تتصاعد وتيرة ملاحقة أمن السلطة لطلاب وكوادر الكتلة الإسلامية الذراع الطلابية لحماس تزامناً مع استعداداتهم لخوض الانتخابات في بعض جامعات الضفة المحتلة، حيث اعتقلت 18 طالبا خلال اليومين الماضين، مترافقة مع تواطؤ إدارة الجامعات مع السلطة في ملاحقة الكتل الطلابية.
ويحاول أمن السلطة من خلال سياسة الاعتقال والاستدعاء لأفراد الكتلة الإسلامية ومصادرة مقتنياتهم، إفشال مشاركتهم في انتخابات الجامعات في الضفة، وإفساح ساحة الانتخابات أمام الشبيبة الفتحاوية، التي شهدت العام الماضي تراجعاً في نسبة الحصول على أصوات الطلبة مقارنة مع الكتلة.
وفي حادث خطير، منعت إدارة جامعة النجاح القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان، من دخول حرم الجامعة للمشاركة في فعالية للكتلة الإسلامية، مما يعد أمرا خطيرا وتتواطأ إدارة الجامعات مع السلطة في الضغط على الكتل الطلابية وتقيد حريتها.
وذكر أحد أفراد الكتلة من جامعة بيرزيت تتحفظ "الرسالة" على ذكر اسمه حتى خشية تعرضه للاعتقال، أن أجهزة أمن السلطة تمارس سياسة الإقصاء بحق كوادر الكتلة من خلال اعتقالهم وإجبارهم على ترك عملهم في مجال خدمة الطلبة.
وأضاف: "أجهزة أمن السلطة تحاول من خلال الاعتقالات والاستدعاءات التشويش على عمل الكتلة في الجامعات ومنع الطلاب من المشاركة في فعاليتنا حتى يتم إفساح المجال للشبيبة الفتحاوية للسيطرة على الطلاب وإعادة تنظيم كوادرها خاصة بعد تراجعها في السنوات الماضية وفشلها في خدمة الطلاب".
مشير المصري القيادي في حماس وأمين سر كتلتها البرلمانية بالمجلس التشريعي، قال إن هناك تواطؤا من إدارة جامعات الضفة مع أجهزة السلطة الأمنية، وتحاول أن تكمل الدور في تغييب الكتل الطلابية.
وأوضح المصري في حديث لـ"الرسالة" أن إدارة الجامعات تكمل دور أجهزة أمن السلطة في قمع الكتل الطلابية في جامعات الضفة وخاصة الكتلة الإسلامية التي تدافع عن الطلاب.
وأضاف:" العمل الطلابي يجب أن يكون بعيدا عن الجدال السياسي الجاري في الساحة الفلسطينية وما تمارسه السلطة ضد جامعات الضفة يعد تخطيا للخطوط الحمراء وفق ممارسات الاحتلال".
وشدد المصري على أن الاعتقالات السياسية في الضفة هوا إحدى ثمرات التنسيق الأمني والتقاسم الوظيفي بين أجهزة السلطة والاحتلال.
واعتبر أن استمرار اعتقالات الطلاب في ظل التجهيز للانتخابات، هو افلاس ومحاولة دفع حركة فتح إلى الفوز بالسطو الامني والبلطجة العسكرية التي تمارسها الاجهزة الامنية ضد الطلاب وتغيبهم بالقوة.
وأضاف المصري :" ما تقوم به الأجهزة الأمنية في الضفة يعد دليلًا على درجة الانحطاط الوطني التي وصلت إليه هذه الأجهزة، ودورها المشبوه التي تمارسه".
وقال "إن السلطة مدعوة إلى الانحياز للشعب الفلسطيني بدل أن تدافع عن الاحتلال من خلال ملاحقة طلاب الجامعات" متابعا "عباس والسلطة تتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة الناشطين والاثار المترتبة على الحملات الأمنية".
عضو لجنة الحريات والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان، اتهم الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية بممارسة سياسة الترهيب والتخويف ضد طلاب الجامعات في الضفة المحتلة، مطالباً لجنة القوى الوطنية والإسلامية في رام الله بالانعقاد فورًا للنظر في حجم الانتهاكات بحق الطلبة.
وأضاف عدنان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في حديث لـ"الرسالة "، :" تصاعد وتيرة الاعتقالات التي تشنها السلطة ضد طلاب جامعات الضفة يدلل على أن القبضة الأمنية دخلت إلى الجامعات وبدأت بالتأثير على قرارتها".
واعتبر أن ضغط السلطة وتدخلها في قرار جامعات الضفة واعتقال طلابها، "قرارًا غير حر، ومنافيا للقوانين الفلسطينية"، مؤكدًا أن السلطة تسعى إلى إقصاء الكتل الطلابية بالضفة كافة.
وأوضح عدنان أنه في السنوات الأخيرة تراجعت الحريات في جامعات الضفة جراء ممارسات الأجهزة الأمنية ضد طلاب الجامعات.
ونبه عدنان إلى وجود قرار سياسي لدى السلطة بإقصاء الكتل الطلابية عن مشهد انتخابات جامعات الضفة للتأثير على نتائج الانتخابات .
وطالب عدنان القيادي في الجهاد الإسلامي، لجنة القوى الوطنية والإسلامية في رام الله بالانعقاد فورًا للنظر في حجم الانتهاكات التي تجري في الضفة وللتعبير عن موقفها بشكل واضح.
بدورها، استنكرت الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة المحتلة، حملة الاعتقالات والملاحقات التي تشنها الأجهزة الأمنية بحق أبنائها، والتي تزامنت مع حملة اعتقالات شرسة تشنها قوات الاحتلال بحقها.
وطالبت الكتلة في بيانها إدارات الجامعات في الضفة بتحمل مسؤوليتها تجاه ملاحقة واعتقال أبنائها الطلبة، مشيرةً إلى أن ذلك يقلل من احترام وهيبة الجامعات أمام سطوة القبضة الأمنية التي تفرضها أجهزة السلطة بحق عدد من الطلبة على خلفية نشاطهم داخل حرم الجامعة.