عقدت مجموعة "جسور" الشبابية التابعة لمجلس العلاقات الدولية جلسة نقاش في كتاب "القوة الناعمة" للمفكر الإستراتيجي الأمريكي جوزيف س ناي، والذي يتحدث عن أنواع القوة والطبيعة المتغيرة للقوة، ومصادر القوة الامريكية الناعمة، وقوة الآخرين الناعمة، والبراعة في استخدام القوة الناعمة، وسياسة أمريكا الخارجية.
وشارك في الجلسة اليوم الخميس رئيس المجلس د. باسم نعيم وعضو مجلس الادارة ا. ناجي البطة ومجموعة من أعضاء "جسور"، الذين استعرضوا فصول الكتاب الخمسة، مستشهدين بأمثلة واقعية حديثة لاستخدام دول مثل إيران وقطر والنرويج للقوة الناعمة كوسيلة في بناء العلاقات الدولية.
وأكد نعيم أن الفلسطينيين هم أحوج ما يكون لاستخدام هذا النوع من القوة والتعمق فيها، في ظل موازين القوة الصلبة المختله لصالح العدو، للخروج بأفكار وآراء تخدم قضيتنا الفلسطينية على المستوى الدولي، مشدداً على ضرورة اهتمام الشباب بهذه المفاهيم المهمة واسقاطها على الحالة الفلسطينية والبحث عن طرق الاستفادة منها كفلسطينيين.
واستعرض المشاركون في الفصل الأول، مفهوم القوة والفرق بين القوة الصلبة والقوة الناعمة، ونماذج من التاريخ الأمريكي على استخدام القوة الناعمة في جذب الآخرين لتنفيذ مصالحها السياسية.
أما الفصل الثاني من الكتاب الذي يتحدث عن عوامل ومصادر القوة الناعمة الأمريكية، وأهمية تناغم سياسات الدولة مع القوة الناعمة في إشارة لانحدار مستوى القوة الناعمة الأمريكية بعد الحرب على العراق، فيما يتحدث الفصل الثالث عن قوى الآخرين الناعمة مثل الاتحاد السوفييتي ودول شرق آسيا وألمانيا وبريطانيا.
ويشرح "ناي" في الفصل الرابع خصائص القوة الناعمة وسبب الحاجة إليها والبراعة في استخدامها، عبر ضرب امثلة لاستخدام القوة الناعمة في تحقيق مصالح معينة من مختلف دول العالم، أما الفصل الخامس فيتحدث عن القوة الناعمة كأداة في السياسة الخارجية الأمريكية خاصة فيما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وفي نهاية اللقاء دار نقاش معمق بين الحضور حول أهم التحديات التي نواجهها كفلسطينيين في هذا المجال، وعلى رأسها إستثمار العدو لكثير من المال والرجال في هذه الساحة، بالتزامن مع ضعف الأداء الفلسطيني وخاصة الرسمي، رغم توفر المصادر.
يذكر أن الكاتب "جوزيف ناي" هو أستاذ العلوم السياسية بجامعة "هارفارد" وتقلد عدة مناصب أمنية وسياسية، ويقع كتابه في حوالي 250 صفحة موزعة على خمسة فصول.
وتأتي هذه الجلسة ضمن سلسلة لقاءات دورية تعقدها مجموعة "جسور" الشبابية التابعة لمجلس العلاقات الدولية، يتم خلالها مناقشة العديد من الكتب في المجالات المختلفة، ما يساهم في تعزيز الثقافة في مجال العلاقات الدولية لدى الشباب وربطها بما يخدم القضية الفلسطينية.