غزة – الرسالة نت
انتقد العديد من الأطراف إصرار سلطة فتح في رام الله على الاستمرار في المفاوضات مع " إسرائيل" بعد جريمة أسطول الحرية، مؤكدين أن المجزرة وضعتهم في خانة الحرج مع العديد من الدول التي نادت بوقف التفاوض لسقوط عدد من الشهداء والجرحى كخطوة عملية للضغط على أمريكا وقوات الاحتلال .
في حين تحاول سلطة فتح التفريق بين ما حدث مع المتضامين والمفاوضات غير المباشرة باعتبارهما موضوعان منفصلان، معتبرة أن إيقافها غير مجد ولن يخدم ضحايا المجزرة, على حد قولها.
*هناك فرق
من جهته، وصف مستشار رئيس سلطة فتح "محمود عباس" للشؤون الدولية عبد الله الإفرنجي ، المطالبة بوقف المفاوضات مع "إسرائيل"، بأنها غير مجدية ولن تخدم مطلب تحميل "إسرائيل" المسؤولية الكاملة بحق جريمته ضد أسطول الحرية لكسر الحصار على قطاع غزة ، منوهاً إلى أن المفاوضات القائمة حتى الآن هي مع الأمريكيين وليست مع الصهاينة".
بدوره، قال المحلل السياسي مصطفى الصواف : ما جرى بحق قافلة الحرية لم يترك أي أثر على طريقة تفكير محمود عباس، مبينا أنه يرى أنه لا علاقة بين استمرار المفاوضات وما حدث على متن القافلة .
وأشار إلى أن سلطة فتح لديها مفاهيم مغلوطة حيث تعتقد أن إيقاف المفاوضات يشكل خطورة على مصالح الشعب الفلسطيني لكن الظاهر أن مصالحة لا تعنه كثيرا .في حين رأى المحلل السياسي طلال عوكل، أن دولة الاحتلال في مأزق على صعيد علاقاتها الدولية والنووية بالإضافة للمفاوضات وهذا ما يجعلها ضعيفة في الوقت الراهن ، مبينا أن سلطة فتح في رام الله تريد استغلال هذا الضعف لصالح المفاوضات.
وأشار عوكل، إلى أن استغلال الموقف الحالي قد يؤدي إلى حدوث تقدم على صعيد المفاوضات الغير مباشرة خصوصا مع وجود تلميحات أمريكية بضرورة السير قدما في هذا الملف .
*لعبة سخيفة
وكان محمود عباس قد صرح في وقت سابق لصحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 11/12/ 2008، حول رأيه بسفن كسر حصار غزة. فقال:" هذه لعبة سخيفة اسمها كسر الحصار، السفن تنطلق من ميناء "لارنكا" القبرصي، أولاً: سفارة الكيان الصهيوني تأخذ كل جوازات سفر من سيركب السفينة للتأكد من هويات المسافرين، ثم تتفحص ما ستحمله السفينة من مساعدات. ثانياً: قطع البحرية الإسرائيلية تعترض طريق هذه السفن، وتتأكد من الموجودين على السفينة، والبضائع المحملة، قبل أن تسمح لهم بمواصلة الرحلة إلى غزة. هذه دعاية كاذبة، ورخيصة، ومزايدة لا أول لها ولا آخر".
في حين ذكر الكاتب الدكتور فايز أبو شمالة في مقال له، أن من حق الفلسطينيين مراجعة تصريحات قيادتهم؛ لأنها تترجم إلى قرارات سياسية، بما في ذلك تصريحات عباس الذي وصف فيها المقاومة لـ(إسرائيل) "بالعبثية"، ليبرر ذهابه إلى طاولة المفاوضات دون الالتفات إلى الحقائق التي تفرض على عباس أن يراجع حساباته.
وطالب أبو شمالة، عباس بمراجعة مصادر معلوماته التي شكلت وعيه السياسي، وأثرت على قراره الذي يعصف بالقضية الفلسطينية.
بينما أكد الصواف، أن دعوة عباس لإرسال المزيد من القوافل في تصريحاته الحديثة لغزة هي محاولة لاصطياد في الماء العكر ومجرد تصريحات إعلامية من داخل تركيا ، لافتا إلى ان موقفه واضح من تلك القوافل عندما وصفها باللعبة السخيفة .
وقال الصواف : الأحداث تثبت فشل تيار المفاوضات والذي لم يحقق للشعب الفلسطيني أي انجازات منذ 18 عاما ، مضيفاً أن تجارب العصور المختلفة أثبتت أن الحل الوحيد لأي احتلال هو المقاومة، وانسحاب الاحتلال من غزة يدلل على سلامة هذا النهج .
وفي سياق متصل، يري الصواف أن سلطة فتح مشتركة مع الاحتلال في فرض الحصار على غزة، بهدف كسر الحكم الشرعي فيها.
*لجذب الانظار
في حين، أكد مصدر دبلوماسي عربي بالقاهرة أن حرجًا شديدًا جدًّا يلقي بظلاله هذه الأيام على عباس وعلى الحكومة المصرية بسبب "مجزرة الحرية" وما تلاها من تبعات وردات فعل لم تنته بعد، مستدركاً: عباس وجد الحل الوحيد لخروجه من المأزق الحرج، عن طريق اللعب على وتر المصالحة، ومحاولة الهجوم على "حماس" بغرض إحراج الحركة والظهور بمظهر من يريد المصالحة".
ويؤيد الكاتب إبراهيم الحمامي ما قاله المصدر المصري، فيقول:" يخطيء من يظن أن عبّاس ورهطه يريدون خيراً بشعبنا، أو أنهم حريصون على المصالحة، بل أنهم اليوم يحاولون حرف الأنظار عن مأزق الاحتلال بالتركيز الإعلامي والإعلامي فقط على المصالحة، ليكرروا اسطوانتهم إياها، وقعوا على الورقة المصرية.
ويشدد الحمامي، على أن فريق عباس يحاول الخروج من مأزقهم الراهن، لأنهم يعلمون أنه يوم يرفع الحصار عن غزة، فقد انتهوا للأبد ولهذا لا يريدون رفعه، مضيفا: حماس وباقي الفصائل ترتكب جريمة لا تغتفر ان قبلت بالورقة المصرية .
وهذا ما يوافقه الرأي عليه الصواف، فقال: الدعوة للمصالحة بعد ما حدث في القافلة هي خطوات إعلامية لحرف البوصلة عن جريمة الحرية في محاولة لإثارة موضوع جانبي آخر ، مشيرا إلى أنهم حتى اللحظة لم يشكلوا الوفد الذي سيزور غزة ولم يحدثوا أي تقدم على هذا الصعيد، مضيفاً: كل خطوات سلطة فتح التقرب للحول تختصر في عبارة "وقعوا على الورقة "وهذه البداية تعد فاشلة لأي حوار .
أما المحلل عوكل فذكر أن موضوع المصالحة أصبح من عجائب الدنيا السبع ولا يرتبط بأي ملف آخر ، فعمليا كل جانب يسير في اتجاه مختلف عن الأخر .
ولفت إلى إن حصار غزة لا يقتصر على الطعام والشراب فالجميع يركز على البعد الإنساني للحصار ، مؤكدا أن البعد السياسي في الحصار هو الأهم فرفع الحصار الإنساني لا يحل المشكلة فالبعد السياسي هو الأهم الذي يجب التركيز عليه من قبل حركة حماس .