أكدّ ياسر عبد ربه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن تحقيق المصالحة هي أولوية يجب أن تتقدم الملفات والمهام الأخرى، بما في ذلك انعقاد مؤتمر فتح السابع، مشيرا في الوقت ذاته الى ان المجلس الوطني للمنظمة وفق ترتيبه القديم غير قادر على تأدية مهمة انقاذ الوطن.
ودعا عبد ربه في حوار خاص بـ"الرسالة نت"، الاثنين، إلى عقد مؤتمر وطني شامل تشارك فيه كل القوى الفلسطينية بما فيها حركتي حماس والجهاد، من أجل إيجاد مخرج من مأزق القضية الفلسطينية الراهن.
وقال :" الأولوية هي تحقيق المصالحة الوطنية، والبحث عن انقاذ المشروع الوطني والتوافق على خطة سياسية تنقذ المشروع الوطني الراهن، والعمل على احياء دور منظمة التحرير، والتوافق على خطة سياسية وبرامجية واحدة.
وتابع عبد ربه " مؤتمر فتح لا يخص الحركة وحدها وليس مجرد شأنا داخليا، وانما هو خطوة سيترك أثرها على مجمل الوضع الوطني سلبا او إيجابا".
المجلس الوطني بترتيبه القديم لا يؤدي مهمة انقاذ الوطن
ورأى " أنّ مهمة البحث عن الخروج من المأزق الراهن ليس من اختصاص جهة او فرد او مؤسسة بعينها، انما هي حق ومسؤولية الجميع"، مطالبا بعقد لقاء وطني واسع بدون شروط وقيود.
واعتبر عبد ربه ان البحث عن خليفة لرئيس السلطة محمود عباس، "نوع من الترف"، " لأن " القضية برمتها في تدهور وتراجع، والوضع برمته في مأزق شديد".
وردًا على سؤال إن كان عقد المجلس الوطني يغني عن اللقاء الوطني، أجاب عبد ربه " الاجتماع الوطني يجب أن يضم كل القوى بما فيها حماس والجهاد وجميع التيارات والعديد من الشخصيات الفاعلة، والمجلس الوطني بترتيبه القديم لا يمكن ان يؤدي مهمة انقاذ وطني ".
مبادرة شلح مهمة وتبحث عن حل للازمة الفلسطينية
وكان رئيس السلطة محمود عباس، دعا لعقد اجتماع للمجلس الوطني نهاية العام الجاري.
اتهامه بالتآمر
و بشأن اتهامه بالارتباط بدحلان واعتباره جزء من مخطط رامي لخلافة عباس، قال" كل ما يقال عن عمل تحت الطاولة او هناك تواطؤ مع جهة ما ضد آخر، هو نتاج عن خيال مريض وفاسد مسؤول عن دمار الحالة الراهنة"، وتساءل بتهكم" الاستيطان والاحتلال الا يعتبران مؤامرة يجب أن نعطيها الأولوية في المواجهة والتصدي؟".
ورفض عبد ربه اتهامه بالضلوع في مؤامرة ضد السلطة، قائلا " أحد مظاهر التردي والازمة في ساحتنا هي التراشق بالتهم والادعاء بان هناك مؤامرات داخلية وان هناك من هو ضالع فيها"، معتبرًا أن هذه التهم هي تعبير عن التفسخ السياسي والوطني والأخلاقي.
وقال " أنا لا تهمني كل الاقاويل الصادرة ضدي ولا معنى ولا قيمة لكل الاقاويل والادعاءات ضدي وهي لا تساوي عندي شيء، ويعنيني هي رؤيتي التي تتوافق مع العديد من التيارات مع كل فصائل العمل الوطني من حماس الى فتح الى الجهاد".
الادعاء بوجود مؤامرات مع جهات أخرى نتاج عن خيال مريض وفاسد
وأضاف عبد ربه " امضيت نصف قرن بعضوية اللجنة التنفيذية للمنظمة، وهذا التاريخ لا يمكن لأحد ان يمسخه او يحصره في نطاق ضيق".
وردا على سؤال حول علاقته بالرئيس عباس، تابع عبد ربه " لا احب الحديث عن أمور انظر اليها أنها ثانوية للغاية، وأنا والرئيس أو غيره من قادة العمل الوطني لا يجمعنا الا الاطار الوطني".
مهمة رفع حصار غزة مسؤولية الجميع وليس حماس وحدها
ودعا إلى ضرورة معالجة " حالة التردي في مؤسسات المنظمة سواء كان في اللجنة التنفيذية او غيرها من المؤسسات الأخرى".
وقال عبد ربه :" المشهد الحالي أكثر من مأساوي، بفعل تعدد الانقسامات والصراعات الداخلية، معتبرًا أن الوضع الراهن سيؤدي الى انقسام وعزلة طويلة الأمد بين الضفة وغزة.
اتمام المصالحة يجب أن تتقدم انعقاد مؤتمر فتح
ولفت الى ضرورة البحث عن حلول للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي نتجت منذ نشوء الانقسام السياسي قبل عشرة سنوات، ومواجهة الظروف الناجمة عن الاستيطان في الضفة والقدس، معتبرا ان البحث عن حل لحصار غزة ليست مهمة حماس وحدها انما يجب ان تكون مسؤولية الجميع، وفق قوله.
واشاد عبد ربه بالمبادرة التي اطلقها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح، بمعزل عن التفاصيل السياسية التي تضمنتها المبادرة، وقال إنها " دعوة لمشاركة كل أطياف العمل الوطني وتبحث عن انقاذ المشروع الوطني"، ورأى فيها مدخلا إيجابيا لتحريك تفاعل القوى نحو حل الازمات الداخلية.
وكان أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قد اقالوا عبد ربه بايعاز من رئيس السلطة محمود عباس، من موقعه كأمين سر للجنة التنفيذية، وتكليف صائب عريقات بدلا عنه.
من يتهمنا بالتآمر هو المسؤول عن دمار الوضع الراهن