قائمة الموقع

خيار واحد يضمن لعباس خروجا مشرّفا من السلطة!

2016-11-07T07:01:45+02:00
صورة ارشيفية
الرسالة نت -أحمد الكومي

يمر الرئيس محمود عباس بأكثر أوقاته حرجا في مهمته لتأمين خروج آمن من السلطة، مع تزايد الضغط الإقليمي عليه، الذي بدّل أعداء الأمس إلى أصدقاء، وجعله مرغما على المفاضلة بين أكبر خصمين له!

فالزيارتان الأخيرتان لعباس إلى تركيا وقطر فسرتا حجم الضغط الذي يتعرض له، بشكل اضطره إلى البحث عن ملاذ آمن يقيه التحول المفاجئ في موقف الرباعية العربية منه واحتضان خصمه محمد دحلان.

كذلك، فإن لقاءه قيادة حماس في الدوحة، وحرصه على الخروج إلى الإعلام الفلسطيني بصورة تجمعه بالقياديين مشعل وهنية، يشيران أيضا إلى حجم المأزق الذي يمر فيه أبو مازن، ويضعه أمام خيارات كلّها مُرة، باستثناء خيار واحد يمكن أن يكون طوق نجاة له إذا ما كان معنيا بخروج مشرّف من السلطة، وهي على النحو التالي:

1- العودة إلى الرباعية العربية، والتنازل لمصالحة دحلان مقابل الخروج الآمن والحصانة القانونية، على اعتبار أنه يشترك معها في السياسات والأفكار، وحرصا على استمرار الغطاء المالي له.

لكن هذا الخيار مرتبط بموافقة مؤسسات فتح، ثم إنه في حكم المستحيل أن يبادر إليه الرئيس بعد سنوات من الخصومة كانت سببا في ترهُّل التنظيم وانشقاقه إلى تيارين، مع قرارات فصل وقطع رواتب للمئات من المتجنحين.

وهنا، يقول الكاتب مؤمن بسيسو، في مقال له، إن إعادة بسط العلاقة مع حماس، ونسج خيوط التصالح معها، يبدو في عُرف أبو مازن، أهون بكثير من الاستسلام لخصمه اللدود محمد دحلان، ففي كل الأحوال لا تحوي جعبة حماس مخططات لاستبداله أو إقصائه عن سدة الحكم والسلطة، في الوقت الذي تعني فيه المصالحة مع دحلان شهادة نعيه شخصيا وسياسيا.

2- المراوغة السياسية، ومحاولة تمرير مزيد من الوقت؛ على أمل أن تغيّر الرباعية العربية قليلا من سياستها؛ في محاولة تقريب وجهات النظر، والتفاهم على قواسم مشتركة، يمكن أن تحيّد دحلان من حسابات الرباعية، وتوجد بدائل.

وهذا ما لا يمكن أن يتحقق لأبو مازن، خصوصا بعد زيارته تركيا وقطر، التي ستنظر إليها الرباعية العربية، وخصوصا مصر والإمارات، على أنها "خروج من بيت الطاعة"، بدليل أنها ردّت مباشرة بتعزيز نفوذ دحلان في الملف الفلسطيني عبر مؤتمرات سياسية واقتصادية على أرض مصر، والتلويح بوقف السعودية المساعدات المالية المخصصة لموازنة السلطة.

3- مصالحة حركة حماس في غزة، وقطع الطريق على عودة دحلان إلى فتح من خلال الدعوة الطارئة إلى عقد المؤتمر السابع نهاية الشهر الجاري، ولا يتم ذلك إلا بقبول شروط حماس للمصالحة التي (قد) ينظر فيها عباس ويقبل بها على شروط الرباعية، فنجاح المؤتمر السابع مرتبط بسماح حماس لكوادر فتح في غزة بالخروج إلى الضفة، وإلا فإن عدم مشاركتهم يمكن أن تشكك في شرعيته، مثلما حدث في المؤتمر السادس، عدا عن أن بيد حماس السماح بتعزيز نفوذ دحلان في غزة، من عدمه.

ويعتبر هذا الخيار هو الأنسب بالنسبة لأبو مازن، والأكثر قدرة على تأمين خروج آمن له، على اعتبار أن مصالحة حماس هي بحد ذاتها "إعلان وطني" بإنهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني، وتحقيق الشرعية الشعبية التي قد تمنحه القوة في مواجهة الضغوط الخارجية، وإجراءات العقاب العربية له.

أما بشأن موقف حماس، فإنه لا شك ستكون المستفيدة من تقارب عباس معها؛ وستقدم له كل الضمانات إذا ما كان "صادقا" معها هذه المرة، وإما "التفاهم" مع دحلان تحت ضغط الحالة الإنسانية في قطاع غزة، أو كما قال الكاتب معين الطاهر في مقال له، "قد تمسك حماس العصا من المنتصف، وتراقب التطورات المقبلة، فمن جهةٍ لن ترتاح لتنامي نفوذ دحلان في مناطقها. ومن جهة أخرى، عينها على ما يمكن أن يُقدّم لها عبر المصريين من تسهيلات تخفف الحصار، في وقتٍ ستحافظ على علاقاتها مع الرئيس عباس".

 

اخبار ذات صلة