لا تدخر شرطة مكافحة المخدرات في قطاع غزة جهداً للقبض على تجار ومروجين المخدرات، الذين يسعون الى ادخالها الى احياء القطاع بأصنافها المختلفة التي من أبرزها حبوب الاترمادول ونبات الحشيش.
ويسعى دائماً تجار المخدرات الى تهريبها بطرق تنكرية تجنباً لضبطها من قبل شرطة مكافحة المخدرات، وتجنباً لوقعهم في مصيدة القانون وانتهاء مشوارهم مع هذه التجارة السوداء داخل أقبية السجن.
وتشكل الانفاق الحدودية مع الاراضي المصرية أرضاً خصبة لدى تجار المخدرات لتهريبها الى قطاع غزة وتسويقها داخل احياءه الأمر الذي يعود عليهم بمرابح مالية كبيرة غير مكترثين الى الضرر البالغ الذي تخلفها تجارتهم.
واستطاعت شرطة مكافحة المخدرات من خلال أجهزتها المنتشرة في جميع محافظات قطاع غزة القاء القبض على كميات كبيرة من المواد المخدرة، مما شكل ضربة موجعة لكبار التجار بعد أن أوقعتهم في مصيدة كمائنهم التي نصبت لهم بإحكام.
مراسل الرسالة نت قابل أحد المروجين ويدعى عمار توفيق (اسم مستعار) والذي تم القاء القبض عليه بعد مصيدة أعدت له من قبل جهاز المكافحة.
يقول توفيق "كنت أقوم بشراء حبوب الاترمادول من أحد التجار في محافظة الجنوب ونقلها الى محافظة غزة مكان اقامتي ومن ثم بيعها الى عدد من المدمنين الذين يعيشون بجواري بهدف تحقيق مكاسب مالية".
وأضاف " بعد الانغماس في تجارة الاترمادول بدأت في الادمان عليها بشكلٍ مفرط حتى وصل بي الحال الى أن استهلك عشرة حبات يومياً أي شريطاً كاملاً مما انعكس بالسوء على حالتي الصحية وبدأت أشعر بالإرهاق والهزل طوال الوقت".
ويكمل العشريني قوله " حاولت أن أفلت من فك الإدمان عدة مرات ولم أستطيع الى أن قبضت على شرطة المكافحة وقامت بالتحقيق معي واعترفت لهم بكافة التفاصيل التي أخفيها وساعدتهم في القبض على تاجر أخر".
ويضيف " في السجن عرض الضابط علي الذهاب الى مصحة داخل المركز الذي حجزت فيه للشفاء من الإدمان، ولم أتردد في قبول العرض والتزمت بجدول الشفاء المعمول به الى أن استطعت أن افلت من الادمان بعد ما يزيد عن 40 يوماً من العذاب والألم".
ويبدي صاحب القامة الطويلة ندمه الشديد لدخوله في متاهة المخدرات؛ بعد أن تسببت له بمشاكل اجتماعية وصحية واقتصادية.
يذكر أن ظاهرة انتاج وانتشار وتعاطي المخدرات تشكل مشكلة عالمية لا يكاد يخلو مجتمع انساني من أثارها المباشرة أو غير المباشرة، وتمثل تجارة المخدرات 8% من مجموع التجارة العالمية وفق احصاءات نشرتها تقارير الامم المتحدة.
بدوره أكد المقدم أيمن البطنيجي في حديث مع الرسالة نت أن شرطة المكافحة تعمل ضمن خطة معدة مسبقاً من أجل تجفيف منابع المخدرات والقضاء على أكبر كمية ممكنة.
وأوضح البطنيجي بأن المكافحة توسع عملها لخارج حدود القطاع من أجل ضبط كميات المخدرات فور دخولها ومنع انتشارها بين تجار داخل محافظات قطاع غزة.
وبين نجاح شرطة المكافحة خلال الفترة القصيرة الماضية من ضبط كميات كبيرة من المخدرات، والقبض على كبار التجار داخل قطاع غزة، معتبرا أن هذه الضربات تسببت في تقليص كميتها الى ما يزيد عن النصف.
وأشار الى ان ثمن أسعار المخدرات شهد ارتفاعاً كبيراً نتيجة جهود المكافحة في القبض على التجار والمروجين، موضحاً أن الشرطة لا تتهاون مع المتهمين وممن يثبت عليهم تهمة التجارة.
وأفاد البطنيجي بأن تعديل القانون الفلسطيني الرادع لمتعاطي ومدمني وتجار المخدرات سهل على الشرطة بشكل كبير في الامساك على المتعاملين مع هذه الافة، حيث لم يعد يقتصر على القبض على المتلبسين فقط بل على من تثبت التحقيقات الشهود عليهم التجارة أو التعاطي.
يشار الى أن شرطة مكافحة المخدرات بمحافظة خانيونس نجحت السبت الماضي بضبط "15ألف" حبة أترمال بحوزة تجار في ضربة لم تكن الأولى من نوعها خلال الفترة القليلة الماضية.