلطة، لأن "كل جهاز يحاول أن يثبت نفسه أنه سيد البلاد، في حين أنهم خربوا البلاد والعباد بسبب هذه الممارسات"، وفق تعبيره.

ومن وجهة نظر قاسم، بأن الأوضاع الأمنية في المدن والقرى لن تستقر، حيث لم يتم وضع حل جذري للفلتان الأمني، معتبراً أن ما وصفه "الفلتان المتمدد" ينضوي على كثير من السلاح وكثير من الصراعات الداخلية التي يمكن أن تتفجر في أي لحظة.

يشار إلى أن نابلس وجنين وطولكرم من أكثر المناطق التي تشهد اشتباكات مع قوات أمن السلطة التي ترى فيها محاولات للتمرد، حيث إن معظم المسلحين الذين يقطنون هذه المخيمات ويعربدون فيها هم من عناصر حركة فتح والأجهزة الأمنية المفصولين والغاضبين على السلطة، لذا تحاول الأخيرة باستمرار السيطرة عليهم.

اخبار ذات صلة