ذهب رئيس الولايات المتحدة الجديد دونالد ترامب بعيدا في دعمه للاحتلال خلال حملته الانتخابية، خاصة أن الملف الفلسطيني يعد سلعة رائجة للمزايدة في الانتخابات الأمريكية.
وكان ترامب قد تعهد خلال لقاء مع رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو، بأن تعترف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة موحدة لـ(إسرائيل).
ووفقاً لما أفاد به موقع "الاندبندنت" البريطاني، فإن ترامب أكد على أنه سيعمل على تغيير حاسم في سياسة الولايات المتحدة الخارجية، وتعهد خلال الاجتماع مع نتنياهو في نيويورك الأحد الماضي بأن تعترف واشنطن بالقدس كاملة عاصمة لـ(إسرائيل)، دون تقسيمها إلى شرقية وغربية، فيما عاد ليؤكد في أكثر من خطاب أن (إسرائيل) هي حليفته الكبرى في المنطقة.
الكاتب والمحلل السياسي الدكتور وليد المدلل قال إن سباق الرئاسة لم يحمل جديدا كون مواقف المرشحين عن الحزبين الديموقراطي والجمهوري متقاربة ومتنافسة في دعم الاحتلال.
ولفت إلى أن إدارة اوباما الديموقراطية كانت أكثر دعما للاحتلال حيث زادت المساعدات لـ(إسرائيل) للحد الأقصى، مشيرا إلى إمكانية تقديم المزيد من الدعم من ترامب الذي يعد متشددا ووعد بنقل السفارة الأمريكية للقدس.
ذات الوعود اطلقها أوباما سابقا بنقل السفارة للقدس إلى أنه لم يتمكن من تنفيذها، إلا أنه دعم (إسرائيل) بأشكال متعددة وبلا حدود بحسب المدلل.
وبين أن الدعم الأمريكي للاحتلال سيبقى موجودا بحده الأقصى في ظل تحالف قوي بين الطرفين.
وفي السياق نشرت الصحافية الأميركية، اليهودية الأصل، جوديت ميلر مقالاً في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أوضحت فيه أنه على الرغم من التوتر في العلاقات على المستوى الشخصي بين نتنياهو وأوباما، لم ينعكس ذلك على استقرار العلاقات بين البلدين، بل إن الولايات المتحدة وقفت على مدار سنوات سداً منيعاً أمام محاولات إدانة (إسرائيل) في المحافل والهيئات الدولية، مع مواصلة ضمان أمنها بشكل مطلق.
ومع أن نتنياهو اعتبر أن هوية الرئيس الأميركي المقبل لن تؤثر على مكانة (إسرائيل) لدى واشنطن، وأن العلاقات بين الطرفين ستزداد قوة، إلا أن وصول رئيس جمهوري، مثل ترامب، يعد الخيار الأفضل لدى الاحتلال.
من جانبه توقع المحل السياسي الدكتور عثمان عثمان أن تكون وعود ترامب في حملته الانتخابية محل تنفيذ، وليست مجرد دعاية لكسب الأصوات، خاصة أنه خالف القانون الدولي والعرف الأمريكي السائد في تصريحاته، ولم يكن ذلك محل استهجان عربي وإسلامي.
وأوضح أن تصريحاته تعكس نية وإرادة لديه، مشيرًا إلى أن نقل السفارة وارد لأن العرب وحتى السلطة الفلسطينية لا يمكنهم التخلي عن أمريكا ودورها "لذلك ممكن أن تحدث الخطوة بكل صمت".
ويعد أمن (إسرائيل) عنصرًا ثابتًا في أجندة السياسة الأمريكية لا يختلف باختلاف الحكومات المتعاقبة، سواء الديمقراطية أو الجمهورية، حيث استمر الدعم الأمريكي لـ(إسرائيل) منذ نشأتها وحتى اللحظة.
ويشير عثمان إلى أن المصالح الأمريكية والقومية ثابتة، إنما وسائلها متغيرة، فالرئيس ليس حرًا طليقًا، بل يكون مقيدًا بالكونجرس وبالحزب وبضغط اللوبي، مشيرًا إلى أن تفاؤل العرب بأوباما ذهب أدراج الرياح.
ولفت إلى أن تغير سياسة أمريكا يحتاج إلى قوة منافسة، ومصالح لتتغير، وهي غير متوفرة لدى العرب الذين يعتبرون وجود أمريكا مطلبًا في سوريا والعراق والخليج.