بعد عام على اندلاع هبة القدس وانتفاضة الأفراد في القدس المحتلة، احتضن الكنيست الإسرائيلي للمرة الأولى، أمس الاثنين، مؤتمراً لأنصار جماعات "إعادة بناء جبل الهيكل"، والمطالبين بتقاسم زماني ومكاني في المسجد الأقصى.
وانعقد المؤتمر بمشاركة رئيس الكنيست الإسرائيلي يولي إدلشتاين، ووزير الأمن الداخلي جلعاد أردان، المسؤول وفق القانون عن الشرطة وحرس الحدود، ووزير الزراعة أوري أريئيل، وهو عضو في حزب "البيت اليهودي"، إضافة إلى نائب وزير الأمن الإسرائيلي إيلي بن دهان، ونائبة وزير الخارجية الإسرائيلي تسيبي حوطيبيلي.
وتعقد حركات جبل الهيكل، مؤتمراً سنوياً تحت مسمى مؤتمر "أنصار صهيون"، إلا أنّ الكنيست وفّر رعاية له هذه المرة، وسط تأكيد وزاري معلن، بشأن حق اليهود الذي لا "لبس فيه بجبل الهيكل".
كما جاء تنظيم المؤتمر في الكنيست، ليشكّل تصعيداً خطيراً لجهة انضمام جهات يهودية عريضة، حتى من خارج التيارات الدينية، للمساعي الرامية إلى تكريس تقاسم زماني ومكاني في المسجد الأقصى، والسماح لليهود بإقامة الشعائر والصلوات في باحاته، والضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، للتراجع عن قرار بمنع نواب وأعضاء الكنيست، من الدخول إلى المسجد الأقصى وباحته.
وتبيّن خلال المداولات في المؤتمر، أنّ نائب وزير الأمن الإسرائيلي إيلي بن داهان، كان قد وضع في ظل ولاية الحكومة الإسرائيلية السابقة، عندما كان نائباً لوزير الأديان، تنظيمات وتعليمات واضحة تمكّن السماح لليهود بدخول واقتحام باحات الأقصى، وإقامة الصلوات والشعائر الدينية فيه.
كما كشف وزير البيئة وشؤون القدس زئيف إلكين علني، وللمرة الأولى، مدى التأييد في أوساط الحكومة وأحزاب اليمين، ومن بينها حزب الليكود، لنشاط جمعيات بناء الهيكل وجماعات تكريس التقاسم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، على غرار ما حدث في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، إذ خاطب نشطاء حركات جبل الهيكل، قائلاً "إنكم تقومون في كثير من المرات ما يتوجّب على الحكومة القيام به لكنّها لا تفعل".
ودعا الوزراء الذين شاركوا في المؤتمر، نتنياهو إلى تمكين الوزراء وأعضاء الكنيست من الدخول للمسجد الأقصى، فيما طالب أريئيل ودهان بتمكين اليهود من إقامة شعائر الصلاة اليهودية في المسجد، بادعاء أنّ الوضع القائم حالياً، والتفاهمات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، العام الماضي، بشأن منع صلاة اليهود في المسجد الأقصى وباحاته هي "إجحاف بحق اليهود".
إلى ذلك، كشف رئيس جمعية "عائدون إلى الهيكل" رفائيل موريس، حقيقة الأطماع الدينية في المسجد الأقصى، وفي الأراضي العربية عموماً، عندما أعلن في المؤتمر على مسمع من الوزراء، أنّه "عندما نقول إنّ جبل الهيكل لنا وحدنا ولا مكان فيه للآخرين، فقط عندها سننتصر في موضوع البؤرة الاستيطانية عموناه، وعندها فقط لن نحتلّ جبل الهيكل فقط، وإنما أيضاً الأردن وسورية ونبني دولة يهودية على كامل أرض إسرائيل الكاملة"، على حد قوله.
ويأتي مؤتمر "أنصار صهيون" العاشر هذا العام، مع إعلان قادة حركات جبل الهيكل، عن تمكنّها من إدخال أكثر من 14 ألف مصلٍ يهودي إلى المسجد الأقصى وباحاته خلال العام الحالي، مع اعترافهم، قبل نحو أسبوعين، أنّ الشرطة الإسرائيلية، غضّت الطرف في فترة الأعياد اليهودية، عن قيام مجموعات كبيرة من اليهود، والتي اقتحم أفرادها باحات الأقصى، بأداء شعائر وصلوات يهودية، خلافاً للاتفاقات والتعهّدات الإسرائيلية للعاهل الأردني، في العام الماضي.
العربي الجديد