كشف فوز دونالد ترامب المفاجئ على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة الأميركية عن فشل استطلاعات الرأي، فمن بين هيئات الاستطلاع العشرين الأهم التي أجرت أكثر من ثمانين تحقيقا مؤخرا، توقعت صحيفة لوس أنجلوس تايمز ومعهد "يو أس سي تراكينغ" فقط فوز ترامب.
وفي صباح يوم الاستحقاق الثلاثاء، أعطى متوسط استطلاعات موقع "ريل كلير بوليتيكس" المرجعي في الولايات المتحدة، تقدما بـ3,3 نقاط لكلينتون.
ومنح قسم الاستطلاعات في صحيفة نيويورك تايمز "ذي إبشوت" المرشحة الديمقراطية فرصة فوز بلغت 85% قبل أن ينقلب بشكل مذهل في المساء.
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة فرجينيا لاري ساباتو وهو صاحب موقع "ساباتوز كريستال بال" الذي توقع كغيره فوز كلينتون إنه "من الجلي أن أمرا ما حدث هنا"، مشيرا إلى إساءة التفسير الجوهرية وسط مئات استطلاعات الرأي الرئاسية التي جرت هذا العام.
وأوضح أن كثيرا من هيئات الاستطلاع تقيم عينات المشاركين بحسب الكتلة الناخبة وتركيبتها في استحقاقات انتخابية سابقة، ما أدى إلى فشلها لأنها قللت من تقدير عدد أنصار ترامب الهادئين الذين يتجنبون الاستطلاعات.
وأضاف أن مراصد الناخبين المحتملين عجزت عن التقاط إشارات المشاركة الكبرى الوشيكة في مناطق البيض الريفية، حيث فاقت مشاركة البيض في الأرياف في حين تراجعت مشاركة السود والشباب.
وردا على سؤال عما إذا كان قد أسيء تقدير الغضب تجاه كلينتون، أجاب ساباتو بالنفي، وقال إن الاستطلاعات كشفته إلى حد كبير.
لكن مراقبين آخرين أقروا بأنهم ربما لم يعوا مدى الاستياء إزاء السيدة الأولى السابقة والسيناتورة ووزيرة الخارجية السابقة التي يعتبرها كثيرون من ضمن النخبة السياسية التقليدية "الفاسدة" في واشنطن.
وأقر خبير الإستراتيجية الديمقراطي بول بيغالا في تصريح لشبكة سي أن أن بأنه لم تكن لديه فكرة عن مدى عمق الانقسامات.
وبالرغم من فشل معظم الاستطلاعات قال ساباتو إنه سيشكل لجنة رفيعة منها لبلورة صيغة أفضل للاستطلاعات، مضيفا أنه لا ينبغي التخلي عن الاستطلاعات والاستناد إلى الحدس وحده.
كما لفت إلى تراجع في استعداد المشاركين للإجابة عن الأسئلة عبر الهاتف وأن أغلبية استطلاعات الرأي ستجري على الإنترنت في المستقبل.