بات الدولار في وضع أقوى مقابل الشيقل (الإسرائيلي)، بعد موجة الانخفاضات التي شهدتها العملة الأمريكية مؤخراً مقابل العملات الأخرى بما فيها الشيقل.
وتزداد التكهنات برفع الفدرالي لأسعار الفائدة في ديسمبر/ كانون الثاني المقبل، وهو ما يعطي الدولار قوة أكبر مقابل العملات الأخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن الاقتصاد الفلسطيني يعاني أساسًا من عدم وجود عملة فلسطينية ويتعامل الفلسطينيون بثلاث عملات رئيسة (شيكل، دولار، دينار) ما يفقد العملة كثيرًا من قيمتها بسبب التغيرات في العملات السابقة.
توقعات بالارتفاع
ومن المتوقع أن يواصل الدولار ارتفاعه في الأسواق العالمية خلال الفترة المقبلة، مع ازدياد التوقعات أن يرفع البنك الفدرالي الأمريكي سعر الفائدة في ديسمبر المقبل.
ففي التعاملات الصباحية أمس الأربعاء، ارتفع الشيقل بنسبة 0.26? مقابل الدولار عن معدل التمثيل أول أمس الثلاثاء، عند 3.841 شيقل لكل دولار، وارتفع بنسبة 0.02? مقابل اليورو عند 4.188 يورو مقابل الشيقل.
ووفق تقديرات بنك (إسرائيل)؛ لا يزال سعر صرف الشيكل مقابل الدولار ثابتًا حول مستوى 3.84 دولار، على خلفية قوة الدولار على الأسواق العالمية.
كما لا يزال مؤشر الدولار "ذا زخم إيجابي"، حيث تشير توقعات النمو أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سوف يرفع سعر الفائدة في ديسمبر كانون الأول. ووصلت احتمالات المستثمرين لرفع الفائدة في ديسمبر إلى معدل 78%، وهي النسبة الأعلى التي تجعل من رفع الفائدة أمراً قريباً.
تأثير ارتفاع الدولار
ومن جهته؛ قال أستاذ الاقتصاد الدكتور معين رجب: "إن ارتفاع أسعار السلع في السوق الفلسطينية مرتبط بأمرين: الأول سلع إنتاجية محلية خاماتها غير مستوردة من الخارج وبالتالي لا علاقة لها بالدولار وهذه لن تتأثر أسعارها بسعر صرف العملة الخضراء".
وأضاف أن الأمر الثاني وهو سلع مستوردة يشتريها التجار بالدولار فهذا ينطبق على الواردات من السلع الأمريكية التي إذا تم استيراد أصناف مختلفة منها سواء كانت مواد غذائية أو ألبسة أو غير ذلك، ففي هذه الحالة وفي ظل ارتفاع أسعار صرف الدولار فسيلجأ التاجر إلى زيادة التكلفة المرتبطة بالشيكل على المستهلك المحلي.
وبيّن رجب أن هذه الزيادة انعكست على أسعار السلع المستوردة بالدولار ومن ثم بيعها للمواطنين في غزة بالشيكل فحينها سيكون المستورد "التاجر" مخيّرًا بين أن يتحمل هذا الفرق ويكون تأثير ذلك قليلًا عليه أو أنه مضطر بأن يرفع السعر لتعويض الفارق لأن التكلفة زادت عنده.
ونوّه إلى أن التاجر إذا شعر أن المشتري تأثر بارتفاع السعر فإنه سيضطر أن يحدد السلعة عند سعر معين، أما إذا شعر أن المستهلك بإمكانه أن يتحمل فقد يرفع السعر. ووفق رجب فإن ارتفاع سعر صرف الدولار جاء نتيجة تحسن نسبي في الاقتصاد الأمريكي.
بدوره، أبقى بنك (إسرائيل) سعر الفائدة عند 0.1? للشهر التاسع عشر على التوالي بداية الشهر الحالي، ورفع البنك توقعاته للنمو بعد أن أشارت بيانات حديثة أن الاقتصاد قد يتوسع بشكل أسرع مما كان يعتقد سابقا.
وكان 12 اقتصاديًا استطلعت "رويترز" آراءهم توقعوا أي تغيير من البنك المركزي، حتى أواخر عام 2017. بدوره، قال محافظ بنك (إسرائيل) كارنيت فلوغ: "إن هناك تحسنا ملحوظا في الاقتصاد الحقيقي، فقد تلقينا دفعة من البيانات على مدى الأشهر الثلاثة الماضية".
وأوضح أن البنك المركزي رفع تقديرات نموه في 2016 إلى 2.8% من 2.4% وتوقعات 2017 إلى 3.1% من 2.9%.
التوقعات السابقة من النمو من شأنها أن تعطي دفعة للشيقل وقوة أكبر، إلا أنه في حال بقاء توقعات رفع الفائدة في ديسمبر فذلك من شأنه إعطاء قوة للدولار تطغى على قوة الشيقل.
وكان الاقتصاد (الإسرائيلي) قد نما في الربع الثاني من العام الجاري 4% وهو ما عزز الشيقل خلال الأسابيع الماضية.