الرسالة نت-وكالات
تم الإعلان بشكل شبه رسمي يوم أمس عن فشل محاولات التوصل لاتفاق حول تجميد الاستيطان التي يقودها مبعوث الإدارة الأمريكية الخاص جورج ميتشل ، وبالتالي فشل المساعي لعقد قمة ثلاثية في نيويورك.
الإخفاق الذي منيت به الإدارة الأميركية في إنجاز الهدف الأول لها على صعيد التسوية السياسية بعقد قمة الفلسطينية يعني ان المساعي المكثفة التي مارستها ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما ذهبت أدراج الرياح .
وأعلن مصدر في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن المباحثات المكثفة بوساطة ميتشل لم تحرز أي تقدم ولذلك لم يتقرر موعد لقمة ثلاثية في الأسبوع المقبل بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس الأميركي باراك أوباما.
ومع ذلك فإن هذا المصدر أكد أن نتنياهو سيسافر إلى نيويورك لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكن رحلته لن تستمر أكثر من ثلاثين ساعة.
وفي نيويورك قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أمس الجمعة أنها لا تستطيع في هذه المرحلة الإعلان عن لقاء ثلاثي، مكتفية بالقول إنّ الجمعية العامة ستشهد لقاءات ثنائية بين الولايات المتحدة ودول اخرى.
ورغم هذا الإعلان فإن مصادر إسرائيلية وأميركية ظلت تشيع أجواء بأن بالوسع تحقيق اختراق ولو في اللحظة الأخيرة لعقد قمة ثلاثية تحفظ ماء وجه الرئيس أوباما الذي علق على انعقادها آمالاً كبيرة.
وكان ميتشل قد اجتمع، أمس، مرتين بنتنياهو زار بينهما رام الله للاجتماع بالرئيس الفلسطيني للتباحث معه في سبل تسهيل عقد القمة الثلاثية. ويبدو أن الرئيس عباس لم يستجب لمساعي ميتشل دفعه إلى التنازل عن مطلب التجميد التام للاستعمار كشرط لعقد اللقاء.
وعلى الأغلب حمل ميتشل معه إلى عباس اقتراحاً من نتنياهو بلغ حد الاستعداد لإعلان «إبطاء» في البناء الاستيطاني لمدة تسعة أشهر. ولكن أبو مازن أصرّ على وجوب وفاء الإدارة الأميركية بتعهداتها بالإصرار على وقف الاستعمار حتى لأغراض النمو الطبيعي.
وكانت مصادر فلسطينية أكدت أن الصيغة التي حملها ميتشل من إسرائيل حول «تجميد» الاستيطان كانت فضفاضة ومن دون ضمانات وجزئية ومؤقتة.
وعندما عاد ميتشل إلى القدس من رام الله كان واضحاً أن اختراقاً لم يحدث وأن رئيس الحكومة الإسرائيلية ليس في وارد حلحلة موقفه الرافض لإعلان التجميد والمصر على مواصلة بناء حوالى ثلاثة آلاف وحدة سكنية فضلاً عن البناء في المؤسسات العامة. ولم يساعد في هذا اللقاء واقع وجود وزير الدفاع إيهود باراك الذي تنظر إليه أوساط كثيرة على أنه عنصر تلطيف. واستمر اللقاء الأخير أكثر من ساعتين خرج بعده ميتشل إلى المطار عائداً إلى واشنطن.
وهكذا فإن أربعة لقاءات لميتشل مع نتنياهو خلال أسبوع واحد فشلت في تحقيق الهدف الأولي لإدارة أوباما. ومن رسالة تهنئة أوباما للشعب الإسرائيلي برأس السنة العبرية لا يبدو أنه بمزاج الراغب في الصدام مع حكومة نتنياهو، رغم تعنتها.