قائمة الموقع

الستيني فحجان.. "الكفيف" الذي يتابع دوري غزة بتقنية "ثلاثية الأبعاد"!

2016-11-14T14:10:18+02:00
من اليمين: الحاج فحجان, وأحد مباريات دوري غزة
الرسالة نت - فادي حجازي

"عَشِقَ الرياضة منذ صغره وكان يتمنى الانضمام لأحد الأندية الغزية, لكنه فقد بصره في منتصف العشرينات من عمره, مما أجبره على العمل في مجاله كباحث اجتماعي حتى تقاعد في 2015".. كلمات تختصر حياة الستيني حيدر فحجان.

ورغم ابتعاد فحجان عن كرة القدم كلاعب لانشغاله في العمل, إلا أنه مع انتظام البطولات في قطاع غزة بات أحد أبرز المتابعين المعروفين في الساحة الرياضية, لعشقه البرامج الإذاعية والتلفزيونية وحرصه على المشاركة فيها, ومناقشة التحليلات الفنية للقاءات الدوري.

حياته الرياضية ودراسته الخارجية

ولد أبو محمد فحجان عام 1955 في خانيونس جنوب القطاع, وبدأ يتعلق بكرة القدم منذ السادسة من عمره حتى أضحى لاعبا مميزا, لكنه اضطر لعدم الانضمام لأي نادٍ, احتراما لقرار والدته.

بعدما أنهى مرحلة الثانوية العامة عام 1974, سافر لجمهورية مصر العربية لدراسة "الخدمة الاجتماعية", وهناك بقي حتى تخرج عام 1978.

وخلال تواجده في مصر, كان فحجان متابعا دقيقا للصحافة الرياضية المصرية, خاصة أخبار نادي الزمالك, وهو ما جعله قادرا على المناقشة والتحليل الفني لأي مباراة.

فقدان البصر وعمله

عقب وصوله لقطاع غزة, حصل فحجان مطلع 1979 على وظيفة في وكالة الغوث "UNRWA", قبل أن يفقد بصره في أواخر 1981.

وعن تفاصيل فقدانه النظر, تنهد ثم قال: "عندما بلغت 26 عاما أصبت بمرض نادر في العين, لكني لم أحصل على تشخيص صحيح من الأطباء, ثم تدهورت حالتي الصحية حتى أصبحت عاجزا عن الرؤية بعد عامين (...), الحمد لله على كل حال".

وفي 1983 عمل بأحد البرامج الخاصة في نفس مجاله لمدة عامين فقط, بعدها أضحى بلا عمل حتى حصل على فرصة في الشؤون الاجتماعية عام 1996, ثم بقي هناك حتى تقاعد في 2015.

أخوه وابنه

ومن باب الغرابة, أن لفحجان "61 عاما" شقيق لعب لخدمات خانيونس خلال الفترة 1975-1985 وهو توفيق فحجان.

وعن هذا يقول: "عاتبت والدتي عندما علمت أن شقيقي انضم لأحد الأندية, كونها لم تسمح لي بذلك (...), رحمة الله عليها أرادت لي أن أتعلم وها أنا أحصد ثمار تعبي ونجاحي".

أما بخصوص ابنه محمود لاعب خدمات خانيونس حاليا, فيروي الستيني موقفين لن ينساهما في حياته, عن كيفية اكتشاف موهبته, إذ جاء الأول عندما كان عائدا من العمل في أحد الأيام, قبل أن يسمع عددا من الطلاب يتحدثون عن وجود زميل لهم يجيد لعب كرة القدم بمهارة فائقة وهو من عائلة فحجان.

في المقابل فإن الثاني يعدّ الأكثر طرافة, كونه أتى صدفة بعدما طلب منه زميله في العمل الذهاب برفقته للصالة الرياضية المغطاة بخانيونس, لمتابعة أحد بطولات المدارس, وهناك سمع الجماهير تهتف باسم ولده "محمود", الذي أبدع في اللقاءات من خلال تسجيله عدد من الأهداف الحاسمة, وهو ما جعله يتأكد بنفسه من موهبته.

دوري غزة

وحول متابعته للبطولات في قطاع غزة, بدأ فحجان الاتجاه للرياضة المحلية منذ انطلاق الدوري التصنيفي 2005-2007 عبر صوت الشعب, ثم أضحى عاشقا ومتيما بالسماع لإذاعة أمواج الرياضية وقناة الكتاب الفضائية, بالإضافة لما يرويه له صديقه عوض أبو لبدة وفق تأكيده.

ويوضح الرجل الستيني أنه مستعد لمناقشة المبصرين في تفاصيل أي لقاء بالدوري, كونه يتابع المباريات عبر الإذاعة, ويحرص على تقسيم الملعب في مخيلته لعدة مربعات من خلال وصف المراسل كأن المباراة أمامه بتقنية "ثلاثية الأبعاد".

وبهذا بات الرجل "الكفيف" قادرا على وصف أي هدف أو هجمة ضائعة أو حتى معرفة الطرف الأفضل في جميع اللقاءات, بالإضافة لمعرفة أسماء أغلب اللاعبين في قطاع غزة.

اخبار ذات صلة