قائمة الموقع

حلبة الشرق الأوسط تنتظر المصارع "ترامب"

2016-11-10T05:58:35+02:00
رسمة الفنان مجد الهسي
الرسالة نت-أحمد الكومي

تعيش دول العالم وشعوبها صدمة سياسية كبيرة إثر إعلان فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة، والمؤكد أن العواصم العربية ستكون الأكثر صدمة بذلك، بعد المواقف العدائية المعلنة اتجاه عدد من القضايا الرئيسة في الشرق الأوسط الذي جاء على رأس أجندة المرشحين، بما يشهده من نزاعات إقليمية.

وسيكون ترامب، الساكن الجديد للبيت الأبيض، أمام امتحان صعب لمحو آثار الانعزالية التي اتبعها الرئيس السابق باراك أوباما فيما يتعلق بقضايا المنطقة، ولا شك أنه سيدخل حلبة الشرق الأوسط بسياسة خارجية أكثر تدخلًا في القضايا الدولية.

فيما يتعلق بالملف السوري، الأكثر تعقيدًا في الشرق الأوسط، فإن الملياردير الأمريكي لم يبد اهتماما كبيرا بزوال نظام بشار الأسد، إنما اعتبر أن بقاءه "أنفع للمصالح الأمريكية".

وفي مقابلة أجرتها معه "الغارديان" البريطانية في وقت سابق من شهر أكتوبر الماضي، قال ترامب "ما علينا التركيز عليه هو داعش، وليس سوريا"، معتبرا التدخل الأميركي في الصراع السوري له عواقب وخيمة على الولايات المتحدة. وقال في المقابلة ذاتها "بالنسبة لي، فإن الأسد مسألة ثانوية مقارنة بتنظيم الدولة".

ويميل ترامب إلى الحل العسكري في ملاحقة التنظيم، ويؤمن بوجوب وجود الجيش الأميركي في المناطق الآمنة بسوريا؛ من أجل استيعاب اللاجئين والنازحين، "على أن تدفع دول الخليج ثمن ذلك".

وتحمل مطالبة ترامب دول الخليج بدفع ثمن حمايتها إشارة إلى سياسات عدوانية بانتظارها من المرشح عن الحزب الجمهوري، صاحب قانون "جاستا"؛ لنهب وسرقة الأموال السعودية ووصمها بالإرهاب، "ما سيجعل الرياض أول دول الخليج المتضررة من فوزه بالرئاسة.

ومرجح أن الرياض تبدي قلقها من قوانين إضافية تحمل العداء لها على غرار "جاستا"، بعد انتخاب ترامب، الذي لم يخف تحالفه مع خصوم الخليج، بوتين ونتنياهو. وتشير تقديرات إلى احتمالية أن يعلن ترامب معادلة "النفط مقابل الأمن".

وهنا يلوح ما وصفه خبراء اقتصاديون بأنه "خطر آخر داهم" من إعلان ترامب رئيسا للولايات المتحدة، متمثلا بسرقة النفط، فقد تناولت مجلة فورين بوليسي الأميركية السياسة الخارجية للولايات المتحدة وما يتعلق بأطماع أميركا في ثروات الشرق الأوسط، وقالت: إن المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة دونالد ترامب يعتزم سرقة نفط المنطقة.

وقد وصف ترامب في تصريح له، السعودية بـ "البقرة الحلوب التي تدر ذهبا ودولارات بحسب الطلب الأمريكي، قبل أن يقول: "ومتى ما جف ضرع هذه البقرة، ولم يعد يعطي الدولارات والذهب عند ذلك نأمر بذبحها أو نطلب من غيرنا بذبحها، أو نساعد مجموعة أخرى على ذبحها، وهذه حقيقة يعرفها أصدقاء أمريكا وأعداؤها، وعلى رأسهم آل سعود".

ويعتبر ترامب أول مرشح في تاريخ الانتخابات الأمريكية ينتقد السعودية علانية، ويقلل من شأنها في الأجندة الخارجية الأمريكية.

أما في الملف الإيراني، فإن ترامب يعارض بشدة الاتفاق النووي، ويعتبره "أسوأ اتفاقية"؛ لأنها تضع إيران في طريق الحصول على سلاح نووي". ولم يكتف ترامب بانتقاد الاتفاق، إنما تعهد بأنه "سيمزقه منذ اليوم الأول" لتوليه مهام الرئاسة، إذا فاز بها.

ويعتبر ترامب أن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن الفوضى في الشرق الأوسط، ويطالب بإعادة احتلال العراق!

ولم يسبق لترامب أن مارس عملا سياسيا مباشرا، لكنه وفق بعض التقارير الأميركية قدّم خلال عقدين من الزمن تبرعات لحملات انتخابية رئاسية لمرشحين من الحزب الجمهوري والديمقراطي.

ويتمتع باستقلالية مالية كبيرة تجعله متحررا من جماعات الضغط في حزبه، ويؤمن بقدرته الشخصية على استرجاع "عظمة أميركا" وما يصفه بـ"الحلم الأميركي"، ومواجهة ما يسميه الهيمنة الاقتصادية للصين.



1442

اخبار ذات صلة