قائمة الموقع

"كاتب ولاية" و"بير فيريوس" صورة للتعايش والتسامح

2016-11-07T08:07:37+02:00
صورة تعبيرية
الرسالة نت -رشا فرحات

 

في أحد الأزقة الضيقة من شوارع غزة القديمة، المليئة بعبق التاريخ، والتي تحكي كل حجارتها حكاية الأصالة والتنوع، والعقائد التي تتابعت على المدينة لترسخ تاريخا طويلا وتترك وراءها معالم لكل منها حكاية وحجارتها ما زالت صامدة حتى اليوم منذ آلاف السنين.

هناك تمر بجامع كاتب ولاية واقفا منذ العصر المملوكي، فتشدك الصورة، ولكنك تستشعر متعة المشهد وجمالية الصورة حينما ترى كنيسة القديس بيرفيريوس وقد عانقت مأذنة الجامع ! لتتشكل لوحة جميلة من التعايش قديم الأزل في المدينة.

ويعد كاتب ولاية من الجوامع الأثرية في مدينة غزة ويقع تحديدا في حي الزيتون في البلدة القديمة وتقدر مساحته بنحو 377 مترا مربعا وتم بناؤه أيام حكم السلطان الناصر محمد بن قلاوون الثالث 709-741 هـ ، 1309- 1340م

وحسب الدليل الاثري لوزارة الثقافة في غزة فإن الجامع سمي بهذا الاسم نسبة إلى أحمد بيك "كاتب ولاية" والذي أعاد ترميم المسجد عام (995هـ، 1586م)، على نفقته الخاصة.

البلاطة الرخامية الموجودة وسط أحد جدران الجامع أكدت الرواية بالعبارات المخطوطة على سطحها والتي تقول: "بسم الله الرحمن الرحيم: أمر بعمارة هذه المئذنة مولانا المقر الأشرف السيفي أفنان العلاني نائب السلطنة الشريفة بغزة المحروسة ابتغاء لوجه الله تعالى في مستهل ذي الحجة الحرام سنة خمس وثلاثين وسبعمائة للهجرة".

 وقد عثر على النقش على البلاطة الأساسية في المسجد في عشرينات القرن العشرين، وهي الآن مبنية وسط أحد جدران الجامع الحديثة.

وخلف المسجد مباشرة يمكنك أن تتجول في إبداع من عصر آخر وأن ترى تحفة معمارية أخرى ومعلم ديني أثري يخطف الأنفاس يتمثل بكنيسة برفيريوس التي تقع في ذات الحي وبجانب المسجد مباشرة.

وتقع كنيسة القديس برفيريوس على مساحة ما يقارب ( 216 متر مربع ) في أحد أقدم الأحياء الشعبية بغزة وهو حي الزيتون وقد بنيت الكنيسة معانقةً لجامع كاتب ولاية في هذا الحي العريق.

وللكنيسة بابان رئيسيان، الباب الغربي المؤدي إلى المدخل الرئيسي للكنيسة والباب الشمالي، وقد فتح لها باب إضافي ليكون مدخلاً ثالثًا يؤدي للطابق العلوي عبر درجين يمتدان نزولاً إلى قاعة المدخل الرئيس التي تمتد إلى الهيكل.

وقد استغرق بناء هذه الكنيسة ما يقارب الخمس سنوات من عام 402م وحتى عام 407م حيث دشنت باسم كنيسة أفظوكسيياني نسبة إلى الإمبراطورة أفظوكسييا، وبعد موت القديس البار سميت باسم القديس ( برفيريوس ).

وتقول الرواية أن برفيريوس نشر الديانة المسيحية قبل وفاته في غزة، وبنى الكنيسة على شكل فني مزين بالزخارف والاعمدة الرخامية التي يصل عمرها لألف وخمس مائة عام.

وتشكل الكنيسة من الداخل لوحة في غاية التنسيق، برسومات كثيرة ملونة بألوان زاهية، بينما علقت فيها عدد من الثريات لكل منها قصة.

ويظهر الجمال في جدران الكنيسة المزينة بأيقونات تاريخية أثرية لا يعرف تحديدا عمرها، وهي الكنيسة الوحيدة للروم الأرثدوكس في قطاع غزة.

وبحسب المهندس أحمد البرش مدير دائرة الآثار في وزارة السياحة فإن هناك قلة وعي لدى المواطن بأهمية المواقع الاثرية والحفاظ عليها، كما أن هناك ضعفا في إمكانيات الترميم، داعيا إلى توعية إعلامية للحفاظ على هذه الثروة التاريخية.

 

اخبار ذات صلة