قائمة الموقع

في الخليل.. أمن السلطة يُقدم هدية ثمينة للاحتلال

2016-11-07T13:32:26+02:00
غزة-محمود فودة

حتماً ستحتار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بماذا ستكافئ أمن السلطة الفلسطينية -رغم أنه يعمل بالمجان- مقابل هديته المتمثلة بالكشف عن مخطط تفجير عبوة ناسفة في قوة "إسرائيلية" في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة نهاية الأسبوع الماضي.

وفي تفاصيل الحادثة، كشفت صحيفة عبرية، أمس الأحد، أن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية أحبطت خلال نهاية الأسبوع الماضي عملية ضخمة كانت موجهة ضد الجيش الإسرائيلي بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، بواسطة عبوة ناسفة تزن 12 كغم.

وقال موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية: "إن الحديث يدور عن إحباط السلطة لعملية تفجير بحاجز للجيش على مدخل المستوطنة اليهودية بحي تل الرميدة في الخليل". ونقلت "يديعوت" عن مصدر أمني فلسطيني قوله: إن "العبوة تزن 12 كغم ومرتبطة بأنبوبة غاز، وأن السلطة وصلتها معلومات استخباراتية حول العبوة والفلسطيني الذي وضعها، وبوقت قصير نجحت المخابرات الفلسطينية باعتقاله".

وحضرت قوة عسكرية معززة لمكان العبوة وقام خبراء المتفجرات بتفجيرها، وجرى توثيق لحظات انفجارها وبدت عبوة شديدة الانفجار، فيما اقتحم الجيش حي باب الزاوية وصادر كاميرات بالمكان لمعرفة خط سير الفلسطيني معد الهجوم.

وفي هذا السياق، وصف الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين من الضفة المحتلة ما حصل في الخليل بأنه فضيحة أخلاقية ووطنية بكل معنى الكلمة"، موضحاً أنه بعد أن زرع مقاومون عبوة ناسفة وزنها 12 كيلوغرام، على طريق يسلكه جنود الاحتلال قرب حاجز الكونتينر وسط مدينة الخليل، اعتقلت مخابرات السلطة اثنين منهم وكشفت العبوة وأبلغت الاحتلال على الفور.

وأشار إلى أن الاحتلال بدوره أرسل قوة لتفكيك العبوة واعتقل باقي أفراد المجموعة، وأمن السلطة كان يمنع أحدا من الاقتراب من قوات الاحتلال أثناء تفكيكها وتفجيرها بشكل متحكم به.

وتظهر هذه الحادثة أن أمن السلطة تفوق على الاحتلال في تقصي آثار المقاومين في الضفة، وإفشال محاولات تنفيذ عمليات توجع الاحتلال فعليا، وعدم المبالاة في تسليم مواطنين فلسطينيين للاحتلال.

وبالنظر إلى نوعية العملية، بالتخطيط الذي من المؤكد انه استغرق أسابيع طويلة، والحصول على 12 كغم من المواد المتفجرة في بيئة محاصرة أمنيا كالضفة، يشير إلى أن السلطة قدمت هدية للاحتلال لا تقدر بثمن.

وبناءً على ما سبق، بات على المقاومين في الضفة الإحتراز من ملاحقة السلطة أكثر من الاحتلال، بعد أن أكدوا قدرتهم على التخفي عن عيون الاحتلال، إلا أن أمن السلطة كان بالمرصاد في تأدية دوره المنوط به ضمن التنسيق الأمني.

ومن المؤكد أن يؤدي كشف السلطة عن هذه العملية إلى أن زيادة الحس الأمني "الإسرائيلي" في متابعة النشاط المقاوم، وقد يتمدد تأثير هذه الحادثة إلى الكشف عن خلايا مسلحة أخرى أو طرق الحصول على السلاح والتجهيزات.

من جهتها، اعتبرت سميرة الحلايقة، النائب في المجلس التشريعي، إحباط أجهزة أمن السلطة ما وصفته صحيفة يديعوت بأنه "هجوم كبير" ضد جيش الاحتلال، "مؤشرا خطيرا، وتجاوزا لكل القيم الوطنية". وقالت الحلايقة، في تصريح لـ"الرسالة"، إن الدور الذي تقوم به أجهزة أمن السلطة خارج عن السياق والإجماع الوطني، وهدفه الأساسي خدمة الاحتلال، وكشف ظهر المقاومة.

وأوضحت أن دور السلطة بات مكشوفاً للجميع، وما تقدمه من خدمات للاحتلال سلوك غير وطني، ومرفوض بشكل قاطع. وشددت، على أن إجراءات السلطة والاحتلال لن توقف انتفاضة القدس، ولن تؤثر على المقاومة، وأن المفاجآت لا تزال قادمة للاحتلال.

على أي حال، تؤكد عملية الخليل التي أفشلها أمن السلطة أن معين المقاومة لا ينضب رغم الحملات الأمنية المزدوجة من الاحتلال والسلطة، وتضاعف احتمالات توجه الانتفاضة للعمل المسلح والتفجيرات بشكل أكبر من الاعتماد على العمليات الفردية.

اخبار ذات صلة