غزة – الرسالة نت ووكالات
عقد الاتحاد العام للفنانين العرب، مساء الخميس 10-5-2010، اجتماعه الاستثنائي في مدينة غزة، وذلك إثر وصول وفده الذي ضم ما يقرب من ستة عشر فناناً، من مختلف الدول العربية من بينها مصر وسوريا ولبنان والكويت والسعودية واليمن، إلى أراضي قطاع غزة.
وتعد هذه الزيارة الثانية للاتحاد إلى القطاع، وذلك في رسالة تضامنية واضحة لكسر الحصار السياسي والثقافي عن غزة.
وكرم الوفد الزائر رئيس الحكومة الفلسطينية بغزة إسماعيل هنية، في مقر رئاسة الوزراء بمدينة غزة، ومنحه شهادة "براءة تقدير" لما "بذله ويبذله من جهود كمناضل في توحيد الصف الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة"، حسبما ورد في الشهادة المذكورة، ليقوم رئيس الوزراء بدوره بتكريم أفراد الوفد والاحتفاء بهم.
وأعرب هنية عن سعادته واعتزازه الكبيرين بزيارتهم لغزة، والتي تأتي في ظل تطورات ضخمة تمر بها المنطقة بكاملها وعلى رأسها الجريمة التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي بحق أسطول الحرية أواخر الشهر الماضي، حيث قتل وأصاب العشرات من أفراده.
وأضاف قائلاً: "لقد ظن الاحتلال أنه بجريمته تلك سيقمع حركة التضامن مع غزة، وسيستمر في سياساته القمعية بحق أبناء شعبنا سواء أكان ذلك في الضفة الغربية المحتلة أو غزة، إلا أن الانتفاضة العارمة التي عمت مختلف مناطق العالم، بما في ذلك العالمان العربي والإسلامي بمختلف مكوناتهما، والزيارات المتتالية إلى غزة دلت على أن مخططاتهما قد باءت بالفشل".
وتابع هنية بالقول: "يظن البعض بأن فئة الفنانين تهتم بشأن الفن وحده، إلا أن زيارات الإخوة الفنانين العرب لغزة دلت وبشكل واضح لا يقبل التأويل على أن الفنان العربي يعيش هموم قضاياه العربية ومن بينها حصار غزة ومحاولة عزل فلسطين بكاملها عن محيطها العربي والإسلامي، ومن هنا فإننا ننظر بكل احترام إلى زيارتكم".
وأشار هنية إلى أن الاحتلال الإسرائيلي اعتاد على "طي جرائمه في غياهب النسيان، مراهناً على انشغال الشعوب العربية بقضاياها الداخلية، إلا أن هذا الاعتقاد تحطم بفعل حركة التضامن المستمرة مع الشعب الفلسطيني، مشددا على ضرورة تحقيق مطلب واحد هو "كسر الحصار عن غزة بشكل كامل ونهائي، وليس محاولة إدارته أو شرعنته مثلما تحاول الإدارة الأمريكية فعله الآن".
وأكمل هنية بالقول: "إن غزة بحاجة للحرية تماما قدر حاجتها للمساعدات الإغاثية، كي تكون جزءا حرا أسوة بوطننا العربي الكبير، ولتكون الخطوة الأولى في طريق تحرير وطننا الأكبر فلسطين وعاصمته القدس. وأؤكد هنا على أننا لا نواجه المخططات الإسرائيلية وحدنا، بل معتمدين على الله ثم على إخوتنا العرب والمسلمين وغيرهم من أحرار العالم".
خطوة شجاعة
من جهته، أكد وزير الثقافة، أسامة العيسوي على أن ما قام به الاتحاد "خطوة شجاعة تستحق كل التبجيل"، وذلك بقراره عقد مؤتمره في غزة، آملا أن يخرج المؤتمر بتوصيات لحضور الفنانين العرب إلى القطاع المحاصر، ولإنتاج أفلام وثائقية وروائية وأناشيد ومسرحيات تنقل هموم غزة إلى الشارع العربي، وتوصل الصورة المؤلمة لمعاناة الغزيين إلى مختلف طبقات المجتمعات العربية.
بدوره، ألقى رئيس اتحاد الفنانين العرب ونقيب الفنانين المصريين، أشرف زكي كلمة تلقائية مقتضبة عبر من خلالها عن سعادته بوجوده على "أرض العزة والرباط والمقاومة"، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية سيطرت على هموم معظم الفنانين الحاضرين حتى منذ أن كانوا طلابا بالجامعات.
وأكمل: " لقد جئت لأقدم أي شيء مهما كان بسيطا لهذه الأرض العظيمة، ولتكون هذه الزيارة بداية لتصحيح مسارنا نحو حركة فنية عربية لمناصرة الشعب الفلسطيني، وللتعبير عن مطالبتنا المستمرة بفك الحصار عن غزة".
أما الأمين العام لاتحاد الفنانين العرب، ونقيب الفنانين السوريين، أسعد ديب، فلم يخف فرحته بوصوله إلى غزة بعد عناء السفر الطويل وشوقه الشديد لتحقيق وعد الاتحاد بعقد مؤتمره على أرض القطاع.
وأضاف: "لقد حمَّلني إخواني فناني سوريا رسالة وهي أن ثقافة المقاومة ستكرس في أعمالنا مثلما غرست في قلوبنا، فقد غرست هذه الثقافة عميقا في نفوسنا من خلال إنجازات المقاومين الباهرة في قطاع غزة وقبلها في جنوب لبنان، وسنحاول تعزيز هذه الثقافة الجديدة ورعايتها من خلال إنجازاتنا الفنية كي تبقى حية في الوجدان العربي".