قائمة الموقع

شبكة نسائية تسرق الفرحة في صالات الأفراح بغزة

2016-11-07T07:15:42+02:00
صورة "أرشيفية"
الرسالة نت_ مها شهوان

 

ما أن استلمت الفتاة "أروى" مهرها البالغ "خمسة الاف دينار أردني" حتى ولت وجهها برفقة والدتها شطر محلات الصاغة لشراء الذهب، ساعية كعادة العرائس لاستعراض ما لديها من حلي يوم زفافها أمام أقاربها ومعارفها.

لم تدم فرحة العروس كثيرا لاستعراض مصاغها أمام أقاربها، فقد تسللت سيدة أربعينية إلى المكان الذي تقف فيه مع زوجها لترحب بعائلتها مدعية رغبتها بمشاركة العروسين الفرح، بل وقامت بالرقص والتصفيق معهما حتى وصلت إلى المكان الذي وضع فيه مصاغ العروس وأخذته بكل خفة وانسحبت خارج القاعة قبل أن يكشف فعلتها أحد الحضور.

وحينما انتهى العروسين من الترحيب والرقص، بحثت والدة "أروى" عن مصاغ ابنتها فلم تجده، لتتحول لحظات الفرح إلى حزن، وبعدها تم الاتصال على المباحث لتحضر الشرطة النسائية إلى المكان وتسترجع شريط الفيديو الذي سجل كل تفاصيل العرس، وكشفت من خلاله السارقة.

وبذلك استطاعت المباحث معرفة السارقة فهي من أصحاب السوابق، وبالفعل داهمت قوات الشرطة بيتها فورا ووجدوا كمية كبيرة من المصاغ التي كانت نتاج عدد من السرقات المشابهة لعملية سرقة عرس "أروى" ممن وقعن ضحايا لتلك السيدة وشقيقاتها الثلاثة اللواتي بدأن العمل ضمن شبكة مختصة في سرقة الأفراح منذ فترة حسب ما أوضحته التحقيقات.

عربة الذهب والسارقة

حكاية "أروى" واحدة من الحالات التي تقع بشكل مستمر في صالات الأفراح في قطاع غزة، عندما ينشغل ذوي العروسين بأمور أخرى مما يسهل عملية سرقة المصاغ.

وفي حالة جديدة تدل على "جرأة" السارقة، أقدمت امرأة تدعى "جميلة" - اسم مستعار- بعد أن استغلت انشغال أهل العرس، بسبب مشكلة بسيطة حدثت بين شباب العائلة، حيث انتحلت شخصية خالة العريس وأخذت "التلبيسة" التي يحملها والد العروسة قائلة له " خليها معي خالة العريس بكون"، فما كان منه إلا أن منحها إياها خجلا كما أورد في تحقيقات المباحث.

لم تكتفِ "جميلة" بما اخذته من والد العروس، بل دخلت إلى الصالة وانتحلت شخصية احدى القائمات على تنظيم الفرح، وراحت تسأل بجدية أين الذهب نريد أن نضعه على العربة المخصصة به لاستعراضه أمام المعازيم، فمنحتها إياه والدة العروس، وفي ذات الوقت كانت ابنة السارقة تراقب لها المكان جيدا حتى تسللتا إلى الخارج دون أن يشعر بهما أحد.

لكن الفاجعة كانت عندما جاء موعد استعراض الذهب، لم يجد أحد أي أثر له، حيث اختفى تماما، وكما القصة السابقة تم الاستعانة بالمباحث المختصة والتي بدورها استرجعت فيديو الفرح للتعرف على السارقة حتى وصلوا إليها بعد أيام كونها تغير عنوان سكانها ووقتئذ كانت باعته وتتحفظ على المال بحوزتها.

تلك الحالات المتكررة، يعقب عليها حسن أبو العون، مدير مباحث الذهب، فيقول:" تكثر تلك الحالات في فصل الصيف بصالات مدينة غزة وذلك لكثرتها، وغالبية سيناريوهات عملية السرقة تكون متشابهة".

وأشار إلى أن هناك حالات كثيرة لا تزال مسجونة بعد اصدار الحكم القضائي عليها، وفي المقابل يوجد حالتين تنتظران الحكم ضدهما.

ولفت أبو العون إلى أن السارقات أيضا يستغلن الفتيات الصغيرات، فمثلا يسألن الصغيرة عن مكان معين وحينما تدلهن عليه يسحبن العقد الذهبي الذي ترتديه أو يخلعن من اذنها الحلق الذهبي ويهربن.

وعن طبيعة تنظيم عمل السارقات، بين أبو العون أن هناك حالات يعملن بشكل فردي وأخريات يشكلن عصابة خاصة من عائلة واحدة، لافتا إلى أن هناك أمًا تعمل مع ابنتيها وشبكة اخرى لشقيقات يقطعن مسافات طويلة ليصلن إلى الصالات وسرقتها وغالبا يلقى القبض عليهن.

وحول كيفية تصرفهن بالمصاغ المسروق يوضح، أنهن يبعنه للتجار أو ينتظرن وقتا حتى تنسى القضية قليلا ثم يتصرفن ببيعه، مؤكدا أنه غالبا ما يتم استرجاع المصاغ لصاحبته بعد التعرف على السارقة من فيديو العرس عبر متابعة الشرطة النسائية لذلك الأمر.

وينصح مدير مكتب مباحث الذهب ذوي العروسين، بضرورة الحرص التام على الذهب وأن يحمله شخص ثقة ليبقى معه كي لا يقعوا فريسة لشبكات السرقة.

اخبار ذات صلة